قبل وصول فيروس كورونا إلى بلادنا تمت المسارعة بمقاومته، وتأخير دخوله، ومكافحة انتشاره، وخلال بضعة أسابيع تمت السيطرة عليه، إذ إن انتشاره ليس كانتشار دول العالم الأول في الغرب، إذ تفشى في أمريكا وأوروبا بشكل شنيع، في حين أنه لدينا تأخر في وصوله وتباطأ في انتشاره، وما زيادة الأعداد اليومية إلا بسبب المسح النشط، عبر جولات مكثفة على مساكن العمال، الذين شكّلت إصاباتهم أكثر من ثلاثة أرباع الإصابات اليومية.

وبما أن الحكمة تقتضي التوازن بين جلب الوقاية وبين درء الضرر الواقع على الناس، سواء البائعين أو المشترين، فضلا عن حرية الحركة الاجتماعية، فقد صدر أمر خادم الحرمين الشريفين قبل أمس «الأحد» برفع منع التجول جزئيا، بحيث يكون للجميع حرية التجول 8 ساعات يوميا داخل المدينة، مع فتح مزيد من المحلات، واستمرار إقفال المحلات المزدحمة، واشتراط الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، وبهذا لا ينحبس الناس ولا يتضرر الاقتصاد.

وأملنا أن يلتزم الجميع بهذه الإجراءات والتدابير، حتى تنجح التجربة خلال هذين الأسبوعين، بدلا من فشلها بسبب سوء التزامنا، فنعود إلى المنع الكلي من جديد، حمايةً للناس من أنفسهم.

فهل نكون أهلا لهذه الثقة والتحدي، لنثبت أننا ملتزمون بالتباعد الاجتماعي، وعدم الخروج إلا للضرورة، والالتزام بالإجراءات والتدابير، حتى نتجاوز عنق الزجاجة نحو العودة إلى الحياة الطبيعية بشكل متدرج ومدروس؟، أم نتهور ونرجع إلى المربع الأول من جديد!.