تستحوذ سفرة رمضان على النسبة الأكبر من إنفاق المستهلكين في سائر الأقطار العربية، كما أن حجم الإنفاق في هذا الشهر يرتفع بنسبة 50 % عن شهور العام، إلا أنه وبحسب منظمة الفاو فإن الفرد الواحد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يقوم بهدر 250 كيلوجراما من الطعام الصالح للأكل سنويا، ويزداد المعدل بشكل خاص في شهر رمضان؛ إذ يفقد أو يهدر أكثر من ثلث الأغذية المنتجة عربيا، ما يسهم في رفع أرقام الهدر الغذائي، ويكلف الحكومات والأسر والمنتجين الزراعيين والصناعات الغذائية عبئاً اقتصادياً ثقيلا.

تداعيات اقتصادية

بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، يوجد مليار إنسان في العالم يعانون من الجوع، فيما تقدر كمية إهدار الطعام بـ1.3 مليار طن سنويا بقيمة أكثر من تريليون دولار«4.87 تريليونات ريال». وقالت دراسة صادرة عن الفاو إن الفرد الواحد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يقوم بهدر 250 كيلوجراما من الطعام الصالح للأكل سنويا، ويزداد المعدل بشكل خاص في شهر رمضان. ويصل الهدر إلى 115 كيلوجراما للشخص في دول أوروبا وأمريكا الشمالية، وبحسب مؤسسة (EcoMEANA) فإن نسبة 25 % من الأطعمة في شهر رمضان المبارك يتم هدرها. كما أن التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية خطيرة بالنسبة إلى منطقة تعتمد إلى حد كبير على الواردات العالمية من الأغذية، ولديها طاقات محدودة لزيادة إنتاج الأغذية، وتعاني من شحّ في المياه والأراضي الصالحة للزراعة. ويشكل خفض الفاقد من الأغذية والهدر الغذائي عاملاً حيوياً للنظم الغذائية المستدامة والأمن الغذائي الإقليمي.

#ZeroHunger

قدّمت منظمة الفاو مجموعة من النصائح السهلة التي يمكن القيام بها لمناصرة القضاء على الجوع (#ZeroHunger) وتجعل من عدم الهدر أسلوبا للحياة، منها البدء بتقليل كميات الطعام عبر تناول حصص أصغر من الطعام في المنزل أو تقاسم الأطباق الكبيرة في المطاعم. ومن بعض النصائح الأخرى الحفاظ على ما يتبقى من الطعام لوجبة أخرى أو التبرع بالفائض، إضافة إلى التسوق بذكاء عبر وضع قائمة بالأشياء التي تحتاج إليها والالتزام بها.

تطبيق بريطاني

ضمن مساعي العالم لمحاربة هدر الغذاء وفي عام 2017، نجح تطبيق بريطاني في نشر ثقافة تقليل الأطعمة المهدرة، حيث ظهر تطبيق على الهواتف الذكية يحمل اسم Too Good To Go يهدف إلى أن تعلن المطاعم والمقاهي والمخابز بيع الوجبات والمنتجات المتبقية لديها في نهاية اليوم بأسعار رمزية بدلا من أن تلقيها في القمامة.

هدر الغذاء

في التاسع من شعبان الماضي، أكد وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، أن هدر الغذاء يكلف المملكة 40 مليار ريال سنوياً، فيما تبلغ نسبة الغذاء المهدر أكثر من 33 %. وقال: في تغريدة دشن فيها حملة الوزارة والمؤسسة العامة للحبوب، للتوعية بأهمية التوازن في شراء المواد الغذائية «كلنا مسؤول عن هذا الهدر وآثاره على الصحة والبيئة والاقتصاد، واستشعار الجميع أهمية حفظ النعمة والاستهلاك الرشيد للغذاء هو طاعة لله ورسوله، واستجابة لتوجيهات ولاة الأمر». وتهدف الحملة التي انطلقت بعنوان #احفظها ـ لتدوم، إلى التوعية بحجم الهدر والفقد الغذائي في المملكة التي بينته دراسة ميدانية أعدتها المؤسسة العامة للحبوب ضمن برنامج التحول الوطني، وبحسب الدراسة التي استهدفت 19 سلعة غذائية قسمت إلى 8 مجموعات، فإن الفرد في المملكة يهدر ما يقارب من 184 كجم سنوياً. وبينت الدراسة التي درست 3700 عينة، أن الهدر في الدقيق والخبز يصل إلى 917 ألف طن سنوياً، فيما يهدر 557 ألف طن من الأرز، و22 ألف طن من اللحوم، إلى جانب إهدار 13 ألف من لحوم الإبل، و41 ألف طن من لحوم الأبقار، و444 ألف طن من لحوم الدواجن، فيما تبلغ نسبة الهدر في الأسماك 69 ألف طن سنوياً.

هدر الأطعمة بالأرقام

أظهرت أبحاث أجرتها مجموعة EcoMENA للاستدامة أن ما نحو 25 % من الأطعمة المحضرة خلال رمضان مصيرها حاويات القمامة، ففي تونس وبحسب منظمة الدفاع عن المستهلك فإن نحو مليون خبزة تلقى يوميّا في القمامة طيلة شهر رمضان، وارتفع استهلاك الخبز في هذا الشهر بنسبة 300 %، فيما يبين المعهد الوطني للاستهلاك أن 113 ألف طن من مادة الخبز، يتم إتلافها سنويا وذلك بسبب التبذير، وثلث ما يتم طهوه في رمضان يتلف. وفي الجزائر وبحسب الاتحاد الوطني للخبازين يتم رمي 60 مليون خبزة في القمامة خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان بينما في مصر وبحسب حماية المستهلك يلقى في صناديق القمامة 60 % بقايا طعام وتزداد النسبة إلى 75 % في الولائم، وينفق المصريون 200 مليار جنيه سنويًا على الطعام، يستأثر شهر رمضان منها على النصيب الأكبر، ويمثّل الإنفاق على الغذاء 45 % من إنفاق الأسرة المصرية السنوي ويستحوذ شهر رمضان على 15 % من هذه النسب. وفي البحرين، فإن الطعام الذي يتم إلقاؤه في النفايات يومياً خلال شهر رمضان يتجاوز الـ400 طن. وتقوم دولة قطر بالتخلّص من نصف الطعام المعدّ يومياً خلال شهر رمضان عن طريق إلقائه بالقمامة.

الغذاء المهدور

حجم الغذاء المهدور في الدول العربية يقفز خلال شهر رمضان الكريم بحسب إحصائية أوردها موقع Economist البريطاني، حيث يزداد السلوك الشرائي ومعه تضاعف الهدر الغذائي نتيجة لتنوع السفر الرمضانية بأشكال وأصناف مختلفة من الأطعمة، وهو ما يؤثر على الأمن الغذائي العربي، فالدول العربية تستورد معظم احتياجاتها الغذائية من الخارج، ومن ثم فإن الهدر يؤثر على اقتصاديات الدول وميزانياتها، فحجم الهدر في المملكة وصل إلى نحو 50 مليار ريال.

فجوة الإنتاج والاستهلاك

تعكس أرقام الإنتاج الزراعي واستهلاك المواد الغذائية والأطعمة في المملكة فجوة كبيرة، حيث يصل العجز لنحو 70 %، وتشير الأرقام الإحصائية الحديثة لسنة 2019 إلى أن القطاع الزراعي في المملكة يوفر 30 % من مجمل الأغذية المتاحة للاستهلاك في المملكة، ما يعني استيراد نحو 70 % من الاحتياجات من الخارج، حيث يسهم القطاع بنحو 60 مليارا في الناتج المحلي بنسبة 4 % فقط. ويصل متوسط حجم واردات المملكة من الأغذية والمشروبات لنحو 130 مليار ريال سنويا. وتبلغ قيمة الهدر والفقد الغذائي في المملكة، نحو 40 مليار ريال سنويا تتجاوز 33 % من إجمالي الأغذية في المملكة. وأظهرت دراسة نُشرت قبل عامين أن الفجوة بين الإنتاج الزراعي والاستهلاك الغذائي في المملكة تراوحت بين 62 إلى 70 % خلال الفترة من 2009 إلى 2014.

الإنفاق العربي وهدر الغذاء في رمضان

السعودية:

الفرد في المملكة يهدر 184 كجم سنوياً. ويذهب

20 % من ميزانية الأسرة للغذاء

مصر:

ينفق المصريون 200 مليار جنيه سنويًا على الطعام، ويستحوذ شهر رمضان على 15 % منها

الكويت:

يبلغ إنفاق الأسرة على الغذاء شهريًا 1170 دولارا

البحرين:

الطعام الذي يتم إلقاؤه في النفايات يومياً خلال شهر رمضان يتجاوز الـ400 طن

الإمارات:

يزداد نصيب الفرد من نفايات الطعام خلال شهر رمضان الكريم بمقدار 1,8 كيلوجراما إضافية، أي بزيادة 67 %

قطر:

يتم التخلّص من نصف الطعام المعدّ يومياً خلال شهر رمضان عن طريق إلقائه بالقمامة.

تونس:

مليون قطعة خبز تلقى يوميّا في القمامة طيلة شهر رمضان

الجزائر:

يتم رمي 60 مليون خبزة في القمامة خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان