نجت عشرات الآلاف من أسماك الحريد من كمين الصيادين بجزر فرسان بسلام تام، للمرة الأولى منذ تاريخ وصوله إلى شاطئ الحصيص، وتنفست الصعداء بعيدا عن مطب الاصطياد الجماعي الذي يشهده العالم سنويا، بعد أن رفع الصيادون الراية البيضاء هذا العام، وسط غياب أفراح أهالي فرسان، وفعالياتهم السنوية بمهرجان الحريد.

وواصلت أسماك الحريد رحلتها إلى الشمال، حيث شواطئ القحمة وجدة وينبع، بعد 7 أيام من توقف مشوارها القادم من الهند، مرورا بالبحر الأحمر، ووصولا إلى فرسان.

غياب الصيادين

غابت مواسم الفرح وفعاليات فرسان السنوية لمهرجان الحريد في أبريل الماضي، وذلك للمرة الأولى منذ 4 عقود من الزمن، إذ حضرت أسماك الحريد لشواطئ فرسان، خلال رحلة هجرتها السنوية، وغاب الأهالي والصيادون عن نصب شباكهم وكمينهم لاصطيادها، نتيجة التزامهم بتعليمات الجلوس بالبيت، ومنع التجول، والتجمعات.

أسماك حذرة

يعد سمك الحريد من أجود أنواع الأسماك في البحر الأحمر، حيث يحتوي على كمية كبيرة من اللحم الأبيض الذي يتميز بمذاقه الفريد، وتواجده بين المرجان الذي يعيق اصطياده بالشباك، إلى جانب أنه من أشد المخلوقات حذرا.

مهرجان سنوي

يقام مهرجان الحريد سنويا في جزيرة فرسان التابعة لمنطقة جازان، برعاية وحضور أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، ونائبه الأمير محمد بن عبدالعزيز. ويشارك المتسابقون في اصطياد الأسماك، بعد إطلاق شارة البدء للمهرجان في تقليد يمتد إلى 16 عاما خلت، وفي أجواء من الفرح، تجمع مختلف فئات المجتمع، بعدما كان مجرد تقليد معروف لدى الفرسانيين منذ مئات السنين، بدأ يأخذ الطابع الشعبي في السنوات الأخيرة، قبل تحويله إلى مهرجان رسمي سنوي يمثل المنطقة.

أهمية اقتصادية

تعد مصائد أسماك الشعاب المرجانية، وهي الأسماك الموجودة في الشعاب المرجانية مصدرا بحريا وبيئيا مهما، للتنوع البيولوجي في المملكة، ويتم صيد أسماك الببغاء، باستخدام الشباك الخيشومية، والفخاخ، والرماح، وتلعب أسماك الببغاء خاصة سمك الحريد، دورا مهما في الصيد التقليدي والتجاري، وله أهمية اقتصادية وتجارية في البحر الأحمر، ومنطقة جازان، خاصة جزيرة فرسان.

90 نوعا

أوضح الدكتور عادل الحبابي من قسم الأحياء بجامعة جازان لـ«الوطن»، أن «سمك الحريد هو نوع من مجموعة عائلة سكاريدا (الببغاء)، ولديها 10 أجناس، و90 نوعا، وتتوزع هذه العائلة في البحر الأحمر، والمحيط الهندي، وسواحل مدغشقر وإندونيسيا».

وأضاف أن «أسماك الببغاء تعد أكثر الأسماك الملونة، وهي من أسماك الشعاب المرجانية، وتعيش في السواحل الضحلة، ومناطق الشعاب على عمق لا يزيد على 30 مترا، وهي أسماك عشبية تتغذى على الطحالب القاعية البحرية»، مشيرا إلى أن أسماك الحريد تتجمع بشكل سنوي فريد، خاصة في بداية شهر أبريل من كل عام، وقد يرجع هذا التجمع إلى التزاوج والتفريخ في هذا الموسم من السنة، وهذا ما نلاحظه في كثافة هذه الأنواع في أرخبيل فرسان في هذا الوقت، ويتم الاحتفال به في مهرجان سنوي.

عرس مؤجل

أكد شيخ الصيادين بمحافظة جزر فرسان عبدالله نسيب لـ«الوطن»، أن صيد الحريد يعد عادة سنوية لأهالي فرسان، اعتادوا عليها منذ قديم الزمان من تاريخ الآباء والأجداد، حيث يقيمون لها الاحتفالات والمناسبات، مشيرا إلى أن هذه العادة تطورت، ووجدت رعاية واهتماما على المستويين المحلي والإقليمي، برعاية أمير منطقة جازان، الذي جعل منها مهرجانا سنويا، يتم الاستعداد له منذ وقت مبكر، بإقامة فعاليات مختلفة، وسباقات بحرية، وتعيش معها محافظة فرسان عرسا مميزا سنويا، يسعد الأهالي والزوار، إلا أنه غاب هذا العام لظروف خارجة عن الإرادة، وحفاظا على سلامة المواطنين، بعد أن اتخذت الجهات المعنية الإجراءات الاحترازية، مضيفا أن «الحزن خيّم على الجميع، لغيابهم عن ممارسة هوايتهم المفضلة لصيد الحريد».

أفراح أبريل السنوية تغيب عن فرسان هذا العام

أسماك الحريد تنجو من مقصلة الانتحار الجماعي

الحريد يعبر بسلام إلى القحمة وجدة وينبع

كمائن الصيادين تتوقف إجباريا

احتفالات الأهالي تتأجل إلى الموسم المقبل

الحريد يمثل أهمية اقتصادية وتجارية

90 نوعا و10 أجناس لعائلة الحريد

3 طرق لاصطياد الحريد