في ظل أزمة كورونا، وأثناء الحجر الكامل، هذا العلاج الناجع الذي أثلج صدورنا كممارسين صحيين، يحتاج الناس -من فترة لأخرى- إلى أدوية لأمراض تطرأ بين الحين والآخر، من نزلات معوية إلى التهابات تنفسية، مرورا بالمغص الكلوي فحساسية الجلد وأمراض العيون وانتهاء بالصداع.

فضلا عن الأمراض المزمنة التي تستلزم دواء أو مجموعة أدوية على طول الأمد دون انقطاع.

أطلقت وزارة الصحة منذ زمن تطبيقين لمواجهة هذه الأمور: الأول يدعى «وصفتي»، والآخر «صحة».

«وصفتي» يتلخص في أن المريض يجب أن يوجد في العيادة، ليحرر له الطبيب وصفة إلكترونية تصله على «جواله»، وبعد ذلك يذهب إلى صيدليات الدواء ليأخذ العلاج مجانا.

أما الآخر: وهو تطبيق «صحة»، فطريقة عمله أن يتصل المريض هاتفيًا بطبيب عبر التطبيق، ويشخّصه وتأتيه وصفة إلكترونية أيضًا إلى «جواله»، ولكن هنا لن يكون العلاج مجانا، فهو سيذهب إلى أي صيدلية بوصفته، ويتحمل قيمة العلاج بنفسه.

«وصفتي» يعطيك العلاج مجانًا، لكن لا بد من حضورك إلى العيادة، والثاني يعطيك العلاج بمقابل، ولكن لن يحتاج حضورك إلى العيادة!.

في رأيي، أنهما برنامجان جميلان «لو» تم دمجهما في برنامج واحد، يكون عمله تشخيص المريض «دون» حضوره إلى العيادة، وتأتيه رسالة إلكترونية بوصفة علاجه، ويأخذها «مجانا» من صيدليات الدواء أو غيرها.

اقتراحي هذا أراه ضروريا، بل مُلحّا، خصوصًا في هذه الفترة، ذلك أن من شأنه إتمام صورة الحجر الصحي الكامل، بأن يبقى المريض في منزله، ولا يضطر للذهاب إلى المستشفيات أو المراكز الصحية، التي ربما ذهب ليعالج صداعًا فعاد بـ«كورونا»!.

والواقع أنا رأينا بعض مديريات الصحة بالمملكة أوصلت أدوية الأمراض المزمنة إلى المنازل، وتلك مبادرات رائعة وواجبة أيضا، لكن المشكلة أن بعضا منها يموت في مهده، وهنا أهيب بالبريد السعودي وشركة سمسا وأرامكس ومن على شاكلتهم، القيام بهذا الدور الإنساني المهم، خصوصا للمرضى الذين تصرف أدويتهم من مستشفى مركزي، ويكون محل إقامتهم في بلدة بعيدة عن المدينة، فلن يكون بإمكانهم الحضور لاستلام الأدوية، نظرًا لضيق وقت السماح في المدن التي لم تحجر كاملا، كما لن يكون بإمكانهم الذهاب أبدا في حال كان الحجر كليًا. فإما أن يوحد «وصفتي» و«صحة»، ففي هذا إيجابية وسلبية، وفي ذلك سلبية وإيجابية، أو يكتفى بـ«وصفتي»، ولكن لا يلزم المريض بالحضور، ويكون الصرف عن بعد ومجانًا، أو يتم صرف الأدوية عن طريق «صحة» كما هو ولكن بالمجان.

وبالطبع كل ما نتحدث عنه لا يشمل الحالات الطارئة التي يستثنى لها كل شيء. ودمتم بصحة.