منذ بداية انتشار كورونا المستجد في العالم، سارعت السعودية إلى اتخاذ الإجراءات الاحترازية قبل وصول أول حالة، ولذا تلافينا تفشي الجائحة، مع مسارعة الدولة إلى تأمين أجهزة ومواد الفحص اللازمة بعقد مع الصين وشركات غربية.

ولكن بعد مضي 3 أشهر على هذه الإجراءات الوقائية الصارمة، مع عدم وجود لقاح عن الفيروس ولا دواء للمرض «كوفيد 19»، إضافة إلى تجاوز العالم مرحلة الصدمة، وتزايد معرفته بالوباء وطريقة التعامل معه، جعل الدول توازن -وبتزامن- بين الوقاية اللازمة من الفيروس وبين العودة إلى الحياة الطبيعية، ولكن بحذر معقول ومتيسر، وهو بعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة، وأن يكون بلبس الكمامة والتباعد الجسدي، وعدم المصافحة باليد واستخدام المعقمات، ثم عند العودة إلى البيت تغسل يديك جيدا بالصابون، ومن يصاب بالوباء مع فعل الأسباب وعدم الاستهتار، فالنظام الصحي فاعل وجاهز لاستقبال الحالات.

ولذا، فإن شعار «كلنا مسؤول» أصبح اليوم أكثر أهمية، لأن إهمالك الوقايات ثم إصابتك بالمرض يعني اعتداءك على نفسك بالوباء، وعلى أسرتك بالعدوى، وعلى نظام وطنك الصحي بمزيد من الأعباء، التي يحتاجها من هو أكثر ضرورة منك، لا سيما من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

والأمل من الجميع إدراك أن العودة إلى الحياة الطبيعية لا تعني انتهاء الوباء، بل إنه منتشر بشكل أكبر، ولكن تعني تعايشنا معه لكوننا لا نستطيع الاستمرار في الحظر المنزلي، وضرره على الفرد نفسيّا، وعلى الدولة اقتصاديا.