منذ نعومة أظفارنا ونحن نلحظ الخطاب «التثويري» للجماعات المؤدلجة والتنظيمات المتأسلمة، فيسممون نظرة الشعوب تجاه حكامهم، الذين هم من لحمهم الوطني ودمهم العربي ودينهم الإسلامي.

ويحرّضون الناس عليهم بالتكفير والتخوين، ورموهم بالطغوتة والزندقة، والحقيقة أن الرماة هم كفار الوطن وخونة العرب، وطواغيت العمالة وزنادقة الخيانة، لخدمة الصفوي والعثماني بشماعات إسلاموية لشرعنة عمالتهم وارتزاقهم.

فضلا عن كونهم غير ديمقراطيين في تنظيماتهم الحركية، ناهيك عن أن يكونوا كذلك فيما استولوا عليه من حكم أو برلمان أو حتى وزارة، والنماذج كثيرة.

والشعوب العربية اليوم وعت الحقيقة، وهي أن حكامها هم الشرعيون، ومهما اختلفت الشعوب مع حكامها، فهو كالاختلاف بين الأبناء والآباء، ولا يجوز أن يكون الأجنبي بمطامعه المستقبلية، والأعجمي بتاريخه الأسود، مما يعذر لهم بجهله.

وقد أدرك -اليوم- كل عربي أن وطنه مقدّس، وحاكمه محترم، ولا كرامة للطابور الخامس الذي صار مطية للأعداء، وكم كانوا يحذرون الناس من المحتل الغربي والشرقي، وإذ بهم يشرعنون للمحتل الفارسي والتركي.

ولن نغفر للذين خانوا أوطاننا العربية لصالح طهران وأنقرة.

وإذا كنا بالأمس قد قضينا على الأحزاب اليسارية المارقة، فسنقضي اليوم على الأحزاب اليمينية الضالة.

ولا رحمة لمن فتح الأبواب للغزاة ليبطشوا بملايين العرب، بين قتيل وجريح، ولاجئ ونازح.

وسيحتفل الشعب العربي قريبا بتطهير أراضيه على يد أحراره «شيعة وسنة»، رغم أنف أحزاب الشيطان والإخوان.