تتمتع جزيرة سقطرى اليمنية بموقع إستراتيجي يجمع بين الثقل الحضاري والسياسي الإقليمي والعالمي كونها تقع في الممر الدولي البحري، ويعطيها موقعها في المحيط الهندي أهمية إسـتراتيجية للملاحة الدولية للقارات الثلاث «آسيا - إفريقيا - أوقيانيا».

وتعد جزيرة سقطرى إحدى الجزر اليمنية التي تُشكل أرخبيلاً مؤلفاً من أربع جزر تقع في المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الإفريقي، وعلى مقربةٍ من خليج عدن، كما تفصلها مسافة 300 كيلومترٍ عن الساحل اليمني، وتبلغ مساحتها 3650 كم2، ويسكنها نحو 150000 نسمة، ويتكون الأرخبيل من جزيرة سقطرى، ودرسة، وسمحة، وعبد الكوري، وجزيرتين صخريتين صغيرتين، وعاصمتها مدينة حديبو.

وتغلب على الجزيرة السهول والهضاب والمناطق الجبلية، حيث تعد جبال حجيرة من أكثر السلاسل ارتفاعاً وامتداداً في الجزيرة، فيما نجد الشمال والجنوب عبارة عن سهول ساحلية تقطعها الحصى والأحجار الرملية مع وجود مناطق متفرقة للكثبان الرملية، ويتركز سكان الجزيرة على السواحل ويندر وجودهم في المناطق الجبلية.

تنوع بيئي

يتميز أرخبيل سقطرى بأهمية بيئية فريدة وتنوع بيولوجي هائل، وقد وصفه الاتحاد الدولي لصون الطبيعة بأنه جالاباجوس المحيط الهندي (جزيرة تابعة للإكوادور)، وهي من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي النباتي، وتعد موطناً لآلاف النباتات والحيوانات والطيور المستوطنة وأهم موطن لأشجار اللبان المشهورة.

محمية طبيعية

تتميز جزيرة سقطرى بموقعها الإستراتيجي بأنها من أكبر الجزر المصنفة عالمياً بالمحميات الطبيعية وتنفرد عن غيرها بالأشجار الطبية النادرة مثل شجرة دم الأخوين حيث تستخدم مستخرجاتها في الزخرفة والطب الـشعبي لإيقـاف النزيـف وغيره من العلاجات الطبية، وقد ضمت منظمة اليونسكو الجزيرة إلى قائمة التراث العالمي في 2008.

وينفرد أرخبيل سقطرى بالتنوع الكبير في نباتاته ونسبة الأنواع المستوطنة منها، إذ نجد أن 73% من أنواع النباتات و9% من أنواع الزواحف، و59% من أنواع الحلزونيات البرية المتواجدة فيه غير موجودة في أي مناطق أخرى من العالم، فيما يؤوي الموقع عددا من أنواع العصافير المهددة بالانقراض، فضلاً عن وجود 352 نوعاً من المرجان الباني للشعب، و730 نوعاً من الأسماك الساحلية، و300 نوع من السراطين والكركند والروبيان.

مقومات السياحة

تحظى جزيرة سقطرى بمقومات الجذب السياحي باعتبارها متحفاً للتاريخ الطبيعي بما تحتويه من تنوع بيولوجي يشمل الغطاء النباتي بوجود 750 نوعاً نباتياً نادراً، و291 نوعاً من أنواع الطيور، إضافة إلى الكهوف والمغارات الجبلية المأهولة في مواقع عدة من الجزيرة، والشواطئ التي تمتد مسافة 300 ميل تسودها كثبان برمال بيضاء نقية، وتتميز أيضاً بوجود أحياء مائية عدة ونادرة في مياهها مثل السلاحف والشعب المرجانية واللؤلؤ، فضلاً عن وجود عدد من الشلالات المائية.

وتعرضت جزيرة سقطرى إلى سنوات طويلة من العزلة والإهمال، ولكن بعد تحقيق الوحدة اليمنية استعادت مجدها التاريخي وتواصلها الحضاري لما تمثله من أهمية لليمن سواءً من ناحية موقعها الإستراتيجي في نهاية خليج عدن، وإشرافها على الطريق الملاحي باتجاه القرن الإفريقي وغرب المحيط الهندي أو لما تكتنزه من ثروات طبيعية كبيرة، إضافة إلى اعتبارها من أهم مناطق التنوع البيولوجي.

الدعم السعودي

امتدت اليد السعودية لتعمير محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية كغيرها من المحافظات خدمة لأهالي الجزيرة، عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن الذي نفذ عددا من المشاريع الحيوية لخدمة أهالي المحافظة في عدة قطاعات منها المياه، والصحة، والتعليم، والثروة السمكية، والكهرباء والطاقة، والنقل والطرق، والمطارات والموانئ.

ويبذل البرنامج جهوده لمساعدة أهالي الجزيرة في أوقات الأعاصير والحالات المدارية التي تضرب أرخبيل سقطرى أكثر من مرة في العام الواحد، وينتج عنها السيول والأمطار الغزيرة وتخلّف أضراراً كبيرة، فيما تأتي هذه المشاريع لتلامس احتياجات المواطن اليمني وتحقق الأثر الإيجابي على مستوى الخدمات في كافة القطاعات، ما أسهم في تحسين المعيشة اليومية للسكان.

ونفذ البرنامج عدداً من المشاريع تتعلق بإدارة الموارد المائية، تشمل دعما شهريا بوقود الديزل لتشغيل المضخات المائية، إضافة إلى مشاريع شبكات مياه، فضلاً عن إنشاء السدود المائية والبرك التجمعية للمياه، وإنشاء الخزانات المائية، ومشاريع حفر الآبار، ومشروع توفير صهاريج نقل المياه.دد

الصحة

عمل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن على دعم قطاع الصحة في محافظة سقطرى بمشاريع نوعية، منها مشروع دعم النظام الصحي في مستشفى الأمومة والطفولة، والذي تم تجهيزه بالأجهزة المختبرية الحديثة وأجهزة العناية المركزة.

كما عمل البرنامج على تأثيث المستشفى وتزويده بالمقاعد والأسرة الطبية، إضافة إلى تزويده بالطاقة اللازمة للتشغيل، والذي يشمل ربط المستشفى بالكهرباء العمومية، وتوفير وسائل النقل للمصابين والمرضى من خلال سيارة إسعاف مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية، كما عمل البرنامج على مشروع تأهيل وترميم مركز نوجد الصحي، ومشروع تأهيل وترميم مركز صحي عمدهن، إضافة إلى تجهيز كلا المركزين بالمعدات الطبية.

التعليم

يعمل البرنامج السعودي لإعادة الإعمار على مشاريع دعم فرص التعليم والتعلم في جزيرة سقطرى، من خلال إنشاء عدد من المدارس، وتوفير وسائل النقل الحديثة عبر مشروع النقل المدرسي الذي شمل توفير 8 باصات مدرسية لنقل الطلاب والطالبات من منازلهم إلى المدارس، إلى جانب استفادة أبناء وبنات جزيرة سقطرى من مشروع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن الخاص بطباعة الكتب الدراسية.

الإنتاج الغذائي

وتحظى مشاريع خاصة بالإنتاج الغذائي المستدام بالدعم وأبرزها قطاع الثروة السمكية، التي استفاد منها الصيادون المتضررون من الأعاصير والحالات المدارية عبر توفير 100 قارب وتزويدها بمئة محرك حديث، إلى جانب إنشاء مشاريع خاصة لإدارة موارد الطاقة الكهربائية في الجزيرة، منها إكمال جميع الأعمال في محطة كهرباء حديبو.

كما أنشأ البرنامج مشروع محطة كهربائية متكاملة في مديرية قلنسية، تشمل المباني، والخزانات، والمولدات.

ونال قطاع النقل والطرق الدعم الكبير عبر تطوير ميناء الجزيرة وزيادة الطاقة الإنتاجية له، وتحسين قدرته والتي انعكست إيجاباً على حجم التدفقات الخاصة بالمواد الطبية والشحنات التجارية، وعزز من كفاءة إيصال المساعدات الإنسانية.

مساعدات

لم تدخر المملكة جهداً في مساعدة الأشقاء في الأزمات التي تمر بها جزيرة سقطرى حيث سخّر البرنامج كامل جهوده لمساعدة أهالي الجزيرة، وفتح وشق الطرقات الرئيسية والفرعية التي تتعرض للانهيار جراء الأعاصير التي تضرب الجزيرة على مدار العام، كما يعمل البرنامج جنباً إلى جنب مع السلطة المحلية في الجزيرة لضمان سلامة أهالي المحافظة.

جهود المملكة

أكد قائد قوات الواجب السعودي العميد عبدالرحمن الحجي، أن الدعم السعودي لليمن عامة، ولسقطرى خاصة، يأتي بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، في دعم ومساندة الأشقاء في اليمن.

فيما وصفت الحكومة اليمنية مشاريع البرنامج في سقطرى بأنها امتداد للدعم السخي المستمر الذي تقدمه الحكومة السعودية لليمن، وقال راجح بادي المتحدث باسم الحكومة اليمنية إن الدعم السعودي «شمل المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية كافة، وهذه جهود ستظل محفورة في وجدان كل اليمنيين، فقد رأيناها في كل مناطق اليمن سواء عدن أو مأرب، أو تعز وغيرها من المحافظات .. نحن نقدّر عالياً هذه الجهود الكبيرة والدعم لسقطرى».

مطار سقطرى

أطلق البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن أحدث مشاريعه في محافظة أرخبيل سقطرى، ويتمثل في مشروعين حيويين لتوفير حافلات للنقل العام لسكان المحافظة، وتجهيز المطار بمعدات السلامة ومكافحة الحرائق وفقاً للمعايير الدولية.

وتسلمت السلطة المحلية في محافظة سقطرى الدعم الجديد الذي تمثل في توفير حافلات للنقل العام، لرفع كفاءة خدمات قطاع النقل داخل الجزيرة، وخدمة الأهالي عبر تيسير تنقلاتهم وتحسين حياتهم اليومية، على أن تغطي الحافلات الجهة الغربية من حديبو إلى قلنسية، إضافة إلى خدمة الجهة الشرقية من الجزيرة إلى راس مومي.

وتضمّن المشروع الثاني دعم مطار سقطرى، من خلال توفير كل ما يلزم لنجاح خطط السلامة داخل المطار، وذلك عبر تجهيز عربة إطفاء متطورة تعمل بأحدث التقنيات، والتي تطابق توصيات سلامة المطارات ومكافحة الحرائق من منظمة «ICAO» الدولية، إضافة إلى توفير سيارة إسعاف بكل التجهيزات الطبية والإسعافية.

عاصمتها

حديبو

مساحتها

3650 كم2

سكانها

150000 نسمة

352

نوعاً من المرجان الباني للشعب

730

نوعاً من الأسماك الساحلية

300

نوع من السراطين والكركند والروبيان

مقومات السياحة بالجزيرة

-
تشكل متحفا للتاريخ الطبيعي بالتنوع البيولوجي

- وجود 750 نوعاً نباتياً 73% منها غير موجودة في العالم

-291 نوعاً من أنواع الطيور منها مهددة بالانقراض

- وجود الكهوف والمغارات الجبلية المأهولة بالسكان

- تمتد شواطئ الجزيرة مسافة 300 ميل

- أنواع نادرة من السلاحف والشعب المرجانية واللؤلؤ

أرخبيل سقطرى الموقع الإستراتيجي

- موقع إستراتيجي يجمع بين الثقل الحضاري والسياسي العالمي

- ممر دولي بحري للملاحـة يربط قارات «آسيا ـ إفريقيا - أوقيانيا»

- يقع على المحيط الهندي قبالة القرن الإفريقي وخليج عدن

- تفصل الجزيرة مسافة 300 كلم عن الساحل اليمني

أبرز مشاريع الدعم السعودي لسقطرى

- تنفيذ مشروعين حيويين لتوفير حافلات للنقل العام لسكان المحافظة

- تجهيز المطار بمعدات السلامة ومكافحة الحرائق وفقا للمعايير الدولية

- مساعدة أهالي الجزيرة في أوقات الأعاصير والأحوال المدارية

- معالجة مشكلات نقص تدفقات المياة إلى المنازل والمرافق العامة

- دعم الصحة وتزويد المستشفيات بالأجهزة المختبرية والعناية المركزة

- دعم فرص التعليم بإنشاء المدارس وتوفير وسائل النقل المدرسي

- دعم قطاع الثرة السمكية بتوفير 100 قارب للصيادين المتضررين