رسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في كلمته التي وجهها في مارس الماضي إلى المواطنين والمقيمين، النهج الذي ستمضي عليه المملكة في تعاملها مع أزمة كورونا المستمرة حتى الآن، مُرتّباً الأولويات التي سيتم العمل وفقها، في مقدمتها سلامة الإنسان وصحته، ثم تأمين دوائه وغذائه واحتياجاته المعيشية.

وقال في كلمته «إن بلادكم، المملكة العربية السعودية، مستمرة في اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذه الجائحة، والحد من آثارها، مستعينة بالله تعالى، ثم بما لديها من إمكانات، في طليعتها عزيمتكم القوية في مواجهة الشدائد بثبات المؤمنين العاملين بالأسباب».

وأشاد بما يقدمه الجميع من تعامل في ظل الجائحة، قائلا: «إن ما أظهرتموه من قوة وثبات وبلاء حسن، ومواجهة مشرّفة لهذه المرحلة الصعبة، وتعاونكم التام مع الأجهزة المعنية، هو أحد أهم الروافد والمرتكزات لنجاح جهود الدولة، التي تجعل المحافظة على صحة الإنسان في طليعة اهتماماتها ومقدمة أولوياتها».


وأضاف: «لذلك أؤكد لكم حرصنا الشديد على توفير ما يلزم المواطن والمقيم في هذه الأرض الطيبة، من دواء وغذاء واحتياجات معيشية».

فحوص مليونية

حرصا على صحة الإنسان وسلامته، والتزاما بما قاله خادم الحرمين الشريفين، وسّعت وزارة الصحة الفحوص المخبرية للكشف عن فيروس كورونا الجديد، حتى تجاوز عددها المليون فحص، وكادت تبلغ الـ1.2 مليون فحص، وهو رقم كبير يؤكد الحرص على تعميم الفحص على أكبر عدد ممكن من المواطنين والمقيمين، وحتى مخالفي أنظمة الإقامة.

تخفيف الإجراءات

خففت المملكة بعض الإجراءات الاحترازية المتخذة للتعامل مع الوباء، لكنها مع تعويلها على الوعي المجتمعي وأهميته في تحقيق التباعد، سعت إلى الإبقاء على ما يضمن هذا التباعد، مثل مراقبة حركة الأسواق والتزامها بالإجراءات اللازمة مثل فحص حرارة المتسوقين قبل السماح لهم بدخول الأسواق، والإبقاء على مسافات آمنة بين المتسوقين، إضافة إلى إلزام الجميع بارتداء الكمامات عند خروجهم من المنازل.

ومع هذا التخفيف ارتفع الطلب على الكمامات، واكبه ارتفاع توافرها في الصديليات بنسبة 188%، قياسا بما كان عليه الحال قبل أسبوعين تقريبا.

9 مصانع للإنتاج

سعت المملكة إلى تأمين توافر الكمامات واستمرارها عبر مسارين: أولهما الصناعات الوطنية، إذ تعمل 9 مصانع وطنية موزعة على مناطق الرياض ومكة المكرمة والمنطقة الشرقية، على إنتاج 2.5 مليون كمام يوميا، مع السعي الدائم إلى رفع هذه الطاقة الإنتاجية بشكل مستمر.

والثاني: يتمثل في الجهود المشتركة بين القطاعين الخاص والعام، بالشراكة مع شركة الخطوط السعودية للشحن، لبناء جسر جوي متكامل يضمن تدفق الكمامات بشكل يومي للمملكة عن طريق مطاراتها المختلفة، إذ وصل معدل الاستيراد خلال الأسبوع الحالي وسابقه فقط إلى 10 ملايين كمامة يوميا.

رقابة صارمة

يتعاضد الوعي المجتمعي مع رقابة صارمة تفرضها وزارة التجارة والهيئة العامة للغذاء والدواء والجهات الأمنية، لمنع احتكار الكمامات أو حتى جودتها ومطابقتها للمواصفات، خلال الفرق التفتيشية الميدانية التي تقوم بالرقابة على هذا الموضوع، يوميا، وقد عالجت الجهات المعنية 75% من نحو 14 ألف بلاغ تلقتها خلال أسبوعين فقط، مما يؤكد حرص المواطن على الحصول على حقه، وحرص الجهات المعنية على تمكينه من ذلك، ومنع كل التصرفات الاحتكارية التي قد تلحق به الضرر.

وحتى لا يجهد المواطن في البحث الطويل والمضني عن كمامة أو معقم، أتيح تطبيق «طمّني» الذي يتيح أقرب صيدلية للمستفيد، إذ يضم التطبق نحو 1000 صيدلية تمثل قرابة 65% من صيدليات المملكة، وهو ما يؤكد -أيضا- الحرص المطلق على سلامة الإنسان وتأمين دوائه.