تمر الدول في جميع أنحاء العالم في وقتنا الحالي بأزمة عالمية أطلق عليها مسمى (فيروس كورونا، COVID-19)، والتي بدأت من الصين تحديداً مقاطعة ووهان، وللوقاية من انتشار هذا الفيروس أخذت جميع الدول عددا من التدابير كان من ضمنها إغلاق كافة المؤسسات التربوية، مما نتج عن هذا الإغلاق تعطل العملية التعليمية، لذلك كان يجب على صانعي القرارات التفكير بحلول بديلة لضمان استمرارية التعليم، حيث تشير تقديرات اليونسكو إلى أنه تم إغلاق المدارس والجامعات في 165 بلداً منذ مارس الماضي، مما أثر على أكثر من 1.5 مليار تلميذ.

كان الحل الأمثل في الوقت الراهن والذي لجأت له جميع الدول هو (التعليم عن بُعد)، حيث انتقلت المملكة إلى التعليم عن بُعد بشكل كامل من خلال منصات وقنوات عدة على التلفزيون واليوتيوب مثل منصة عين، وقامت بلجيكا ببث الدروس عن طريق التلفزيون القومي، أما التشيك فقد أطلقت الوزارة موقعاً إلكترونياً يضم أدوات للتعلم عبر الإنترنت، وفي إيطاليا أنشأت وزارة التربية والتعليم صفحات مخصصة على الإنترنت وبرامج تعليمية بالفيديو ومواقع لعقد اجتماعات افتراضية، وفي اليابان أعدت الوزارة ونشرت بوابة لدعم التعلم تقدم اقتراحات ونصائح مختلفة لكل مادة، وطورت البرتغال شبكة دعم وإعداد توجيهات لتنظيم الفصول الدراسية.

إلا أن هذا الحل لم يكن الأمثل لجميع الطلاب حيث إنه وبحسب منظمة اليونسكو 50% من الدارسين أي 826 مليون طالب، لا يملكون أجهزة حاسوب في المنزل، مما يخلق عدم مساواة في إمكانية الانتفاع بمنصات التعلم الرقمية، إضافة إلى أنه ليس جميع الأهالي على استعداد لتعليم أولادهم عن بُعد أو في المنزل، وخاصةً الأهل محدودي التعليم والموارد، كما يعاني البعض من ضعف في شبكة الإنترنت، مما يؤدي إلى انقطاع بث الدروس، وصعوبة تسليم التكاليف والواجبات.

يذكر أن بعض الجامعات في المملكة العربية السعودية قامت مشكورة بإطلاق مبادرة لتقديم أجهزة حاسوب لمن لا يملك من الطلاب لكي يستطيعوا مواصلة تعليمهم وإجراء الاختبارات وتقديم التكاليف والواجبات، منها جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، وجامعة الملك عبدالعزيز.

ختاماً، حل التعليم عن بُعد أزمة توقف التعليم وتعطيله، لكن لا يُمكن أن يتم الاعتماد عليه بشكل كلي ودائم، حيث إنه لا يغني عن التعليم التقليدي وحضور الطلاب بداخل فصول دراسية حقيقية.