تفرد الخلخال كعلامة مميزة لجمال المرأة، فتغنى به الشعراء، وطرب العشاق لرنته.

وعلى الرغم من قِدمه كحلية أو إكسسوار مكمل لجمال المرأة، إلا أنه ما يزال يحتفظ برونقه، لما يضفيه على المرأة من أناقة ورقة وأنوثة طاغية، حتى قيل إن «رنّة الخلخال أقوى محرّك للتاريخ». تقول المصممة رانيا ربيع، إن «الخلخال يعطي لمسة أنثوية ويحرك خيال من يسمعه برنته الشهيرة، فهو يزيّن الكاحل ويأسر القلب بـ»حجمه الصغير وفعله الكبير».

وتضيف «هذا الإكسسوار له سحر وتأثير على الرجل، ولو لم يكن له تلك الخاصية لما حرصت حتى السيدة الفقيرة قديما على أن تحيط كاحلها بخيوط من القصب تربطها وكأنها خلخال، كي تعطي قدمها مظهراً جمالياً وجذّاباً».

ما هو الخلخال؟

عرف الخلخال على أنه من أدوات الزينة والحلي وهو يشبه الأساور لكنه لا يُلبس باليد وإنما بالقدم.

وعرف الخلخال قديما جدا، حيث استعمله المصريون، وصنع من المعادن النفيسة كالذهب والفضة أو سبيكة منهما، كما صنع من النحاس والبرونز وصنع أيضا من الحديد والزجاج.

وإضافة للمصريين لبس السومريون الخلاخيل، وكانت قيمتها تدل على المكانة الاجتماعية وثراء السيدة.

ولم يكن الخلخال عند الفراعنة حكرا على النساء، بل لبسه الرجال أيضاً، لكنه بالنسبة لهم كان مصنوعا من الخشب أو العاج، ويحتوي على رأسين أحدهما رأس ثعبان والثاني رأس أسد.

وحسب دراسات تاريخية انتقل الخلخال من مصر إلى بلاد فارس والهند وآسيا عن طريق التجار، وانتشر في الهند لدرجة أن هدية العريس لعروسه يوم الزفاف تكون خلخالاً، وكان يُظن أن صوت الخلاخيل يبعد الأفاعي ويخيفها.

أما بالنسبة للقبائل العربية القديمة قبل الإسلام، فكانت الفتيات لا يلبسن الخلخال إلاّ عندما يصبحن في سن الزواج كإعلان واضح عن بحثهن عن عريس. ويبدو أن الرجال حينها كانوا يكثرون من النظر إلى أقدام الفتيات ليعرفون من منهن جاهزة للزواج.

في عصرنا الحالي، دخل الخلخال عالم الموضة، خصوصاً في السبعينيات.

ويعد الخلخال من أجمل الإكسسوارات والحلي، ولا تستغي عنه العروس، أو تلبسه يوم زفافها، لأنه صغيرا كان أو كبيرا، فإن حجمه يعطي العروس جمالا مغريا في ليلة زفافها.

في الأدب والشعر

تغنى الأدباء والشعراء بالخلخال نظرا لتأثيره وسحره، وهذا ما زاد الاهتمام به، وأدى إلى تطوره إلى أن أصبح يتكوّن من شراشيب وجنازير وكُرات دائرية أو أسطوانية، تصدر أصواتا حين ترقص من ترتديه، أو تخطو بأقدامها في أي مكان.

ومن أجمل ما قالت العرب عن الخلخال في الشعر:

كبحر ينغم خلخالك عاد لشبابه متزينا باللؤلؤ

يتمايل كلما طار وعلا على كتفيك الشال

عاهدي العيون أن لا دموع على أحد

فبميله خسر وغمزة عين توقع أكبر الرجال

وقالت العرب:

دوني تاريخ ولادة جديدة وامسكي

منك الهموم فالأيام ممحاة الكوارث والأثقال

كلما قرع الحزن بابك استقبليه

بابتسامة وتمرد لرقصة أنغام من ذاك الخلخال

في الأغاني

تغنى مطربون كثر بالخلخال، قالت المطربة السورية فايا يونان في أغنية أدتها باللهجة البدوية وحملت عنوان «خلخالها»:

خلخالها اه يا قلب

الذهب ع الذهب بيحن

كما غنى الموسيقار العراقي طالب قره غولي بالخلخال، وقال:

مرت واتعدت وتاهت روحي

وخلخالها يسع وين النجمة

أما الأغنية المصرية رنة خلخال فتقول كلماتها:

سمعت يوم رنة خلخال وكنا ساعة صبحية

بصيت بعيني لمحت غزال أسمر بعيون عسلية

تطور عبر العصور

يكمن السرّ وراء تطور الخلخال عبر العصور، وانتقاله إلى عصرنا الحالي، وعدم اندثاره إلى العلاقة بين الرجل والمرأة، فالسرّ وراء جمالية هذه القطعة، يتعلّق بصوت رنتها المتراقصة خصوصاً إذا اتصلت بخاتم يوضع في إصبع القدم، ومع اعتناء المرأة بأظافرها، فإن كل هذه الأشياء تتعاضد لتعطي المرأة شكلاً جميلاً، وتحيطها بإثارة حقيقية مفمعة بالأناقة والحياة.

وزاد انتشار الخلخال في الآونة الأخيرة في أغلب الدول العربية، حيث تلبسه المرأة متباهية بحجمه ورنته أثناء سيرها، أو خروجها من السيارة، كي تلفت الانتباه، كما لجأت بعض الفتيات إلى تقصير البنطال، أو ارتداء التنورة ليظهرن الخلخال في أقدامهن، خصوصا إذا كان يحتوي على قطع رنانة تصدر أصواتا جاذبة للانتباه.

في المملكة، ترتدي النساء ما يسمى الحجول، وهي حلية تلبسها المرأة في أسفل ساقها، وقد عرفت في مناطق المملكة، وهي تختلف عن الخلخال شكلا، لأن الخلخال عبارة عن قضيب مجوف من الفضة وفي وسطه حبات من الفضة تصدر صوتا عند الحركة، وهو أخف من الحجول، أما الحجول فإنها قضبان من الفضة ثقيلة ولها صوت رنان.