في قرية الحرشف في محافظة حبونا والتي تبعد عن مدينة نجران 60 كلم خصص أحد المواطنين جزءا من منزله الواقع على الشارع الرئيس في القرية، ليكون متحفاً للمقتنيات التراثية التي تنوعت بين الأدوات المنزلية والجلدية وغيرها من المقتنيات والمعدات الزراعية التي كانت تستخدم في الماضي، حيث أطلق على المتحف «قرية نجران التراثية المتحركة»، وقد أرفق كلمة متحرك في الاسم لأنه ينتقل به أو ببعض مقتنياته للمشاركة في المناسبات الكبيرة مثل مهرجان الجنادرية وغيره.

يذكر علي مهدي آل سويد أن «الغاية من فكرة المتحف الاحتفاظ بتراث الآباء والأجداد، وإتاحة الفرصة للأبناء للاطلاع عليها، ومعرفة كيف كان يعيش أجدادهم».

ويضيف «جمعت هذه المقتنيات منذ 30 عاما، وبنيت المكان المخصص لها منذ 5 سنوات، وباتت الآن جاهزة للعرض في المتحف».

مصراخ وموطاه

تميزت نجران بعدد من العادات والتقاليد التي تتوارثها الأجيال، ويتولى آل سويد شرح كثير من هذه العادات لزوار المتحف، ومن أهمها «المصراخ»، وهو المكان الذي يتوسط القرية، ويلجأ إليه المسترفد ويرمي فيه بندقه لاجتماع أهل المكان عليه والاستماع إليه، وأخذ ما لديه من العلوم أو الأخبار، وبعدها يتشاورون في موضوعه، وفيما يقدم له من «رفدة» وهي مبلغ من المال يقدم للمسترفد.

ويخصص النجرانيون مكانا لاستقبال الضيوف يسمونه «الموطاه» يكون موقعه في منتصف الحارة، أو بين البيوت أو يكون في المسجد، وإذا دخل الضيف أو الضيوف في الموطاه، اجتمع أهل الحارة للتشاور عما يقدمونه لهم من كرم الضيافة، ويطلقون تعبير «الرزة» على أكثر من خمسة رجال، أو على رجل وعياله الاثنين، وهؤلاء هم الذين تذبح لهم الذبيحة أو «الكرامة».

و«الكرامة» ذبيحة كاملة أو (بر وسمن بمعنى خروف بدون عظام يعد مثل الخروف الكامل، إلا أنه يكون خاليا من العظام، لا فرق بينه وبين الذبيحة الكاملة) تكون تقديرا للضيف.

كما يتعارفون على مصطلح يسمى «الحرسة»، ويذكر آل سويد أنها قيام أحد الرجال ممن يتمتعون بوضع مادي جيد بالاحتفاظ بالخروف والبرّ والسمن والقهوة للضيوف القادمين دون موعد أو ترتيبات مسبقة.

ختان الأولاد

يقدم آل سويد كذلك شرحا لزواره عن «ختان الأولاد» في نجران وتقاليده، حيث كان يتولاه شخص خبير، وبعد إجراء عملية الختان يركض الطفل من 200 إلى 400 متر يعود بعدها ليتداوى، وكان لا يختن الولد إلا إذا تجاوز الـ15 سنة أو ما يقاربها، والأسباب أنه «لا يقتل الولد المرغل»، أي الذي لم يبلغ سن الرشد، وفي عادات العرب قديما لا يعتمد قتله عند أخذ الثأر من قبيلة أخرى).

ويسمي النجرانيون اليوم السابق للختان «الكسو»، بمعنى كسوة الختين بالملابس الجديدة، وتجتمع القبيلة، ويأتي أخوال الولد بالمال والذبائح، وفي اليوم التالي يختن الولد وتُجعل له وليمة غداء وعشاء.

الري قديما

يذكر آل سويد أن النجرانيين كانوا يعتمدون طريقة يطلقون عليها «النوب» تنظم عملية الري لكل مزارع، بمعدل يوم أو نصف يوم أو أربعة أيام، حسب ما لديه حصة من مصدر الماء، ولا يحق له أن يتعدى وقته المحدد إلا بموافقة المزارعين المشتركين معه في البئر أو مصدر الماء.

هبة المولود

«الهبة» هي أن يقدم أحد الأشخاص بعض ممتلكاته للمولود الجديد، وتسمى أيضا «النحل» والمقصود أن تكون ملكا للمولود، وهي عبارة عن قطعة أرض أو بعض أشجار النخيل أو ناقة أو خيل أو بندقية أو جنبية، وعادة ما تقدم الهبة نتيجة لتسمية المولود باسم شخص معين، أو تكون مقدمة من الجد لحفيده.

وثيقة حماية

يتضمن المعرض كذلك وثيقة حماية يستعرضها آل سويد، وهي لرجال آل فاطمة يام تعود إلى عام 1286 للهجرة، وتحمي الإنسان على نفسه أثناء اتجاهه للأسواق وداخلها، حيث كانوا يضعون وجهاء وكفلاء وعهودا وشهودا، بحيث لا يعتدي أحد على كل رجل ذاهب للسوق، لا على حلاله ولا ماله ولا نفسه، ومن دخل السوق في يوم السوق فهو آمن منذ دخول حدود السوق وحتى خروجه منه، وتتكون الوثيقة من عدة قبائل، من كل قبيلة منهم الكفيل والشاهد، وكانت كل قبيلة من قبائل يام لها سوق معروف يومه، وكل سوق له وثيقة حماية.

بقشة الضيف

«البقشة» ما يضعه الضيف داخل قطعة ملفوفة من القماش تحتوي على جيب يضع فيه القهوة والحوار، وتكون ملفوفة في جيب الضيف، ولا يخرجها إلا إذا طلبت منه عندما يُقدم له المحماس الخاص بحمس القهوة.

وكان العرب قديما يفرحون بزيارة الضيف ومعه بقشته، لأنهم يعدون الضيف ضيف الله، وكان في الماضي من النادر توفر كل شيء مثل القهوة والحوار وغيرهما.

مصطلحات نجرانية تراثية

المصراخ

مكان يتوسط يلجأ إليه المسترفد ويرمي فيه بندقه لاجتماع أهل المكان عليه والاستماع إليه

الموطاه

مكان مخصص لاستقبال الضيوف، يكون موقعه في منتصف الحارة أو بين البيوت أو في المسجد

الرزة

أكثر من خمسة رجال، أو رجل وعياله الاثنان، وهؤلاء تُذبح لهم الذبيحة

الكرامة

ذبيحة كاملة أو (بر وسمن بمعنى خروف بدون عظام يعد مثل الخروف الكامل لكنه يكون خاليا من العظام) وتقدم للضيف

الحرسة

الاحتراس (أو الاحتياط) بالذبيحة السمينة، والسمن الطيب والقهوة والبر للضيوف

النوب

تنظيم طريقة الري لكل مزارع حسب حصته من مصدر الماء

الهبة

ما يقدم أحد الأشخاص من ممتلكات كهدية للمولود الجديد

وثيقة الأسواق

وثيقة تؤمن الإنسان على نفسه وماله من الأذى أثناء اتجاهه للأسواق ومنذ دخوله إليها

البقشة

ما يضعه الضيف داخل قطعة ملفوفة من القماش من القهوة وغيرها

الرفدة

مبلغ من المال يقدم للمسترفد