بعد عملية الاغتيال الأخيرة التي نفذها حزب الله العراقي قال رئيس الوزراء مصطفى كاظمي: لن نسمح بأن تعود عمليات الاغتيالات ثانية إلى المشهد العراقي، لتعكير صفو الأمن والاستقرار في سياق إدانته لعملية اغتيال الخبير الأمني العراقي، المختص بشؤون الجماعات المسلحة، هشام الهاشمي على يد مسلحين قرب منزله في منطقة (زيونة) شرقي بغداد، حيث اعترض ثلاثة مسلحين يقودون دراجات نارية سيارته، وأطلقوا عليه النار، لينقل بعدها إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه هناك. جاء اغتيال الهاشمي في إطار سلسلة من الاغتيالات السياسية التي ضربت بقوة ومنذ سنوات طويلة ومازالت مستمرة في كل من العراق ولبنان واليمن، وأدى تشابه طرقها التي تنوعت بين استيقاف الضحايا بوساطة مهاجمين على دراجات نارية، ثم إردائهم برصاصات، وبين استخدام العبوات للقضاء عليهم لتؤكد أن استخدام هذه الأساليب وتكرارها، وأن نوعية المستهدفين فيها، وتحديد المستفيدين منها، وتحديد البلدان التي تستخدم فيها هذه الأساليب، يشير حتماً إلى من يقف خلفها، ويؤكد بما لا يرقى إلى الشك أن أذرعة إيران في تلك الدول هي المعنية بتنفيذ تلك الاغتيالات، وأنها جميعها تخرج من مشكاة واحدة، هي مدرسة الحرس الثوري الإيراني وأجهزة استخباراتها.
الاغتيال السياسي
تكتسي الاغتيالات السياسية بدوافع شخصية أو حزبية أو انتقامية أو إيديولوجية أو ترهيبية، ولعل اغتيال الهاشمي، وهو أحدث حلقة في سلسلة الاغتيالات في العراق والذي ارتبط بتهديدات كثيرة أطلقها المسؤول الأمني لميليشيا كتائب حزب الله العراقي الموالي لإيران أبو علي العسكري (اسمه الحقيقي حسين مؤنس) الذي اعتبر المتهم الأول في عملية الاغتيال يؤكد الدافع الأخير. والدافع الترهيبي استخدم بكثرة في العراق، حيث تصاعدت وتيرة عمليات الاغتيال من نوفمبر 2019 وحتى فبراير الماضي تزامنا مع التظاهرات التي شهدتها العاصمة بغداد ومحافظات الجنوب وطالبت علنا برحيل إيران وإقصائها عن المشهد العراقي. واستهدفت تلك الاغتيالات إعلاميين وناشطين وشخصيات معروفة، كان لها موقفها من التظاهرات، حيث أشارت تحليلات تناولت الموقف إلى أنه ليس هناك مصلحة لبعض الأطراف، ولا سيما الأطراف الخارجية، أن تنال الجماهير مطالبها، وأن يتم إصلاح الواقع السياسي العراقي، لذا لجأت إلى محاولة خلط الأوراق، واستهداف بعض الشخصيات وإحداث حالة من الإرباك الأمني عبر مجموعة اغتيالات.
وتشير تكتيكات عمليات الاغتيال التي هندستها إيران إلى إحياء نهج طائفة الحشاشين الذي أسّسه الحسن بن الصباح واتخذ من قلعة «آلموت» في فارس مركزاً لترسيخ مكانته، واعتمدت الطائفة الاغتيالات كوسيلة للتغيير السياسي، وتمكنت من اغتيال عدد من الشخصيات المهمة جداً في ذلك الوقت، قبل أن يُقضى عليها في فارس سنة 1256 للميلاد بعد مذبحة كبيرة، وسرعان ما تهاوت الحركة في الشام أيضاً على يد الظاهر بيبرس سنة 1273 للميلاد.
الضحايا
انتمى ضحايا الحشاشين إلى مجموعتين رئيسيتين، ضمت الأولى الأمراء والقواد والوزراء، وضمت الثانية القضاة والعلماء والشخصيات الدينية والعامة، ولعل هذا ما نلمسه اليوم بالنظر إلى ضحايا الاغتيالات في الدول الثلاث المعنية (العراق ولبنان واليمن)، فقد تنوعوا بين القادة (بشير الجميل ورينيه معوض وداني شمعون ورفيق الحريري ورشيد كرامي في لبنان، وعلي عبدالله صالح في اليمن)، وبين الشخصيات والنشطاء الآخرين المؤثرين (داود القيسي والهاشمي ومجد الدهامات وفاهم الطائي وثائر الطيب وغيرهم في العراق)، و(معروف سعد، وكمال جنبلاط، وطوني فرنجية وسليم اللوزي، ورياض طه، والشيخ صبحي الصالح والشيخ حسن خالد، وإيلي حبيقة، وسمير قصير، وجورج حاوي، وجبران تويني، وبيار الجميل، وأنطوان غانم، واللواء فرنسوا الحاج، والنقيب وسام عيد وغيرهم في لبنان)، و(اللواء الركن محمد ناصر أحمد، والعقيد فهمي الصبيحي، والرائد صلاح الحجيلي، والرائد سالم لهطل وغيرهم في اليمن).
اغتيالات في العراق
17 مايو 2003
نقيب الفنانين داود القيسي
أطلق عليه الرصاص أمام منزله
19 مايو 2003
العقيد عبدالكريم محسن جهيش
ضابط في الحرس الجمهوري في نظام صدام
9 أكتوبر 2003
خوسيه بيرنال جوميز
الملحق العسكري لسفارة إسبانيا في العراق
هجوم بسيارة مفخخة
6 نوفمبر 2019
استهداف الناشط أمجد الدهامات
أحد أبرز قادة التظاهرات الشعبية في محافظة ميسان
أطلق عليه النار من أسلحة كاتمة للصوت
8 ديسمبر 2019
الناشط فاهم الطائي برصاص مجهولين
25 ديسمبر 2019
الناشط ثائر الطيب بعبوة لاصقة
اغتيالات في لبنان
24 يناير 2002
النائب إيلي حبيقة بانفجار سيارة مفخخة
14 فبراير 2005
رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري بتفجير
2 يونيو 2005
الصحفي سمير قصير بتفجير سيارته
12 ديسمبر 2005
النائب والصحفي جبران تويني بسيارة مفخخة
21 نوفمبر 2006
وزير الصناعة بيار الجميل بإطلاق النار على موكبه
12 ديسمبر 2007
اللواء فرنسوا الحاج مدير عمليات بالجيش اللبناني بانفجار
15 ديسمبر 2008
النقيب وسام عيد فرع المعلومات وقوى الأمن الداخلي - ساعد لجنة التحقيق باغتيال الحريري
19 أكتوبر 2012
وسام الحسن رئيس فرع المعلومات لقوى الأمن الداخلي بانفجار
اغتيالات في اليمن
محمد عبدالملك المتوكل برصاص مجهولين
سياسي يمني معارض
2 نوفمبر 2014
الرئيس اليمني علي عبدالله صالح
4 ديسمبر 2017
الرائد صلاح الحجيلي بيد مسلحين
مدير البحث الجنائي في مديرية المنصورة
اغتيال العقيد فهمي الصبيحي
1 ديسمبر 2019
12 يوليو 2018
الرائد سالم لهطل بيد مسلحين على دراجة نارية
رئيس قسم البحث الجنائي في شرطة العريش
3 ديسمبر 2019
اغتيالات في لبنان
24 يناير 2002