لن أتطرق في مقالي هذا عن (فساد «سعد الجبري» المالي)، فقد نشر ذلك في صحيفة «WSJ» الأمريكية قبل أمس الجمعة، وترجمته صحيفة عكاظ والشرق الأوسط وسبق، وموقع قناة العربية، وأصبح أمس السبت الترند الأول في تويتر السعودية.

وإنّما سأكتب اليوم عن فساده «السياسي والفكري»، والذي كنا نتساءل عنه سابقاً، ووجدنا الجواب مؤخراً، كالذي أشار إليه المغرد (كريستوف) في ثريدين البارحة والمكونين من 30 تغريدة.

حيث أكدت لي ما كنت أعتقده من اختراق جماعة «الإخوان» للدولة بسلطاتها وأجهزتها ومجتمعها، ولا سيما أنني أحد المتضررين من هذا الاختراق على مدى سنوات ومواقف، وبان الآن السر، والذي نتمنى أن يستمر التحقيق فيه والاجتثاث في كل الزوايا.

فهم لم يؤذوا البلاد فحسب، وإنّما آذوا العباد، مستغلين هذا الاختراق بالضرب بعصى الدولة على مخالفيهم، ولا سيما خصومهم والمحذرين من خطرهم.

وأحمد الله أني منذ ربع قرن وأنا أحذر منهم، وألقى الأذى حتى في عملي بسببهم، وتوقفت عن الكتابة لعدة مرات من أجلهم، وفِي نفسي الكثير مما أود قوله، ولكن ربما لم يحن الوقت لكشفه.

فالأمن الوطني علامة تحققه أن تجد المخلصين في مقدمة الصفوف، وليس الخونة من مزدوجي الولاءات، والذين يؤذون الوطنيين للاستفراد بالتمكين، وحتى يكون الولاء لهم هو الذي يحمي وينفع وليس العكس.

وأرجو أن تكون هذه القضية محفزاً جديداً لاجتثاثهم لصالح البلاد، والتطهير خدمة للعباد.