مرة بعد أخرى تحاول ألمانيا تعطيل صفقات لدول الخليج التي تحاول الدفاع عن نفسها، حتى لو لم يكن لألمانيا دخل مباشر بالصفقات!

ألمانيا عطلت صفقات لشركات ألمانية لسنوات، وهذا معروف، لكن أيضا عطلت صفقات دفاعية أوروبية كبرى، وخسرت شركات أوروبية المليارات لمجرد أن نسبة من القطع من شركات ألمانية، وصار خلاف أوروبي شهير بسبب (سوء النية الألماني)، والتخريب المتعمد لصفقات بقية الأوروبيين. الآن ألمانيا ذهبت إلى أبعد من ذلك (منتهى الاستقعاد)، قامت بتخريب صفقة مدفعية إماراتية من كوريا، لمجرد أن المحرك المستخدم في العربة ألماني!، لا تستغرب غداً لو خربت ألمانيا صفقات لدول الخليج وخصوصا السعودية والإمارات، في أدنى الأرض لأن الطلاء ألماني أو (البواجي)!

قد يقول قائل: يمكن أن ألمانيا لديها حساسية من بيع الأسلحة على العموم! وهذا غير صحيح فألمانيا من أكبر مصدري الأسلحة في العالم، بل إن المانيا تعطي دولة خليجية معينة ما تريد بكل سهولة، لأن هذه الدولة معروف عنها التخريب! بل ألمانيا تعطي إسرائيل أسلحة بالمليارات والحكومة الألمانية من تدفع ثمن كثير من الأسلحة. وقد يقول قائل: إن ألمانيا تكفر عن إجرامها بحق اليهود أيام النازية، لكن لو تحب السلام كما تدعي، لماذا غيرت فوهات الغواصات الألمانية التي صنعتها لإسرائيل، وهي تعرف ماذا يعني ذلك! أبعد ما يكون عما تدعيه!

ما زالت ألمانيا تلعب لعبة الوجهين مع الخليجيين، في الغرف المغلقة نحن معكم ونريد تطوير العلاقات الخ.. وفي الأفعال تحب وتدافع عن العشيقة الفارسية، والدم الآري والنظام الإيراني!

ليكن الخليجيون صرحاء مع أنفسهم، ألمانيا لا تحب الخليج وتفضل الدم الآري، لكن تعطي الخليجيين وجهين، وذلك لأن المصالح الاقتصادية في الخليج أكبر بعشرات الأضعاف، وحسب الإحصاءات، فالتبادل التجاري بين الخليج وألمانيا حوالي 40 مليار دولار، بينما بين ألمانيا وإيران حوالي نصف مليار! لذلك تستخدم أسلوب الوجهين! بالمناسبة أسلوب الوجهين والغرف المغلقة والعلن لا يناسب ألمانيا، فهذا ممكن أن يناسب دولا عريقة بالسياسة مثل بريطانيا، لكن ألمانيا تبيع الماء في «حارة السقايين»! حتى استخدامها لورقة الخضر، وتأثيرهم في قراراتها لحظر الصفقات على الخليج، عليه علامات استفهام كثيرة، ويتحدث الكثيرون عن أنه تبادل أدوار، وهي من تريد استخدام ورقة الخضر متى ما أرادت، وذلك لتبرير تخريب صفقات السعودية والإمارات.

أيضا دعونا نتذكر الخلل الهائل في الميزان التجاري بين الخليج وألمانيا، فالخليج يشتري المنتجات الألمانية بالمليارات، لكن ألمانيا لا تشتري المنتجات الخليجية، بل تأخذ شيئا رمزيا للغاية مقارنة بالمشتريات الخليجية، وهذا يدل على أنه حتى على الصعيد التجاري لا تريد أن يستفيد الخليج.

أثبتت الأحداث أن ألمانيا ليست مؤهلة لقيادة أوروبا، نعرف ماذا حدث أثناء أزمة كورونا، وكيف تخلت عن إيطاليا وتركتها لمصيرها، ولا توجد أزمة حلتها ألمانيا، بل مفاوضات لمجرد المفاوضات. أزمة إقليم القرم، حتى أزمة فرنسا مع تركيا في المتوسط كان ردها مخيبا. يقال لو أتى هجوم من الفضاء الخارجي على سكان الأرض، كما يحدث في الخيال العلمي، وقام هؤلاء الغزاة بإبادة البشر وشرب دمائهم، لخرجت ألمانيا، وقالت: يجب البدء في المفاوضات بكمية البشر الذين يقتلون.

ألمانيا ليس لديها أهم صفة قيادية في الدول، فالمثل يقول (القائد يجب ألايكون بخيلاً)، وألمانيا مقترة على دول أوروبا، لذلك تسمع كثيرا من الأوروبيين الشرقيين، أنهم ينظرون نظرة غير محببة لألمانيا، بل البعض يعتبر أن ألمانيا تعاملهم كمواطنين أوروبيين من الدرجة الثانية.

أحسن من يتعامل مع ألمانيا، ثلاث جهات، الرئيس ترمب، يعاملهم بطريقة أعتقد أنها عملية، فيها ازدراء، لكن لا نستطيع أن نلومه لأن ألمانيا لم تف بتعهداتها الدفاعية. الجهتان الأخريان هما البريطانيون والروس. هما أفضل من يعرف التعامل مع ألمانيا، فالبريطانيون معروفون بـ(الدهاء السياسي)، ومنطقة شارع الملك تشارلز مدرسة في الخبث السياسي، وهزموا الألمان في كل الحروب الكبرى، أما الروس فيقال إن ألمانيا لم تنتصر على أرض روسية، لكن الروس كعادتهم في التعامل، فيهم جلافة، لكن يبدو أنه أسلوب عملي في التعامل مع ألمانيا بالنسبة لهم على الأقل.

يجب أن يعرف الخليج أن ألمانيا لا تعامله كدولة صديقة والأفعال شواهد، وطبعا الخليجيون لا يستطيعون تبديل دمائهم السامية، لكي يكونوا محبوبين من ألمانيا، ولن ينسى بعض الألمان الادعاء الفارسي، أن عرب الجزيرة هم من غزوا فارس وأسقطوا إمبراطورية الدم الآري، وخلطوا نقاء دمهم، كما يدعي بعض القوميين المتشددين الفرس في إيران، وكذلك الخليجيون ليس لديهم ممسك قوي على ألمانيا مثل الهولوكست، كي يُعاملوا باحترام كما تفعل ألمانيا مع الدولة السامية الأخرى إسرائيل!

الأفضل معاملة ألمانيا بالمثل، وألا يرضى الخليجيون بالكلام المعسول في الغرف المغلقة، وبعض الصفقات بالقطارة بطريقة غير مباشرة كما يحدث في دولة ثالثة. إن حظر حزب إرهابي ليس من أجل الخليج، لكن لأنه يخدم الأمن الألماني الداخلي، وأفضل أن يستعينوا بمستشارين بريطانيين أو روس للتعامل مع ألمانيا، فلديهم تاريخ طويل من (ملاعبة ألمانيا على الشناكل!)، وإن كنت أُفضّل البريطانيين لأنهم يفعلون الموضوع بأناقة وخبث!

ألمانيا تريد دفع الخليج إلى الصين في الصفقات الدفاعية ومن ثم شيطنتهم، ولا يهم إن خسر الأوروبيون المليارات، ما دامت الشركات الألمانية لن تستفيد.

الحرب الألمانية على أهم دولتين خليجيتين، ومحاولة إضعاف الخليج يجب ألا تمر مرور الكرام، الآن وصل الأمر إلى تعطيل صفقات حتى خارج الاتحاد الأوروبي، هذه أفعال لا يعملها حتى بعض الأعداء، لا تجاملوا ألمانيا أو غيرها على حساب الأمن الخليجي.

على الخليج البدء بمعاملة دول الاتحاد الأوروبي، كل على حدة، خصوصا في وجود نقمة حالية على ألمانيا، التعاون الثنائي أكثر فائدة، اجلبوا بعض دول الاتحاد للتعاون مع الخليج، تعاون الاتحاد الأوروبي مع الخليج بشكله الحالي معطل ومجمد من خلال التاثير الألماني، ونكررها مرة أخرى كونوا صريحين مع ألمانيا وعاملوها كما تعاملكم وكما تستحق!!