يلاحظ منذ بداية مرض كورونا أن الزواجات بدأت في التخفيف من الأعباء على المتزوجين،وبدأت تعيد بعض الأمور إلى نصابها الحقيقي بالزواجات العائلية التي تشمل أُسرتي العريس والعروس ومنها الاقتصاد بتكاليف الزواج وتخفيف العبء على المتزوج وعلى الحضور. وكما يعلم الجميع أن ما كان يحصل من مبالغات غير مبررة بتكاليف الزواج حتى أن الموضوع أخذ منحنى آخر في الزواجات دخل بها إلى الإصغاء إلى ضغط بعض النساء وكثرة متطلباتهن (وهن لا يعين ما يعانيه الرجل أو المتزوج حتى يجمع هذا المبلغ الضخم من قروض وسُلف وخلافه لإقامة هذا الزواج).

وبحساب بسيط وتقريبي لو افترضنا أن المتزوج:

استأجر قاعة أفراح بمبلغ متوسط 20 ألف ريال.

وقام بشراء الذبائح بمبلغ 20 ألف ريال.

وعمل بوفيه للنساء بمبلغ 15 ألف ريال.

وتحضيرات النساء بمبلغ 10 آلاف ريال.

والقهوة وملحقاتها بمبلغ 10 آلاف ريال مع القهوجية والعود والتمور وخلافه.

ودفع مهرا كالسائد بالمنطقة 60 ألف ريال شاملا الذهب والكسوة

ودفع للمطبلين والسماعات 10 آلاف وخلافها من التصوير

ودفع للكوافيرات للعروس وأقاربهما من النساء 10 آلاف ريال

ومبلغ 5 آلاف ريال متفرقات

غير الهدايا وما تكلفه مناسبة عقد القران على الطرفين. وبهذا فإن تكاليف الزواج للمتزوج تفوق مبلغ 160 ألف ريال على أقل تقدير.

وبما أن المتزوج يحتاج إلى بيت وأثاث وقد يكون المتوسط لإيجار شقة بـ 20 ألف ريال وأثاث بمتوسط 30 ألف ريال، ومجموعها 50 ألف ريال، وهذا يعني أن زوجته تدخل بيته وهو متكلف بمبلغ يتجاوز 200 ألف ريال، وراتبه بمتوسط الرواتب 6 آلاف ريال ويبقى فترة طويلة يسدد من دين إلى دين، ولا يستطيع في بعض الأحيان أن يوفر متطلبات أسرته الضرورية إلا بديون تتراكم عليه.

إضافة إلى ما يتكلفه حضور النساء من أعباء على أولياء أمورهن فمثلا لو حضر الزواج 100 امرأة فقط، وكل امرأة بالمتوسط تكلفت ألف ريال بسبب فستانها والكوافيرة وخلافه رغم أن الكثير يتجاوزن هذا بكثير، فإن 100 امرأة * 1000 هذا الزواج فقط.

ولم أذكر الرجال لأنه يكتفي بلبس ثوب وشماغ وعقال ولا يهتم بباقي التفاصيل إلا أن حضوره للزواج يجبره على دفع النفعة أو العانية التي تختلف من شخص لآخر.

وبالمحصلة فإن أي زواج يكلف المتزوج والمجتمع المحيط به ما يقارب 300 ألف ريال بالمجمل.

أليس هذا مبالغا فيه ؟!!!

والاختصار بالزواجات ينتج عنه تخفيف في النفقات وتخفيف عبء على المتزوج. وعلى المجتمع بشكل عام، وتخفيف للعنوسة والتقليل من عزوف الشباب عن الزواج بسبب التكاليف العالية. وهنا يجب الاختصار على الزواج العائلي لأنه لن يكلف ربع هذا المبلغ ويتحقق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (أكثر النساء بركة أيسرهن مئونة) يعني مهرا.

وعليه أرى:

استغلال الوضع التصحيحي بالزواجات العائلية التي أجبر فيروس كورونا الناس لانتهاجها، وأن يكون هناك دور للمشايخ والنواب والأعيان والوجهاء وأصحاب الرأي والقرار والمشورة في وضع حد لهذه المبالغات وتطبيقها على أنفسهم قبل بقية المجتمع والاستمرار في تطبيق الزواجات العائلية حتى بعد جائحة كورونا. وأن تكون مختصرة بالمنازل وبعدد محدود. وهذا في سياق ما وجه به سمو أمير منطقة عسير (حفظه الله) بلجنة السلم المجتمعي فيجب أن نبادر جميعا بذلك، والله من وراء القصد.

* رئيس اللجنة الثقافية بمحافظة أحد رفيدة