يتميز طريق الجنوب «المسار السياحي» الممتد من الطائف إلى أبها مرورا بالباحة والنماص بجملة ميزات نسبية ومقومات سياحية وتضاريس جبلية تسر المسافر طول الطريق رغم انعطافاته المتكررة، وارتفاعاته المتفاوتة، لكنه مع ذلك يبقى قابلا للاستثمار كمسار سياحي متى توزعت على امتداداته احتياجات المصطافين والمدن الترفيهية ودور الإيواء السكني، دون التركيز فقط على مواقع محددة منه لجذب السياح، خصوصاً مع تشابه أغلب المدن الممتدة عليه، وكذلك تقارب الطقس وكلاهما من عوامل الجذب الرئيسة للمصطافين في فصل الصيف.

ألعاب أطفال

على طول حدائق المدن المنتشرة على الطريق ظهرت بعض ألعاب الأطفال أكثر تنظيما ونظافة، على الرغم من تجمع الأطفال عليها والتأخر في تعقيمها، إلا أن النظافة وتواجد عمال النظافة من الإيجابيات الواضحة فيها، فيما استمر عدد من العمالة بتأجير «الدبابات» في المتنزهات البرية بعيدا عن الاحترازات الوقائية.

وفي مدن الطائف وأبها وخميس مشيط انتشرت دور الإيواء، وبدرجة أقل في الباحة، وأقل منها كذلك في بقية المواقع على طول المسار، وتواضعت خدمات بعضها إلى درجة أقل من متوسطة، ما يغيب كثير منها عن تطبيقات الحجوزات الفندقية المعروفة، ناهيك عن الضعف الشديد في خدمة الاتصال والإنترنت على امتداد الطريق.

سياحة الكرفانات

بدأت سياحة الكرفانات تنتشر بشكل جلي، حيث استثمر عدد من المصطافين المركبات المتنقلة للتنزه والتوقف على طول الطريق، إلا أن ضيق بعض الطرق، وعدم وجود مواقع مخصصة لهذه الكرفانات تحتوي على الخدمات اللازمة لها شكل عائقا أمام ملاكها.

في المقابل، استفاد شباب من هذه الكرفانات وعمدوا إلى تأجيرها للراغبين في متنزه السودة في أبها مثلا، وتتفاوت أسعارها حسب سعتها، فتصل قيمة إيجار الكرفان الذي يتسع لـ9 أشخاص إلى 1700 ريال لليلة الواحدة، والكرفان سعة 4 أشخاص تراوح بين الـ400 والـ600 ريال.

واختير لموقع الكرفانات ارتفاعات مطلة على أودية تهامة.

ورصدت «الوطن» أشخاصا يطلبون 25 ريالا مقابل السماح للراغبين بالجلوس في بعض المواقع لمدة ساعة واحدة، متذرعين بأن ملكية هذه المواقع المزروعة تعود لهم، رغم أنها تفتقد للنظافة، وليست محاطة بأسوار أو مناطق دخول أو خروج.

كنز سياحي

أوضح المهتم بالوعي والتثقيف السياحي سلطان المرواني لـ»الوطن» أن طريق الجنوب يمتاز بأنه معبّد وسريع من الطائف إلى الباحة، والشوارع على تلك المسافة نظيفة ما يعكس اهتمام البلديات بالرصف والسفلتة، ويظهر أن كل البلديات قائمة هناك بأعمالها حتى أن مبانيها بارزة وتعطي صورة جميلة، وقال «على طول الطريق يجد المسافر حدائق ومتنزهات فيها ألعاب ومظلات حديثة، وبعضها فيه دورات مياه، وحتى في رؤوس الجبال يتواجد عمال النظافة لخدمة المتنزهات والسياح الذين يتخلص بعضهم وبشكل مؤسف من النفايات بصورة يصعب حتى على عمال النظافة الوصول إليها».

وتابع «المنطقة من النماص إلى أبها تسبح على كنز سياحي من تضاريس وأجواء وطبيعة، لكنها غير مستغلة، وفيها جبال مثل جبل إبراهيم وجبل منعا تستحق أن تكون مواقع خصبة للاستثمار والأنشطة السياحية والترفيهية، ويمكنها أن تدر أرباحا جيدة إذا طوّرت، واستخدمت فيها الصورة السياحية العالمية».

وأكمل «تمتاز المنطقة كذلك بالأودية ويمكن للسائح التنزه والبقاء في مناطق النماص وتنومة وبللسمر أو بلحمر بعد أبها لتشابه الطقس بينها، خصوصاً أن الأخيرة باتت مزدحمة ومطروقة، فالوصول إلى السودة في أبها مربك مع الزحام، وبعض مواقع التنزه في أعلاها تغلق مبكرا لازدحام السياح، كما أن بعض المواقع في مناطق التنزه تندر فيها النظافة للاستخدام السيئ من قلة من السياح».

تباين السكن

أشار المرواني إلى أن الوحدات الإيوائية تتباين بين موقع وآخر على الطريق، ففي حين تتوفر في الطائف، يصبح الجيد منها قليلا بعد الباحة، ويؤثر ازدياد الطلب في ارتفاع أسعارها حتى 800 ريال للشقة في الليلة الواحدة، وهذا سعر عال جدا، كما أن كثيرا منها بلا خدمات مثل المسابح أو تصنيف، في حين يتوفر السكن في أبها وخميس مشيط.

ويقول «كثير من القائمين على الوحدات السكنية في تلك المواقع لا يعرضون وحداتهم في التطبيقات مثل بوكينج، وهذا يربك المتنزه والمسافرين الذين لا يجدون السكن إلا بعد الوصول للمنطقة وبدء رحلة البحث، ولا بد للجهات المسؤولة من توفير خرائط سياحية تحتوي على مواقع التنزه والمطاعم والمعالم السياحية بالمنطقة، وتتوفر في مركز سياحي على مداخل المحافظات أو توزع في المقرات السكنية».

موسم تنفس

كانت الهيئة السعودية للسياحة أعلنت عن إطلاق موسم صيف السعودية «تنفس»، من 25 يونيو إلى 30 سبتمبر، ليستمتع الجميع بفرصة اكتشاف الطبيعة الساحرة، والتنوع المناخي، والعمق التاريخي، والثقافة السعودية الأصيلة في 10 وجهات سياحية.

وتتوزع تلك الوجهات حول المملكة لتغطي معظم نقاط الجذب السياحي، في تنوع هائل للأنشطة والفعاليات، فمن «تبوك» في أقصى الشمال التي تضم الأودية الخصبة والمناطق الرملية وعجائب التشكيلات الصخرية، مروراً بالشواطئ الساحرة والهادئة في «أملج» و»ينبع»، ثم «مدينة الملك عبدالله الاقتصادية» بشاطئها الخلاب وأنشطتها وفعالياتها الترفيهية، و»جدة» بتاريخها وجاذبيتها، وصعوداً عبر سلسلة جبال السروات في الطريق إلى «الطائف» مصيف العرب، والغابات الكثيفة والأجواء الباردة والقرى التاريخية في «الباحة»، وصولاً إلى مرتفعات عسير وقمم جبال «مدينة أبها» الشامخة بتراثها وثقافتها وفنونها، وتستمر رحلة موسم صيف السعودية من «الرياض» وصولاً إلى «المنطقة الشرقية». ويتولى القطاع الخاص زمام قيادة الموسم وفق تسهيلات وضوابط ودعم وتمكين من القطاع الحكومي، وتتعدد فيه الخيارات لتلائم كل الأذواق والمتطلبات والفئات العمرية.

10 وجهات في موسم تنفس

1. تبوك

2. أملج

3. ينبع

4. مدينة الملك عبدالله الاقتصادية

5. جدة

6. الطائف

7. الباحة

8. أبها

9. الرياض

10. الشرقية