أحزن كثيراً عندما يذكر اسم شخص له اسمه المرموق في مجال إبداعه الذي تألق وتحرفن وتخضرم فيه، ثم لا تجد من الحاضرين أحداً يعرفه أو حتى قد سمع به، بينما عندما يذكر أسماء أشخاص أتت بهم صدفة الشهرة مجاملةً إلا وتجدهم معرفون بكل تفاصيل حياتهم.

من هو المشهور؟ يوصف المشهور بأنه (النجم) وهو الشخص المعروف للكثير من الناس ويتميز بشهرة ممتدة في نطاق واسع محليا أو عالميا، ويجذب وينال اهتمام وسائل الإعلام، أو يتداول شأنه مستخدمو الشبكات الاجتماعية، وقد يكون سبب الشهرة عمل أو حدث قام به ذلك الشخص أثار اهتمام الناس إلا أن بعض المواقف التي أسماها البعض بالتافهة صنعت مشاهير أضحوا أشهر من الشهرة نفسها.

وهناك شهرة طويلة المدى وشهرة قصيرة المدى وقد يجوز تصنيف الفريقين أحدهما بالمحزم المليان والآخر بالمحزم الفارغ، فالأول يستمر معك متابعة وتستفيد منه وبما يقدم ويطرح، أما الثاني فهو على اسمه فارغ لن تستفيد منه وسرعان ما ستتركه وقد لا تفيق من هدر وقتك معه دون فائدة إلا بعد فترة تسخر فيها من نفسك وتتحسر أن أضعت جزءا من عمرك الثمين فيما لا يفيد وأنت تتابع هذا (المتشهر) وتهتم بأدق تفاصيل حياته الشخصية التي أرخصها هو وترفع عن خصوصيته وأنت تهتم بذلك أكثر من اهتمامك بنفسك أو أهلك أو عملك أودراستك فتهتم بماذا أكل وماذا شرب وأين ذهب وعلى ماذا أصبح وعلى ماذا أمسى وما لون بنطاله وشكل حذائه ومن قص شعره وكيف شخر وكيف نام ووووو؟

وللأسف الشديد نحن من صنعنا هؤلاء المشاهير الفارغين الذين لم يقدموا بالفعل شيئاً يستحق المتابعة أو الإشادة، وفي المقابل أهملنا متابعة من يستحقون الشهرة والتكريم والتبجيل ممن خدموا دينهم أو مجتمعهم أو وطنهم بما هم أهل له، فقد شابت رؤوس بعضهم وهم يقدمون المفيد الناجع، وقد استفاد ويستفيد منهم الناس حتى اللحظة لكن للأسف لا يعرفهم إلا القليل وقد لا يعرف بعضهم أحد.

وبالمناسبة الشهرة في مجملها لا تقتصر على البشر فهناك كائنات أخرى مشهورة بل بعضها تجاوزت في شهرتها كثيرا من المشاهير أو المتشهرين، الفرق أنها كافية خيرها شرها ولا تتعالى ولا تتكبر ولا تتشرط على أحد، ويكفيها وجبة طعام لا تتجاوز العشرة ريالات كي تتقوى بها وتصحصح وتقوم بمهمة دعائية لأي أحد دون مقابل يذكر.