واصلت طهران لعبها المتناقض على خطوط السياسة، وأعلنت رفضها الوجود الأجنبي في الخليج، في إشارة واضحة منها للقواعد العسكرية الأمريكية التي تستضيفها دول الخليج مثل الإمارات والبحرين، متجاهلة أن حليفتها في المنطقة قطر تستضيف أكبر القواعد الأمريكية خارج للولايات المتحدة، وهي قاعدة العديد، وكذلك قاعدة السيلية.

وفي وقت ادعت فيه إيران أنها على استعداد للصداقة مع دول الخليج، وأن «الغرباء سيغادرون في نهاية المطاف»، ما زالت تواصل احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث «طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى»، وذلك منذ 30 نوفمبر 1971، وحتى الآن، رافضة إعادة الحق لأصحابه، وهي الخطوة الأولى التي يمكن أن تثبت صدق النوايا في عملية بناء الصداقة بين إيران ودول الخليج.

منطقة خالية

قبل يومين قال قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني العميد علي رضا تنغسيري، إن «منطقة الخليج ينبغي أن تكون خالية من الوجود الأجنبي ويمكن لإيران إجراء مناورات مشتركة مع الدول الخليجية».

واستهجن مراقبون دعوة إيران الحالية لخلو المنطقة من الوجود الأجنبي، وصمتها عن قاعدة العديد التي بنتها الدوحة في عام 1996 بتكلفة تزيد على المليار دولار أمريكي (3.75 مليار ريال)، واستخدمتها الولايات المتحدة كقاعدة السرية في أواخر سبتمبر 2001، قبل أن يتم الاعتراف رسميا بهذه القاعدة في مارس 2002.

وتضم القاعدة القوات الجوية القطرية والقوات الجوية الأمريكية وسلاح الجو الملكي البريطاني، وتستضيف مقر القيادة المركزية الأمريكية ومقر القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية والسرب رقم 83 من القوات الجوية البريطانية وجناح المشاة الجوية رقم 379 التابع للقوات الجوية الأمريكية.

وفي عام 1999 قال أمير قطر وقتئذ حمد بن خليفة آل ثاني للمسؤولين الأمريكيين إنه يود أن يرى ما يصل إلى 10,000 ضابط وجندي أمريكي متمركزين بشكل دائم في القاعدة، وفي يونيو 2017 استضافت القاعدة أكثر من 11,000 ألف ضابط وجندي أمريكي وأكثر من 100 طائرة تشغيلية.

المحتل يتحدث عن صداقة

لم يفت تنغسيري كعادة كل قادة الحرس الثوري وقيادات نظام الملالي التلويح بالتهديد، وإطلاق الفقاعات الدعائية، حيث أكد أن إيران لن تكون البادئة بأي حرب «لكننا لن نخشاها إن وقعت»، مضيفا: «سنرد بحزم على أي تهديد يطال أي نقطة من إيران، سنقطع يد كل من يتطاول على مصالح إيران ومقدساتها وثورتها وشرفها.، إذا وقعت الحرب سنخرج الأعداء جثثا من مضيق هرمز».

وفي الوقت الذي تواصل فيه إيران احتلالها للجزر الإماراتية منذ نهاية عام 1971، والتي أطلقت أخيراً مشروعاً لتوطين سكان في الجزر، تنفيذاً لأوامر صادرة عن المرشد الأعلى آية الله على خامنئي في وقت سابق، متجاهلة كل التنديد العربي والدولي جراء احتلالها لهذه الجزر، ومتغافلة عن الميل العربي والخليجي تحديداً نحو الحلول السلمية لمسألة الجزر، نوه تنغسيري بخبث دعائي تناهضه التصرفات على الأرض «نمد يد الصداقة والأخوة إلى دول الخليج ونقول لهم إننا أبناء المنطقة، والغرباء سيغادرون في نهاية المطاف، وسيتخلون عنكم بعد نهب ثرواتكم».

ولفت بذات الخبث إلى أن «الخليج بيتنا» وأن الجيش الأمريكي موجود «في المنطقة الخطأ»، مشيراً إلى أن الزوارق الإيرانية السريعة تشكل «كابوساً» للأمريكيين في مياه الخليج، مؤكداً أن «قواتنا تمتلك أنواعاً مختلفة من الصواريخ التي تغطي مياه الخليج وما بعد مياه الخليج.. قواتنا قادرة على إغلاق مضيق هرمز في أي حرب إن طلب منها ذلك.. إيران تصبح أكثر استعداداً كلما اشتدت تهديدات العدو».

قاعدة العديد

- بنيت 1996 بتكلفة 3.75 مليارات ريال

- استخدمت كقاعدة سرية أواخر سبتمبر 2001

- اعترف بها رسميا في مارس 2002

- في 1999 تمنى أمير قطر أن يصل جنودها الأمريكيون إلى 10 آلاف

- في 2017 استضافت أكثر من 11 ألف ضابط وجندي

- في 2017 استضافت أكثر من 100 طائرة تشغيلية

الجزر الثلاث

- طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى

- احتلتها إيران في 30 نوفمبر 1971

- أطلقت أخيرا مشروعا لإسكانها