في ظل التأثير السلبي لأزمة فيروس كورونا على القطاع المسرحي في تركيا، والضغوطات المتزايدة من حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان، يخشى القائمون على المسارح من طلب التمويل الحكومي خوفا من أن ترتّب عليهم هذه الخطوة التزام الخط السياسي للحكومة.

وقالت المؤسِسة المشاركة لمسرح كومباراجي، غولان كاظم وهي أيضا ممثلة ومخرجة «بغض النظر عن الأموال، من يعتقد حتى أن هناك حرية تعبير في تركيا».

وتابعت «إن الضغط الذي يشعر به كل قطاع آخر موجود أيضا في المسرح» مضيفة «الرقابة أصبحت جزءا من الحياة اليومية».

واحتلت تركيا المرتبة 154 من بين 180 دولة على مؤشر الحريات لمنظمة «مراسلون بلا حدود» لهذا العام.

رفض التمويل

تقدم مسرح اسمالي ساهني المستقل في إسطنبول بطلب للحصول على مساعدات حكومية تُعينه على البقاء في ظل التأثير السلبي لأزمة فيروس كورونا على هذا القطاع، إلا أن طلبه قوبل بالرفض لأسباب يزعم مؤسسه أنها سياسية.

ويعتبر محرم أوغورلو، المؤسس المشارك لهذا المسرح الواقع في منطقة بيوغلو البوهيمية في إسطنبول، ومثله يرى عدد من أصحاب المسارح والممثلين، أن المسارح المستقلة وتلك المرتبطة بالمعارضة حُجِبَت عنها المساعدات الحكومية، ما يعرض مستقبلها للخطر.

وكانت هذه المحاولة الثالثة لهذا المسرح للحصول على التمويل الحكومي وكان يأمل في الحصول على 108 آلاف ليرة تركية (13600 دولار)، إلا أن مبرراً غير واضح لرفض الطلب أعطي للقائمين عليه.

مسارح معارضة

يوافقه الرأي جينكو إركال، أحد أشهر الممثلين المسرحيين في تركيا، إلا أنه لم يكلف نفسه عناء تقديم طلب للحصول على دعم حكومي لمسرحه لأنه يعتقد أنه لن يحظى بفرصة.

وقال إركال البالغ من العمر 82 عاما والذي يلزم منزله خوفا من فيروس كورونا «كل شيء مرتبط بالسياسة».

وأضاف لوكالة فرانس برس إن «المسارح المعروفة بأنها جزء من المعارضة، بما فيها مسرحنا «دوستلار»، لم تستفد من الأموال لسنوات».

لطالما اشتهر مسرح «دوستلار» بدعم المعارضة السياسية في وجه الرئيس رجب طيب إردوغان.

ولفت إركال إلى أنه يعتقد أن المسارح الأقل إثارة للجدل تخسر في الوقت الراهن لأن «الشركات المقربة من الحكومة» بدأت بشكل متزايد باستخدام نظام غامض للتقدم لطلب مساعدات ثقافية من الدولة والحصول عليها.

وتابع إركال «يبدو أن الحكومة لا تمول فن المسرح بل الأشخاص المرتبطين بها».

ولم ترد وزارة الثقافة التركية على طلبات وكالة فرانس برس للتعليق على هذه المزاعم.

نظام غامض

أشارت وزارة الثقافة الشهر الماضي إلى أنها منحت مبلغا قياسيا يبلغ 12 مليون ليرة (1.5 مليون دولار) إلى 328 مشروعا مسرحيا خاصا، وقالت إنها «أكبر مساعدة تم تسليمها على الإطلاق في موسم ثقافي واحد».

لكن الممثلين يؤكدون أن أكثر من نصف المجموعات التي تقدمت بطلبات للحصول على المنح كانت إما غير معروفة في مجتمع المسرح التركي المترابط أو تشارك في مجال عمل مختلف تماما عن المسرح.

وقالت كاظم «ثمة الكثير من شركات البناء والسياحة على القائمة. ليس من الواضح من الذي يحصل على التمويل أو مقداره».

وأوضح إركال أن القائمة تضمنت «شركات تمارس أعمالا غير المسرح. في الواقع، تم تأسيس بعضها قبل 15 يوما فقط من الموعد النهائي للتقدم بطلب للحصول على الأموال».

وشرح إرسين أوموت غولر مؤسس مسرح «يولكو» في إسطنبول وعضو مجلس إدارة المسرح التعاوني الذي يمثل 62 مسرحا مستقلا، إن نصف المسارح لا يمكنها التقدم للحصول على أموال لأن أحد المعايير كان أن تكون المؤسسة قد سددت كل ضرائبها المتوجبة.

20 يناير 2018

المسارح في حي كاديكوي

إسطنبول تحظر مسرحية «مجرد دكتاتور»

منعت السلطات في إسطنبول عرض مسرحية عن دكتاتور بموجب حالة الطوارئ التي فرضتها تركيا بعد محاولة انقلاب على الرئيس رجب طيب إردوغان، وقال مسؤولون بالمسرح إن السلطات أجرت هذا الأسبوع تحريات عن المسارح في حي كاديكوي وسألت عن المسرحية.

14 أكتوبر 2020

مسرح بلدية إسطنبول

مسرحية الأبواق والتوت البري

إردوغان منع عرض مسرحية «الأبواق والتوت البري» بزعم ترويجها لمنظمة إرهابية

حيث منعت السلطات التركية، مسرحية باللغة الكردية كان من المقرر أن يتم عرضها في مسرح بلدية في إسطنبول للمرة الأولى منذ تأسيس المسرح قبل 106 سنوات. وكانت مسرحية «بيرو» وهي ترجمة كردية لمسرحية «الأبواق والتوت البري» للكاتب الإيطالي، داريو فو، مدرجة في برنامج أكتوبر في المسرح البلدي بإسطنبول، الذي يضم عشرات القاعات الموزعة في كافة أنحاء المدينة، وأسس عام 1914.

لكنّ السلطات التركية ما لبثت أن نفت أن يكون سبب منع المسرحية هو عرضها باللغة الكردية، مؤكّدة أنّ المنع سببه أن المسرحية بدت وكأنها «دعاية لحزب العمال الكردستاني» الذي تصنفه أنقرة كمنظمة إرهابية.