شاع التدخين بشكل ملحوظ بين النساء العربيات، حتى أن 40% منهن منتظمات عليه بشكل دائم، على حد نتائج استطلاع رأي على مستوى عربي، كشف أن 52% من المدخنات متزوجات مقابل 41% عازبات، و6% مطلقات، و1% أرامل.

وفي إحصاء رسمي سعودي أجرته جمعية نقاء لمكافحة التدخين، تبين أن نسبة المدخنات السعوديات بلغت 5.7% من نسبة الإناث بالمملكة.

ولم يعد التدخين حكراً على الكبيرات، كما كان في أوقات ماضية، بل تفشى أخيراً وانتشر بكثرة وبشكل ملحوظ حتى بين المراهقات، وهذا ما نراه سواء واقعياً، أو افتراضياً، حيث نرى عددا من المراهقات يشاركن في حساباتهن الخاصة صور ومقاطع فيديو لهنّ أثناء التدخين.

من جهتها، أعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ في موقعها الرسمي أن النساء أصبحن أهدافاً لشركات التبغ وخصوصاً في الدول متوسطة ومنخفضة الدخل، حيث يظهرون التدخين كرمز لتحرر النساء وعدم الاعتماد على الغير.

وأضافت اللجنة أن تعاطي التبغ من قِبل النساء أصبح له قبول اجتماعي في بعض البلدان، وأصبحت النساء أكثر إدمانا على النيكوتين من الرجال، وعند محاولات الإقلاع يجدن صعوبة في الأمر أكثر من الرجال.

فقدان الهوية الخاصة

تقف أسباب عدة خلف تزايد لجوء المراهقات إلى التدخين، وتوضح المدربة والباحثة في الوعي الإنساني ومؤسسة مبادرة "أصبوحتنا" مشاعل الإبراهيم لـ"الوطن" أن "فقدان الهوية الخاصة لدى المراهقات يجعلهنّ يتأثرن بسهولة بكل ما يشاهدنه في وسائل الإعلام، ويحاولن تقليده دون وعي وإدراك، رغبة في تمثيل الصورة الذهنية عن التحرر والقوة التي صورتها بعض وسائل الإعلام، والسينما في التدخين".

عدم اتزان طاقة الأنوثة

أكدت الإبراهيم أن "المراهقات يلجأن إلى التدخين كتعبير عن قوتهنّ وإثبات تحررهن، وهذا يعود إلى عدم اتزان طاقة الأنوثة والذكورة نتيجة لسلسلة تاريخية من الأساليب التربوية الخاطئة، والمعتقدات الاجتماعية التي ساهمت في تقليل تقدير الأنثى لنفسها لسنوات طويلة".

وذكرت أن "شعور الأنثى بالغضب لعدم استطاعتها الحصول على حقوقها، مقابل تمتع الرجل بجميع حقوقه، يجعل علاقتها بالرجل غير متزنة، وهذا ما نراه في الحملات والحركات العدائية للرجل في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تقوم على مبدأ السيطرة والأفضلية، بينما الحركات الفكرية التي تكون مبنية على أسس المساواة في الحقوق، والتعامل الإنساني تدرك أن كل إنسان تكمن قيمته في كينونته، وجنسه الذي خلقه الله عليه".

تعزيز الأسرة لقيمة الأنثى

عبرت الإبراهيم عن أهمية مساهمة الأسرة في تعزيز قيمة بناتها، ورفع التقدير لذواتهنّ، وخلق صورة جيدة عن الرجل، والابتعاد عن تخويفهنّ منه وصنع صور ذهنية سيئة عنه، وقالت "الأنثى بحاجة إلى احترام أنوثتها، وإدراك أن استخدامها لأنوثتها بالشكل الصحيح سيجعل منها فتاة قوية بذاتها دون البحث عما يشعرها بالتقدير والاحترام سواءً في تعاطي التبغ أو غيره".

1973 مدخنة تطلب العلاج

تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن 1973 مدخنة راجعن العيادات الثابتة والمتنقلات ملتمسات علاجا للتخلص من التدخين، بينهن 28% راجعن العيادات الثابتة و73% راجعن العيادات المتنقلة.

وتبدو الأوساط المعنية في المملكة متفائلة بتراجع نسب المدخنات، لكن تركيز التدخين على الصغيرات والمراهقات يبدد التفاؤل بالنظر لنوعية المدخنة وعمرها، والمخاطر التي قد تنجم عن التدخين خصوصا المبكر منه.

مبررات تستخدمها المدخنات

ـ الموضة

ـ الحرية الشخصية

ـ التعبير عن الجمال

ـ تقليد الشهيرات

%52

من المدخنات متزوجات

%41

منهن عازبات

%6

منهن مطلقات

%1

منهن أرامل

%40

من المدخنات منتظمات على التدخين

%21

منهن يدخنّ أحيانا

%29

من المدخنات حاولن الإقلاع

%28

من المدخنات لم يحاولن الإقلاع

%61

من المدخنات اعتبرن التدخين حرية شخصية

%45

من المدخنات لا يعتبرن التدخين صورة سلبية عنهن

%55

منهن يعتبرن التدخين صورة سلبية