تصدرت مدينة جدة عدد حالات الكشف الظاهري في مركز الطب الشرعي في إحصائيات عام 2024، حيث بلغ عدد الحالات 584 حالة، تلتها مكة المكرمة 491 حالة، ثم المدينة المنورة 446 حالة، وعسير 399 حالة، والقصيم 380 حالة.

ويُعد الكشف الظاهري في مراكز الطب الشرعي أحد الإجراءات الأساسية، إذ يمثل الخطوة الأولى نحو معرفة حقيقة الوفاة قبل اللجوء إلى التشريح الكامل.

وعلى الرغم من بساطة هذا الكشف الظاهري مقارنة بعمليات التشريح، فإنه غالبًا ما يحمل دلائل مهمة تكشف ظروف الوفاة وملابساتها دون الحاجة إلى تدخل جراحي.


رصد العلامات المادية

يعرف الأطباء الشرعيون الكشف الظاهري بأنه الفحص الخارجي للجثة بهدف رصد العلامات المادية التي قد تساعد في تحديد سبب الوفاة. ويشمل ذلك ملاحظة وضعية الجثة، وحالة الملابس، وآثار العنف أو المقاومة، إضافة إلى العلامات الحيوية مثل الزرقة الرمية، والتيبّس، وبرودة الجسم، التي تساعد في تقدير زمن الوفاة التقريبي.

ويقول خبراء في الطب الشرعي، إن أهمية الكشف الظاهري تكمن في أنه يوفر مؤشرات أولية سريعة، تسهم في توجيه مجرى التحقيق الجنائي، خصوصًا في حالات الوفاة الغامضة. فالكدمات، والجروح، وآثار الخنق أو الحروق، قد تكون كافية أحيانًا لتكوين تصور مبدئي عن طريقة الوفاة، دون الحاجة إلى فتح الجثة.

إجراءات

يوضح أطباء شرعيون (فضلوا عدم ذكر أسمائهم) لـ«الوطن» أنه من الناحية الإجرائية، يقوم الطبيب الشرعي بمعاينة الجثة في موقع العثور عليها أو في ثلاجة الموتى، ويسجل كل ما يلاحظه بدقة في محضر رسمي، يشمل وصفًا تفصيليًا للجثة من الرأس حتى القدمين، مع تحديد وجود أي إصابات، أو تشوهات، أو علامات تشير إلى سبب الوفاة. وبعد اكتمال الفحص، تُرفع التوصية إلى الجهة المختصة إمّا بالاكتفاء بالكشف الظاهري، أو بضرورة إجراء تشريح داخلي لاستكمال التحقيق.

وأكدوا أن الكشف الظاهري لا يُجرى عشوائيًا، بل يخضع لضوابط محددة، إذ لا يمكن الاكتفاء به في جميع الحالات. ففي حال وجود شبهة جنائية أو غموض حول أسباب الوفاة، يُصبح التشريح الداخلي إلزاميًا. أما إذا كانت الوفاة طبيعية وبشهادة طبية واضحة، أو بطلب من ذوي المتوفى لأسباب دينية أو اجتماعية، فقد يُكتفى بالفحص الخارجي فقط.

جانب إنساني

يشير الأطباء إلى أن الكشف الظاهري يمثل أيضًا جانبًا إنسانيًا في العمل الشرعي، لأنه يحترم مشاعر ذوي المتوفى، خصوصاً في الحالات التي يمكن فيها تحديد سبب الوفاة من العلامات الظاهرة دون الحاجة إلى فتح الجثمان. ومع ذلك، فإن القرار النهائي يظل بيد الطبيب الشرعي والجهات القضائية، حفاظًا على نزاهة التحقيق ودقته.

أهمية الكشف

يشير استشاري في الطب الشرعي (تحتفظ «الوطن» باسمه) إلى أن أهمية الكشف الظاهري تكمن في كونه «يقدم معلومات أولية دقيقة وسريعة قد تختصر كثيرًا من الوقت في مسار التحقيق»، مضيفًا أن «الكدمات أو آثار الاختناق الظاهرة على العنق مثلًا، قد تكون كافية لتحديد وجود شبهة جنائية من عدمها، ما يوجه القرار نحو التشريح أو الاكتفاء بالفحص الخارجي».

وأضاف أن «الكشف الظاهري لا يعني الاستغناء عن التشريح، بل هو خطوة مبدئية تسبق القرار النهائي».

وتابع، «في بعض الحالات، تبدو الوفاة طبيعية ظاهريًا، لكن عند التشريح يُكتشف سبب مختلف تمامًا، مثل التسمم أو الجلطات الداخلية. لذا فإن الطبيب الشرعي هو من يقرر بناء على العلامات الظاهرة ومدى وضوحها»، موضحاً أن «الكشف الظاهري ليس مجرد فحص عابر، بل عملية دقيقة تُوثق فيها كل الملاحظات بالصور والوصف التفصيلي للجروح والملابس وموقع الجثة، لأنها قد تشكل دليلًا قضائيًا مهمًا أمام المحكمة».

ويشير الأطباء إلى أن هذا النوع من الكشف يخضع لضوابط واضحة، فلا يُكتفى به في حالات الاشتباه أو الغموض، بل يُحال الجثمان إلى التشريح الكامل عند الضرورة. بينما في حالات الوفاة الطبيعية أو الناتجة عن أمراض مزمنة موثقة، يمكن أن يكون الكشف الظاهري كافيًا لإصدار تقرير الوفاة.

مشيرين بالتأكيد إلى أن الكشف الظاهري رغم بساطته، فإنه يمثل حلقة أساسية في منظومة العدالة الجنائية، موضحًا أن كل ملاحظة تسجل بدقة في هذا الفحص قد تكون مفتاحًا لكشف الجريمة أو تبرئة المشتبه به.

حالات الكشف الظاهري

جدة 584 حالة

مكة المكرمة 491

المدينة المنورة 446

عسير 399

القصيم 380

الرياض 252

الطائف 66

الشرقية 167

الأحساء 95

حفر الباطن 16

بيشة 68

تبوك98

حائل 62

الحدود الشمالية 90

جازان 92

نجران 55

الباحة 53

الجوف 106

القريات 160

القنفذة 47