في جنوب السعودية بمدينة نجران وتحديداً في حي (دحضة) نشأ مانع بن محمد، هناك مضت مراحل الطفولة وتعليمه الابتدائي والمتوسط، تخللتها ذكريات جميلة في ذاكرة «فتى نجران».

الشغف

كان معظم أهالي منطقة نجران مستمعون جيدون للفن والأغاني الشعبية. كانوا مولعين بالفنون الشعبية مثل (فن الطبول) و(فن اللعب) و(الزوامل) و(الزار) وغيرها من الألوان، التي كانت سبباً ليصبح مانع مولعاً شغوفاً بالفن. بدأ حبه لآلة العود عندما أهداه أخوه الأكبر عودا، لكنه لم يجد من يعلمه العزف عليه، كان المجتمع يعتبر ذلك عيباً لكنه لم ييأس، واستمر يحاول ويحاول أن يتعلم بمفرده دون مساعدة أحد، بدأ بعدها يعزف، وخرجت منه النغمات شيئا فشيئا، إلى أن أجاد.

المفاجأة

كان يخرج مع أصدقائه خارج المدينة في عطلات نهاية الأسبوع يجتمعون ويتسامرون، يغني ويعزف، يستمع الأصدقاء له ويطربون وهو يغني أغاني من تراث منطقة نجران والأغاني الشعبية الأخرى. أشاروا عليه بتسجيل تلك الأغاني لأن بعضهم يقيم خارج نجران لغرض الدراسة بجامعات الرياض وجدة والمنطقة الشرقية، ويريدون أن يسمعوا أغانيه لاحقاً. سجل لهم شريط كاسيت به أغنيتان، الأولى من (لون الزامل) التراثي، والثانية أغنية عن نجران. فوجئ بعدها بفترة بسيطة، بالتسجيل ينتشر في الأستديوهات وكان الشريط يحمل اسم (بن هامل)، ثم تغير الاسم فيما بعد إلى (فتى نجران) حيث أشار عليه أصدقاؤه أن يكون له اسم فني خاص، اختاروا له هذا الاسم لأنه غنى لهم الأغاني القريبة منهم، ومن لونهم التراثي. ظل (ثلاث سنوات) يسجل جلساته على أشرطة الكاسيت بالمسجل العادي، لم يكن على دراية بشركات الإنتاج وقتها. كانت محلات بيع الكاسيتات تأخذ تلك النسخ دون علمه، تنسخها وتبيعها، ولا تزال تلك التسجيلات موجودة.

خيوط المستحيل

كان ابن منطقته الفنان حسين العلي صديقاً له، وكان بصدد إنتاج أول ألبوم له، وبحكم معرفته بالمؤسسات الفنية أخبرهم أن لديه أخا صوته جميل وله جمهور ويغني في نجران، استمعوا لبعض الأغاني المسجلة له، فكان لحسين الفضل، وكان السبب في ظهور شريطه الأول الذي حمل اسم (خيوط المستحيل)، أول أغنية له، التي كانت بمثابة تذكرة سفر أخذته إلى خارج حدود نجران، إضافة إلى أغنية شعبية اللحن بعنوان (أنا صحت من الفرقا)، جاءت بعد ذلك أغنية (ضمني ضمني) بلحن من التراث وحققت نجاحاً كبيراً، وعند طرحها على اليوتيوب سجلت ملايين المشاهدات.

الانتشار

كانت أول خطوة غنائية له أمام الجمهور في نجران، وتحديداً بحفل العيد، الذي شاركه فيه مجموعة من الفنانين مثل حسين العلي ومحمد الشادي. ويقول فتى نجران إن الميكروفون كان متواضعا، وأنه غنى على آلة العود بمصاحبة الإيقاع فقط.

ثم توالت الحفلات كثيرة في مشواره الفني ومعظمها في منطقة الخليج، فقد غنى بالإمارات، وقطر، إضافة إلى أماكن عديدة داخل أرجاء المملكة، ما زاد في انتشار صوته واسمه وعرفه الجمهور.

غيبي شهر

في أغنيته (الغياب) نشب خلاف بينه وبين كاتب الأغنية، فحدثت قطيعة بينهما لمدة طويلة، وفي يوم من الأيام وجده يطرق بابه بادياً على وجهه أن لديه مشكلة، وفعلاً كانت لديه مشكلة مع أهله، وأخبره أنه كتب قصيدة ويريد أن يسمعها له، وفور أن بدأ بإلقائها أمسك (فتى نجران) آلة العود ومن أول رنة وتر واهتزاز الريشة تدفق اللحن بسلاسة لأغنية: (غيبي شهر .. غيبي سنة .. غيبي أعوام .. اليوم صرتي في حياتي ولا شي). أغلب أغاني فتى نجران من ألحانه، وهناك أغان أخرى من ألحان آخرين مثل حسين علي ومحمد الشادي وغيرهما.

حب الشعر

التقى فتى نجران وكُرم من الأمير مشعل بن سعود في أوبريت منطقة نجران. كما غنى في عسير وكُرم من الأمير خالد الفيصل في مناسبة وطنية بمشاركة الفنانين فيصل محمد ومحمد الشادي وخالد عبدالرحمن. إضافة إلى الغناء والتلحين، يحب فتى نجران الشعر، وكثير من كلماته غناها بصوته.

مانع بن محمد بن هامل آل مبطي اليامي

- ولد عام 1969

- عمل في قطاع حرس الحدود وفي إدارة التعليم وفي القطاع الخاص

- يعمل الآن في وزارة التجارة والصناعة بنجران