لاحظ المحللون والمتابعون أن الخطاب الذي ألقاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عند افتتاحه - حفظه الله - لدورة مجلس الشورى الجديدة، كان جامعاً لكل أهداف ومنطلقات السياسة السعودية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

فعلى المستوى المحلي أعلن خادم الحرمين الشريفين أن القيادة السعودية عازمة على الاستمرار في عملية مكافحة الفساد، وأن اجتثاث جذوره والحفاظ على المال العام وحماية المكتسبات مهمة وطنية، وهذا يعني أن كل مواطن ومواطنة عليهما مسؤولية كبرى لتحقيق ذلك الهدف كما هي واجبات ومسؤوليات الجهات الرسمية.

وأوضح خادم الحرمين أن الكسب غير المشروع مناف للشرع وأنه ممنوع ومرفوض. لقد كانت لفتة أبوية وقيادية عندما شكر القائد الأعلى للقوات المسلحة أبناءه المرابطين على الحدود الجنوبية لصد العدوان وفرض الأمن والنظام على الحدود ومساعدة الشرعية اليمنية في تطهير الأراضي اليمنية من رجس الحوثيين وإيران.

ونوه الملك سلمان بالجهود التي بذلتها الحكومة السعودية في مكافحة كورونا (كوفيد ١٩)؛ لتلافي تأثيرها على صحة الإنسان السعودي والمقيم وتقليل أثرها على الاقتصاد الوطني وأنشطة القطاع الخاص. وذكر -حفظه الله- أن المملكه العربية السعودية تَشْرُفُ بخدمة ضيوف الرحمن وتبذل الغالي والنفيس لتحقيق ذلك وهذه رسالة لأولئك المرجفين الحاقدين، وأشار الملك سلمان إلى أن الإجراءات الاحتياطية التي تم اتخاذها بسبب الكورونا لم تمنع السعودية من إقامة الركن الخامس من أركان الإسلام وهو الحج لبيت الله الحرام.

أما على المستوى الإقليمي، فقد أوضح الملك سلمان بن عبدالعزيز بما لا يدع مجالا للشك بأن السعودية تقف بكل حزم وقوة ضد المشروع التوسعي والأيديولوجي الإيراني في المنطقة العربية والذي تنفذه ميليشياتها وأذرعتها العسكرية والأيديولوجية، ومنها الحوثيون الذين يقومون بأعمال إرهابية مدانة ضد السعودية وأكد بأن السعودية ماضية في دعم الشعب والشرعية اليمنية حتى يطهر اليمن من إيران وأتباعها في صنعاء.

وجدد الملك سلمان وقوف بلاده مع الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً للقرارات الدولية الصادرة بشأن القضية الفلسطينية، كذلك فقد أكد الملك سلمان تأييده للحل السلمي في سورية وفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم ٢٢٤٥ ومسار جنيف ١، وأعلن تأييده للحل السلمي في ليبيا ووقف إطلاق النار، ودعى إلى وقف التدخلات الخارجية بكافة أشكالها في الشأن الليبي، ولأن المملكه ترأس مجلس أصدقاء السودان وانسجاماً مع مواقفها السابقة فقد أكد الملك سلمان على أهمية الدعم السياسي الكامل لمحادثات جوبا للسلام لإنجاح المرحلة الانتقالية في السودان.

أما على المستوى الدولي فقد شدد خادم الحرمين الشريفين على ضرورة قيام المجتمع الدولي بواجباته حيال إيقاف سياسة التوسع الإيرانية وإيجاد سلام شامل في المنطقة يضمن أمن وسلامة المنطقة والمجتمع الدولي. وأوضح الملك سلمان بأن ترؤس المملكة للدورة الحالية لمجموعة العشرين (G20) الاقتصادية له دلالة على ريادتها ومكانتها في المجتمع الدولي.

يستنتج المحللون والمراقبون من خطاب الملك سلمان بأنه وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بمواقف المملكة العربية السعودية تجاه القضايا والملفات المهمة في المنطقة العربية ، يضاف إلى ذلك أن هذا الخطاب الجامع قد أوضح بجلاء أن مواقف السعودية ثابتة وصلبة ولم تتغير لأنها مبنية على حقائق تاريخية وعلى قرارات الشرعية الدولية المدعومة من المنظمات الدولية والشعوب المحبة للسلام .. كذلك يرى المحللون بأن خطاب الملك سلمان بن عبدالعزيز جاء رداً على تلك الأبواق الإعلامية المغرضة التي تشكك في المواقف الثابتة للمملكة العربية السعودية ... التي تسير على مبدأ " الكلاب تنبح والقافلة تسير".