يعدّ تساقط الشعر من أكثر المشاكل التي تسعى السيدات والرجال إلى التخلص منها باستخدام أحدث التقنيات والعلاجات المتاحة.

ومن هذه العلاجات ما يسمى «قبعات الليزر» أو «أمشاط الليزر» التي يتحدث عنها استشاري أمراض وجراحة الجلد والليزر الدكتور سليم الكريّع، قائلا «هي تقنية ليست حديثة جداً، فقد بدأت منذ عام 2014، وهي تطوير لتقنية الليزر القديمة التي بدأت على شكل ليزر ذي طاقة ضعيفة، يعمل على تحفيز الدورة الدموية حول بصيلات الشعر، وكان الليزر فيها يخرج عبر أجهزة تحتوي على أضواء الليزر الصغيرة التي يتم تسليطها على الرأس ويجلس بها المريض نحو 30 دقيقة».

وعن شكل الجهاز القديم قال الكريّع، إن «الجهاز يشبه أجهزة البخار التي تستخدم على الشعر بعد وضع حمامات الزيت ونحوه في صالونات التجميل، لكن من عيوب هذا الشكل هو ثقل وزنه، وكذلك أنه يستلزم الحضور للمستشفى».

ووفرت التكنولوجيا سبل وأداوت علاج أيسر وأبسط، وصولًا إلى أحدث صيحات علاج تساقط الشعر، والمتمثلة في قبعات ليزر يتم تداولها حاليا في الأسواق، حيث تعمل على إعادة الشعر دون جراحة، وما على المرء إلا اقتناؤها والبدء بالعلاج، ويحتوي بعضها على قرص يقوم بتشغيل 200 ضوء ليزر تحفز فروة الرأس، التي بدورها تحفز خلايا الدماغ لإنتاج الأوكسجين اللازم لنمو بصيلات الشعر.

تطور تكنولوجي

بيّن الكريّع أن شكل الجهاز بدأ في التطور شيئا فشيئاً، وأصبح على شكل أمشاط تحتوي في طرفها على أضواء الليزر وتستخدم في المنزل، بحيث يقوم المريض بتسريح شعره عدة مرات لمدة تصل لنصف ساعة.

وتابع «وجد البعض أن طريقة التمشيط تلك غير عملية، فتم العمل على تطويرها، حتى وصل إلى الشكل الحالي، وهو شكل القبعة التي يرتديها المريض من 15 إلى 30 دقيقة يوميا، أيضا تحتوي على أحد أنواع الليزر يعطي طاقة معينة لفترات معينة بهدف تخفيف تساقط الشعر الوراثي».

تباين في الفعالية

عن فعالية هذه الطريقة مقارنة بالطرق الأخرى لتخفيف وعلاج تساقط الشعر، أشار الكريّع إلى أن «فعالية هذه الطريقة موضع خلاف بين الأطباء، منهم من يرى أنها دعاية تجارية وطريقة لكسب الأموال كونها أجهزة باهظة الثمن، ومنهم من يرى أنها ذات فعالية، أما على الصعيد العلمي، فقد تمت دراستها وتبين أنها قد تحفز فروة الرأس لكن فعاليتها أضعف من جميع العلاجات المثبتة في علاج التساقط الوراثي، بمعنى أنها أضعف مثلا من بخاخ الشعر (minoxidil) والعلاج ببلازما الشعر، والتي تمت عليها دراسات كثيرة على مدار 8 سنوات وأثبتت فعاليتها في علاج تساقط الشعر الوراثي عند الرجال والنساء».

ويضيف «الطريقة الجذرية لعلاج الصلع الوراثي هو الزراعة إن تم اختيار الشعر بشكل صحيح من المنطقة المانحة، لكن المشكلة بالنسبة لمن يعانون من الصلع الوراثي هو أن الشعر القديم (وليس المزروع) سيكون عرضة للتساقط مع الوقت لذلك ينصح مع تقنية الزراعة باستخدام أحد العلاجات المثبتة للتساقط وذلك حفاظا على الشعر القديم».

إعلانات مضللة

أكد الكريّع أن كل ما يتم الإعلان عنه من زيوت أو حبوب أو علاجات شعبية ليس عليه دراسات تثبت فعاليته فيما يخص منع التساقط الوراثي، ولذلك يجب عدم الانسياق وراء الدعايات المضللة، ونوه إلى أن «مجال العناية بالشعر وشراء منتجات العناية به عليها إقبال كبير، وذلك لأن مشكلة تساقط الشعر تطال حتى %60 من الذكور و%40 من الإناث».

اختلاف حسب الحالة

أشارت استشارية الأمراض الجلدية الدكتورة عايدة القدوة إلى أن العلاج يختلف باختلاف الحالة، وأن نجاح طريقة معينة مع شخص ليس بالضرورة نجاحها مع غيره، وذلك لوجود أسباب متعددة خلف تساقط الشعر منها الصلع بسبب الإستعداد الوراثي، وهو ما يسمى بالصلع الوراثي، وقد يكون التساقط بسبب نقص الحديد أو استخدام أدوية معينة وغيرها من الأسباب.

تابعت القدوة «لا ينبغي من المريض أن يصمم على علاج معين بل ينبغي أن يثق في الطبيب الذي ذهب إليه ويستمع للعلاج الذي رآه الطبيب حسب المعطيات التي تخص المريض والذي يراه مناسبا لحالته، فقد تذهب السيدة وتصر على عمل تقنية ما بمبلغ باهظ فقط لأن التقنية هذه نجحت مع صديقتها مثلا، ولكنها لا تؤدي لنتيجة معها مما يؤدي في النهاية لإنفاق الأموال في غير موضعها».