منعت روسيا لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي من إدراج جماعة مسلحة ليبية وزعيمها في القائمة السوداء لانتهاكات حقوق الإنسان؛ لأنها قالت إنها تريد أن ترى المزيد من الأدلة أولا على أنهم قتلوا مدنيين، حيث اقترحت الولايات المتحدة وألمانيا أن تفرض لجنة عقوبات ليبيا المؤلفة من 15 عضوًا في المجلس تجميد أصول وحظر سفر على ميليشيا «الكانيات» وزعيمها محمد الكاني، ولكن يجب الموافقة على مثل هذه الخطوة بالإجماع، لكن روسيا قالت إنها لا تستطيع الموافقة.

وقال دبلوماسي روسي لزملائه في مجلس الأمن في مذكرة اطلعت عليها رويترز: «دعمنا في المستقبل ممكن، لكنه مشروط بتقديم دليل قاطع على تورطهم في قتل المدنيين».

انتهاكات في ترهونة

كتبت الولايات المتحدة وألمانيا في اقتراحهما الخاص بالعقوبات أن مجموعات حقوق الإنسان الدولية، والبعثة السياسية للأمم المتحدة في ليبيا، المعروفة باسم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، «تلقت تقارير عن مئات من انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها ميليشيا الكانيات ضد أفراد ومسؤولين حكوميين، والمقاتلين الأسرى ونشطاء المجتمع المدني في ترهونة»، حت قيادة محمد الكاني، وورد أن ميليشيا «الكانيات» نفذت عمليات اختفاء قسري وتعذيب وقتل، بالإضافة إلى ذلك تحققت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من العديد من عمليات الإعدام بإجراءات موجزة في سجن ترهونة التي نفذتها ميليشيا «الكانيات» في 13 سبتمبر 2019.

12 جثة

كانت مدينة ترهونة الليبية، تحت سيطرة ميليشيا «كانيات» التي تديرها عائلة «كاني» المحلية وفي الشهر الماضي، حفرت السلطات الليبية 12 قبرًا من أربعة قبور أخرى مجهولة في ترهونة، لتضاف إلى عشرات الجثث التي تم اكتشافها بالفعل منذ يونيو. وانزلقت ليبيا في حالة من الفوضى بعد الإطاحة بالزعيم معمر القذافي بدعم من حلف شمال الأطلسي في عام 2011، وفي الشهر الماضي، اتفق الجانبان الرئيسيان في حرب البلاد - حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي - على وقف إطلاق النار.

مراقبة الحظر

وفي سياق آخر، أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن فرنسا وضعت ميناء مرسيليا في تصرف عملية «إيريني» العسكرية الأوروبية لإنزال حمولات السفن التي تفتش في المتوسط، في إطار مراقبة حظر الأسلحة الأممي على ليبيا.

وقال بوريل: «إن عملية إيريني تحسنت كثيرًا»، جاء ذلك عقب اجتماع عبر الفيديو مع وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي أُكد خلاله وضع امكانات عسكرية جديدة وتسهيلات للعملية.

وأضاف المسؤول الأوروبي: «كان لدينا سفينة وطائرة بدوام جزئي عندما بدأت (العملية) قبل سبعة أشهر، ولدينا اليوم أربع سفن حربية وأربع طائرات بدوام كامل، ووفرت فرنسا ميناء مرسيليا لإنزال حمولات السفن التي يجري تفتيشها»، ووضعت فرنسا أيضا سفينة عسكرية في تصرف«إيريني».

وبذل «بوريل» جهودًا كبيرة لمنح العملية إمكانات ضرورية لإنجاز مهمتها، وزاد المسؤول نداءاته لتقديم مساهمات، وسعى لإقناع الدول الأعضاء بجدواها، وأوضح: «قدمنا للأمم المتحدة صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية»، وقامت «إيريني» بتوثيق انتهاكات الحظر التي قامت بها تركيا وروسيا، الدولتان المشاركتان في النزاع الليبي.