في «حلة بن نصار» بالرياض، وهو حي شعبي، أغلب من كانوا يسكنونه «الدواسر»، نشأ الفنان صالح السيد. عاش طفولته في هذا المحيط المترابط بين سكانه مستوري الحال، بسطاء المعيشة، يسري بينهم الود والاحترام، ويميزهم وقوفهم بجانب بعضهم البعض في المناسبات الاجتماعية.

أفراح المجتمع

والده رجل يحب الفن، يسمع الأسطوانات القديمة للفنانين محمد عبدالوهاب وأم كلثوم، والأغاني اليمنية والحجازية، للفنانين سعيد أبو خشبة وحسن جاوه والشريف هاشم. وهو صغير يحضر الأعراس، يستمع إلى الغناء من ألوان التراث كـ «السامري» و«الدوسري» و«العارضي».عندما كبر قليلاً وفي عهد الملك سعود - رحمه الله - كانت أطياف المجتمع تتجمع بالحفلات والمناسبات والأعياد، تتابع بالساحات المنتشرة في كل حي، الأهازيج والرقصات الشعبية من «بيشة» ومن «زهران» و«غامد» ومن «جيزان»، بالإضافة لفنون الجاليات العربية من اليمن وسورية، حتى النساء كن يأتين مشياً إليها مع أطفالهن.

وقت قياسي

سبقه للفن والعزف الكثيرون من أبناء الحارة، ولكنه لحق بهم أمثال «محمد مبارك» وعازف الكمان «شافي مبارك» و«بخيت الشاعر». عندما رأى العود لأول مرة أحبه حتى تعلمه في 7 أيام كزمن قياسي، كان من القلائل ممن علموا أنفسهم بأنفسهم، بعد شرائه آلة العود، ستأذن والده الذي لم يمانع، ولم يقف أمام هوايته، فصار يبقى في المنزل بدلاً من الخروج مع الأصدقاء. أثمر ذلك عن عزفه بعد ثلاثة أشهر لحن أغنية «أنا البارحة ما أمسيت والمسلمين رقود»، وهو أول لحن له من كلمات «مشعان الحقباني».

ألوان غنائية

كان له أخ من أبيه يسكن المنطقة الغربية، دائم التردد عليهم بالرياض للسلام على والده، أبدى صالح له رغبته في زيارة الطائف ومكة وجدة، وفعلاً أصبح يذهب معه في الإجازات. كانت الصيفية تجمع الفنانين في الطائف، فسمع لون «المجرور». وفي مكة سمع «المجسمات» و«الدانات» بالإضافة للون «الخبيتي»، أخذ معه من هناك بعض الأسطوانات فساعده هذا على حفظ الألوان الغنائية، بالإضافة لتسجيلات الأغاني اليمنية، التي كونت لديه معرفة موسيقية بتلك الألوان.

بين البيانو والساكسفون

بعد تخرجه من المرحلة المتوسطة، سجل في معهد الموسيقي بالأمن العام كـ «عازف عود»، لكنه سُلم آلة «ساكسفون» دون رغبته، ووافق على مضض لكي يحصل على وظيفة. كان المشرف العام عليهم الفنان العميد طارق عبدالحكيم، الذي كان معرفة به، شاهده طارق وهو ينفخ على آلة الساكسفون، محاولاً إصدار صوت دون جدوى، فنادى عليه، وقال له من أمسكك هذه الآلة؟ اذهب وأرجعها لهم، وقل لهم إن الأستاذ طارق طلب مني هذا، سأله طارق عن أي الآلات يرغب بتعلمها؟ فطلب صالح آلة «البيانو» الذي أخذ عليه دورة بسيطة جداً، ولم يتمكن منه، في نهاية الأمر بقى على آلة العود.

علاقات فنية

مسيرته الغنائية امتدت لأكثر من 40 عاما، كانت بدايتها غناءه أمام أصدقائه. يقول «صالح» إنه اكتشف نفسه بنفسه، فبعد تعلمه العزف على العود بدأ يأخذ قصائد من الشعراء ويلحنها. كان أول الشعراء من أبناء الحي أمثال «محمد الحقباني» و«مشعان الحقباني» و«بن شجاع»، ومن « أبو دهيش» أغنية «عشيري»، امتدت علاقته بالوسط الفني والموسيقيين مثل سمير مبروك عازف الكمان، والإيقاعي راضي درويش، وعازف القانون حسين عشي، تعرف عليهم عن طريق الأصدقاء.

ثورة الكاسيت

كان موهوبا بالتلحين والإلمام بالقصائد، فسجل أول شريط له على «ريل» في منزله، وحوى مجموعة من الأغاني منها «أنا البارحة ما أمسيت» و«عشيري». بعد تسجيلها كان لديه صديق مقرب جداً اسمه «عبدالله عمر»، أخذ نسخة من «الريل» وذهب به لمحلات الاستيريو في «حلة العبيد» وآخر في «شارع العصارات» وتجول على ستيريوهات «حي الديرة» لكي ينسخوا التسجيلات، من الريل على «أشرطة الكاسيت» في بداية ثورة الكاسيت بالسعودية، وواصل بعد ذلك تسجيل الجلسات.

فنان حقيقي

شارك في حفل جمعية الثقافة والفنون بالرياض، إبان رئاسة الأمير بدر بن عبدالمحسن لها في نادي الشباب، غنى أغنيتين هما «البارحة ما أمسيت» و«غريبة هالدنيا» بالإضافة للحن شدى به الفنان عبدالله الجساس، وهو «يا زين أنا أحبك والمحبة بلاوي»، قبل الحفل كان الأمير حاضراً للبروفات وبمرافقته الشاعر محمد طلعت، وأثناء بروفات الجساس سأل الأمير بدر عن لحن «يا زين أحبك»، فقالوا له إنه لـ «صالح السيد»، فقال من الذي يغني الآن فقالوا له عبدالله الجساس، فطلب إحضار صالح فكانت بداية معرفته بالأمير بدر، الذي قال له: إن هذا لحن خارج من البيئة الأصيلة، فسأل الشاعر طلعت صالحا، هل بإمكانك أن تؤدي «موالا»، فأداه، ثم أدى مجسا، فأدركوا أن «صالح» فنان حقيقي. من يومها توطدت علاقته بالأمير بدر.

آه من الحيرة

تعرف من خلال علاقته ببدر بن عبد المحسن على الملحن سراج عمر، الذي لحن له قصيدة للأمير بدر، وهي أغنية «آه من الحيرة» وصورت بالتليفزيون السعودي، وأثمرت علاقته بالأمير عن تعرفه بالشاعر الأمير محمد العبدالله الفيصل، الذي كان بصدد تسجيل عمل له في القاهرة، لكن الظروف لم تكن مواتية. بمساعدة محمد العبدالله الفيصل وبدر بن عبدالمحسن، صور أغنية «آه من الحيرة» للتليفزيون، الذي لم يكن مسؤولوه مقتنعين بظهوره عبر الشاشة لصغر سنه، فكتب الفيصل توصيّة بخطاب للتلفزيون بقبوله، لتصور الأغنية وأغان أخرى بعدها.

حفلات

شارك صالح السيد الذي اختار هذا اللقب نظرا لإشتهار اسرته به ، الفنان سلامة العبدالله في عدة مناسبات، منها حفلات زواج وحفلات الأندية الرياضية، بالإضافة لمشاركته مع الفنان عبدالله محمد في عدة حفلات في جدة والطائف، وغنى في قطروسجل في إذاعة الريان، وفي مصر، في مهرجان الشباب العربي بليبيا.

تعاون مع عدة شركات لإنتاج ألبوماته، منها شركة «الأوتار الذهبية» وشركة «هتاف» المملوكة لسلامة العبدالله وشركة «النظائر» الكويتية.غنى لعدد من الشعراء منهم بدر بن عبدالمحسن وراشد بن جعيثن وسعد الخريجي، وذاكر العبدلي ويسلم بن علي ومشعان الحقباني ومحمد الحقباني.

%95 من أغانيه من ألحانه، لكنه تعاون مع بعض الملحنين مثل طارق عبدالحكيم في نشيد عسكري بعنوان «من الدرعية انطلق»، ومع سراج عمر في «آه من الحيرة»، وجميل محمود في أغنية «إيه اللي جاك مني» و حسن نوار في أغنية «يا موج البحر».

وله تجربة في مجال التمثيل، بحكم معرفته بالممثل سعد خضر، والممثل سعد التمامي، الذي أخبره بأنه لو أراد التمثيل معه في مسلسله الجديد بأنه مستعد، فرد صالح عليه بأنه لا يجيد التمثيل، فقالوا له بسيطة سنعلمك ونوجهك فوافق، كان مخرج المسلسل إبراهيم الحمدان، وسجل صالح 3 أغنيات في القاهرة، من ألحان حسن نوار لعرضها بالمسلسل، ولكن لم يعرض التليفزيون إلا خمس حلقات من العمل وتم إيقافه.

صالح علي إبراهيم المروعي

- ولد بالرياض 1953

- تخرج في معهد الموسيقى بالأمن العام 1975

- شهادة من المعهد العالي للموسيقى العربية «مصر» 1980

- درس في أكاديمية الفنون «مصر» تخصص عود وتخرج بتقدير ممتاز 1982

- شهادة تصنيف من الدرجة الأولى في الغناء 1999

تكريمات

جامعة الدول العربية 1979

منظمة التحرير الفلسطينية 1979

المجلس الأعلى لرعاية الشباب بقطر 1986

إمارة الطائف 1992

مهرجان الفنون الموسيقية لدول مجلس التعاون 2013