بينما تناقلت العديد من الصحف خبر مقتل أكبر عالم نووي إيراني، محسن فخري زاده، في كمين، بحسب وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية، واتهمت إسرائيل باغتياله، أشارت أصابع الاتهام أيضا إلى إيران، وذلك استنادًا إلى ما حصل سابقًا لأحد العلماء الإيرانيين الذي تم اغتياله عام 2007، وهو العالم «أرديشير حسينبور»، والذي صرحت شقيقته في عام 2014، «محبوبه حسينبور»، في مقابلة رتبتها جماعة «إيران الجديدة» المعارضة، أن شقيقها قُتل على يد الحرس الثوري الإيراني، وليس على يد إسرائيل، لرفضه المشاركة في «برنامج التخصيب النووي الإيراني»، الذي كان استخدامه لأغراض «أسلحة» ذرية.

واستنادًا إلى ذلك فإن مقتل «زاده» يأتي في خضم الأزمة التي تعيشها إيران سياسيًا واقتصاديًا، ومحاولة التأثير على الرأي العام، خاصة بعد نهاية الانتخابات ومحاولة قلب الطاولة على الرئيس المنتهية ولايته «دونالد ترمب» بأنه هو من دبر عملية الاغتيال، إلى جانب ذلك ينبغي عدم تجاهل أن جميع عمليات الاغتيالات تمت داخل إيران على الرغم من تنقلات هؤلاء العلماء خارج البلاد، حتى إن «زاده» يحمل 3 جوازات سفر.

تطوير الأسلحة

تعتبر المخابرات الغربية أن «زاده» هو العقل المدبر للجهود الإيرانية السرية لتطوير أسلحة نووية، بالإضافة إلى أعمال استخباراتية كان يقوم بها لنشر أسلحة الدمار الشامل الإيرانية في الشرق الأوسط، خصوصًا لأذرع إيران في المنطقة.

كما وصف التقرير الأممي الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2011 بأن «زاده» شخصية محورية في العمل الإيراني المشتبه به لتطوير التكنولوجيا والمهارات اللازمة لصنع القنابل الذرية.

ويعتقد أيضًا أنه شارك في تطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تصدرها لأذرعها الخارجية، وتحاول نشرها من خلال الفوضى والحرب بالوكالة، وقالت مصادر إيرانية إنه يعتبر «أبا لهذا البرنامج»، وتؤكد المصادر أنه العالم الإيراني الوحيد الذي ورد اسمه في «التقييم النهائي» للوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2015 للأسئلة المفتوحة حول برنامج إيران النووي، وما إذا كان يهدف إلى تطوير قنبلة.

تجميع رأس حربي

نشرت صحيفة «ذا جلوب آند ميل» تقريرًا عن بعض المعلومات عن «زاده» جاء فيه اعتقاد مسؤولين وخبراء غربيين أنه لعب دورًا محوريًا في العمل الإيراني المشتبه به في الماضي لتطوير وسائل تجميع رأس حربي نووي خلف واجهة برنامج تخصيب اليورانيوم المدني المعلن.

وكثيرًا ما رغبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في مقابلة «فخري زاده» كجزء من تحقيق مطول حول ما إذا كانت إيران قد أجرت أبحاثًا غير مشروعة بشأن أسلحة نووية، واعترفت إيران بوجود «زاده» قبل عدة سنوات، لكنها قالت إنه كان ضابطًا في الجيش غير مشارك في البرنامج النووي، وفقًا لمصدر دبلوماسي مطلع على الأمر، كما ورد اسمه في قرار للأمم المتحدة عام 2007 بشأن إيران كشخص متورط في أنشطة نووية أو صواريخ باليستية.

علاقته بالإخوان

تناقل عدد من المغردين خبر مقتل «زاده» وعلاقته بمنظمة الإخوان الإرهابية هو و«رافسنجاني، وكمال خرازي، ومرتضى سرمدي، ومحمد رضا عارف»، وذكروا أنهم أعضاء في تنظيم الإخوان العالمي، وعلقوا على خبر وفاته وعلاقته بتصنيع أسلحة استخدمت في دعم الإرهاب وقتل الأبرياء في سوريا، وغيرها من الدول، وجاءت إدانة حزب الله لمقتله دليلًا آخر على علاقاته مع المنظمات الإرهابية.

علماء إيرانيون قتلوا

15 يناير 2007

تم الإبلاغ في البداية عن وفاة «اردشير حسينبور» بسبب» تسمم بالغاز من سخان، ثم أصدرت شركة الاستخبارات الأمريكية الخاصة «ستراتفور» تقريرًا في 2 فبراير 2007 جاء فيه الادعاء: «استنادًا إلى مصادر قريبة جدًا من المخابرات الإسرائيلية، بأن الضحية كان في الواقع هدفًا طويل الأمد لـ«الموساد»، وكالة استخبارات الإسرائيلية».

12 يناير 2010

في الساعة 7:58 صباحًا انفجرت قنبلة يتم التحكم فيها عن بعد متصلة بدراجة نارية، كانت متوقفة بالقرب من سيارة «مسعود المحمدي».

29 نوفمبر 2010

«ماجد شهرياري»، الأستاذ في جامعة الشهيد بهشتي، قُتل جراء انفجار قنبلة.

23 يوليو 2011

قُتل «داريوش رضائي نجاد» برصاص مسلحين يستقلون دراجات نارية أمام منزله.

11 يناير 2012

اغتيل «مصطفى أحمدي روشان» بـ«متفجر ممغنط» مثبت على جانب سيارته.

27 نوفمبر 2020

اغتيل رئيس برنامج الأسلحة النووية الإيراني المزعوم، «محسن فخري زاده».