شهدت مؤخرًا عدد من مناطق المملكة نشاطًا ملحوظًا في عزف الفتيات للموسيقى، وبدأت تظهر على السطح كفن ينافس الفنون الأدبية والثقافية الأخرى، ويشق طريقه بالساحة الفنية، وسط دخول الأنامل الناعمة عالم العزف.

منافسة فنية

لم تقتصر المنافسة في مجال الفنون الأدبية والثقافية على الشعر والإلقاء، والفن التشكيلي، والمسابقات الأدبية والغنائية، والمعارض الفنية والتشكيلية، والتي تسيطر على الساحة الفنية منذ عقود طويلة، بل ظهر منافس قديم جديد لم يبرز إلا متأخرًا، ممثلا في العزف على الموسيقى، لصناعة فن جديد، بدأ يغزو الفعاليات الرسمية والمناسبات، وبروز مواهب فنية بحاجة إلى تنمية قدراتها وصقلها، والتدريب على أيدي متخصصين، والدخول إلى عالم جديد ينافس الفنون المنتشرة بالمملكة.

سباق موسيقي

لا تكاد تخلو المناسبات الوطنية والفنية بمناطق المملكة من تواجد عازفي الموسيقى، وإبراز مقاطع موسيقية متنوعة، والتي جذبت المهتمين بالفنون، ولفتت أنظارهم.

ففي جازان، انتشر مؤخرًا تواجد فتيات عازفات مبدعات في مناسبات وفعاليات الجامعة، والتعليم، والنادي الأدبي، وجمعية الثقافة والفنون، وشهدت مناسبة احتفاء الجامعة بذكرى البيعة، عزف موسيقى لفتاة موهوبة، فيما أطلقت جمعية الثقافة والفنون مسابقة تحدي أجمل معزوفة موسيقية لأغنية وطنية، وإقامة ليلة موسيقية للمنافسة، وجدد نادي جازان الأدبي ظاهرة عزف الموسيقى بمهرجاناته المقامة بالمنطقة، والتي أبرزت العديد من المواهب البارعة.

مجالات مختلفة

تختلف أنواع العزف الموسيقى، والتي تشتمل على 7 مجالات مختلفة ممثلة في: العزف على البيانو، وآلة العود، والكمان، والقانون، والجيتار، والناي، وتشلو.

وتجد المجالات الموسيقية إقبالا من الشباب والفتيات للتعلم، لشغفهم الكبير بها، وسط وعي للأهالي، وتقبل المجتمع، والاستمتاع بالموسيقى، والتي بدأت تغزو الساحة الفنية بشكل كبير.

زيادة القدرات

يقول أفلاطون: أن الموسيقى والرقص علاجان للخوف، فيما كشفت دراسات أمريكية أن العزف على آلة موسيقية منذ الصغر يقلل من مشكلات الشيخوخة المرتبطة بالسمع والذاكرة، كذلك ذكرت دراسة أجرتها جامعة مونتريال أن عزف الموسيقى يزيد قدرات أدمغة الأطفال على القراءة، ويغير من وظيفة وهيكلة الدماغ تغييرًا إيجابيًا، ويحسن الذاكرة، ويؤدي إلى نمو دماغي أفضل لمن يبدأون العزف في سن صغيرة، إلى جانب المساعدة على استيعاب الكلام، والتعلم لدى الأطفال، وأثبتت الدراسات أن التدريب الموسيقي يعزز من الذاكرة اللفظية، والتفكير المكاني، وقدرات القراءة والكتابة، وتحول التفكير السلبي إلى إيجابي، لما تبعثه من هدوء وسلام نفسي.

تدريب متخصص

استنفر «معهد ثقف» للثقافة والفنون بالمملكة جهوده خلال شهر نوفمبر في إطلاق حزمة من البرامج الممثلة في: العزف على آلة العود، والتعرف على النوتات الموسيقية، والعزف على الكمان، والبيانو للأطفال، وشرع المعهد في احتضان المواهب، وتسجيل الأطفال من عمر 8 سنوات إلى 13 سنة، وسجل نحو 350 طالبًا وطالبة بدورات موسيقية، والذي يهدف إلى صقل مواهب الأطفال على أيد خبراء ومعلمين سعوديين، ويستهدف الجنسين بمختلف الأعمار، وسيشهد تخريج الدفعة الأولى لهؤلاء الذين يمارسون دراسة الموسيقى، والتأسيس الفني، والتخصص، والذين يأملون معه أن يكونوا الجيل القادم للموسيقى، ويضعون بصمة في مستقبل الغناء السعودي والعربي.

مواهب فردية

قال مدير جمعية الثقافة والفنون بمنطقة جازان، علي زعلة، لـ«الوطن»: لا نستطيع أن نجزم بانتشار عازفات الموسيقى لدينا، بل هي مواهب فردية لفتيات بمناطق متعددة بالمملكة، وليس هناك تراكم أو عدد كبير منهن يجيدن العزف، مشيرًا إلى أن هناك رغبة لدى العديد لتعلم الموسيقى، والعزف على آلات مختلفة، إلا أنه لم يظهر من يعزفن بشكل متقن، مضيفًا أن المعاهد والأكاديميات الخاصة، أو التي ستتبناها وزارة الثقافة عبر هيئة الموسيقى، وغيرها من الهيئات الثقافية والفنية ستنتج مخرجات أكثر، ويزداد لدينا النساء العازفات في القادم من الأيام، مؤكدًا أنه يجد المجتمع أصبح أكثر وعيًا بالفنون، وبرسالتها الفنية، والأعمال الفنية بمختلف أشكالها وأدواتها.

أبرز مجالات العزف

العود

البيانو

الكمان

القانون

الجيتار

الناي

تشلو

عالم الموسيقى

فن العزف الموسيقي ينافس الفنون المختلفة

مواهب الفتاة السعودية تعزز الحراك الفني

تسابق مجتمعي لإبراز فن عزف الموسيقى

مجالات للعزف

الشغف والوعي يزيد من إقبال تعلم العزف

تدريب الموسيقى يعزز القدرات العقلية ويقلل من مشكلات الشيخوخة

استنفار فني لتعليم المواهب واحتضانها

«معهد ثقف» يطلق برامج تعلم الموسيقى

350 طالبًا وطالبة يلتحقون بدورات موسيقية