بلادنا المملكة العربية السعودية، أصبحت اليوم أشهر من نار على علم، حتى أن المحافظات الـ 13 أصبحت كل واحدة منها تضاهي الأخريات، تعليما وزراعة وصناعة واقتصادا وعمرانا، وما ذلك إلا بفضل من الله، ومن ثم تلك التوجيهات الكريمة من حكومتنا الرشيدة أعزها الله.

ومن ضمن تلك المحافظات محافظة سدير أو إقليم السدير، كما تسمى عند سكان المنطقة، وهي منطقة تاريخية في نجد وسط السعودية، ولتلك المحافظة باع طويل في التاريخ، حيث يرجع تاريخها إلى عصور ما قبل الاسلام.

تقع محافظة سدير في الشمال من محافظة العاصمة السعودية الرياض، وعلى بعد 180كم، تقع في واد يبدأ من جسر التويج، الذي يمر عبر نجد، وينتهي بالقرب من وادي الدواسر في الجنوب من العاصمة الرياض.

كان قديماَ هذا الإقليم صغيراَ إلا أنه تمدّد ليشمل وادي الفقء «الفقي» كاملا ليشكل هذا الإقليم الكبير. ويعتبر إقليم سدير من أكبر أقاليم اليمامة، وقد سُميت سدير بهذا الاسم نسبةً إلى سدير بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن صقير، الذي أرسلهُ والده للسيطرة على المنطقة، فاستقر في وادي الفقي، ومن ثم سمي الوادي باسمه.

منطقة سدير تضم 21 محافظة منها: «المجمعة، التويم، الغاط، حوطة سدير، جلاجل،الخطامة، الشارخية، الداخلة، حائر سدير، تمير».

اعتمدت الحياة في سدير في الماضي على الزراعة ثم الرعي والتجارة، وتقوم الزراعة فيها على الآبار السطحية - القلبان في جانب الأودية - وأشجار النخيل هي السائدة في المنطقة إلى جانب زراعة الحبوب والفاكهة.

تحتضن سدير عددا من الأودية التي من أشهرها «وادي وراط، وادي الفقي، وادي أبا المياه، وادي الحائر، وادي جوى» وتلك الأودية تغذي آبار تلك المنطقة،ما جعل آبارها أو «قلبانها» غنية بالمياه على مر السنين وإلى هذا اليوم فتروى بها المزارع .

في منطقة سدير معالم مهمة للمهتمين بالسياحة خاصة، ومن تلك المعالم «غار النويطات بمدينة التـويـم، شعيب عبلة التويم» وثلاثة سدود، وغار جلاجل، متنزه الشلال، متنزه الملك فهد، وعدد من الروضات كروضة الحيرا، والخفيسة. يدير تلك المناطق ويشرف عليها مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، فهد بن عبدالرحمن الربيعة.

وحقيقة أن المنطقة وفي هذا العهد الزاهر، أخذت نصيبا وافرا من التطور والازدهار، حتى أن قراها صارت تضاهي مدنها عمرانا وزراعة وصناعة بل وتجارة، وما ذلك إلا للعناية الفائقة التي توليها حكومتنا الرشيدة في هذا العهد المبارك، عهد الملك سلمان حفظه الله وبرعاية من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وفقه الله، وبإشراف واهتمام متواصل من أميرها الأمير «عبد الرحمن بن عبد الله بن فيصل بن فرحان آل سعود» منذ أن تسلم حقيبة المحافظة في 10 شوال 1427هـ أعانه الله.

هذا إلى جانب الاهتمام الملاحظ من مسئولي بلدياتها، الذين لا يألون جهدا من أجل إبراز تلك المنطقة من حيث تجميل مداخلها وحدائقها ورصف شوارعها.

وفي هذا الإقليم تتوفّرجميع الخدمات الخاصّة والحكوميّة، وقد أبدت حكومتنا الرشيدة اهتماماً كبيراً ببناء المرافق العامة، والعناية بالتعليم ببناء العديد من المدارس، إضافةً إلى بناء المراكز الصحيّة والمستشفيات، وتنظيم الطرقات، لجعلها منطقة لا تنقصها أيّ خدمة مما تتطلّبه حياة الإنسان. أخيرا «إذا ضاق صديرك عليك بسديرك».