على الرغم من أهمية المراكز الحضارية المنتشرة في جميع مناطق المملكة، والتي تلعب دورا رئيسا في تعزيز التنمية، والحراك الثقافي المتنوع، والنهضة الحضارية، إلا أن معظمها لم تتم الاستفادة منها بالشكل الأمثل أو حتى المرضي، حيث تشكو غياب الاستثمار وضعف الإنجاز، دون أن يغيّب ذلك جهد كثير من أمانات الماطق لمحاولة دفع عجلتها لتؤدي دورها في التنمية، واحتضان الطاقات الإبداعية وغيرها من الأدوار.

209 مراكز

كشفت وزارة الشؤون البلدية والقروية إحصائية عدد المراكز الحضارية بمناطق المملكة، والتي بلغت 209 مراكز حتى نهاية عام 2019.

وتصدرت الأحساء عدد المراكز الحضارية بـ35 مركزا، تلتها الرياض بـ30 مركزا، والجوف بـ20 مركزا، وعسير بـ18 مركزا، والطائف بـ15 مركزا، وجدة ونجران بـ14 مركزا لكل منهما، وجازان بـ12 مركزا، والشرقية وحائل والمدينة المنورة بـ8 مراكز لكل منها، وتبوك والباحة بـ7 مراكز لكل منهما، والعاصمة المقدسة، والحدود الشمالية بـ5 مراكز لكل منهما، ومركزان بالقصيم.

دور غائب

يعاني معظم محافظات المملكة من غياب دور المراكز الحضارية، لعدم الاستفادة منها، وتعثر بعضها وعدم اكتمال إنجازها، ويقتصر دور المراكز على تنفيذ المناسبات بشكل محدود سنويا، دون الاستفادة منها بشكل مستمر، ما تسبب في تحويلها إلى ما يشبه قاعات الأفراح، التي يسكنها الهدوء فترات طويلة، حيث اقتصرت على مناسبات الإمارات، واحتفالات المناطق.

استثمار وتنافس

يتساءل كثيرون عن موانع فتح أبواب هذه المراكز للزوار وحتى السياح، وعدم تحويلها إلى مواقع تعريف بتاريخ المنطقة أو المحافظة، ولماذا لا يتم جذب المستثمرين للاستفادة منها وإنعاش دورها، والتخلص من الصمت المطبق عليها شهورا طويلة، مؤكدين أن استثمارها سيحفظ صيانتها، وسيحقق عوائد مادية كبيرة للمناطق، ويخلق نوعا من التنافس بينها.

وأنشئت المراكز الحضارية لتشكل نقلة تنموية رائدة، وهي تهدف إلى تحقيق رؤية حضارية شاملة، ممثلة في تنمية الحراك الثقافي والأدبي، واكتشاف وتعزيز المواهب المختلفة، وتفجير الطاقات المبدعة، وإبراز دور المناطق حضاريا وتراثيا، وإتاحة الفرصة لتنظيم الفعاليات والبرامج والهوايات المختلفة، وعقد شراكات ومبادرات مع الجهات الحكومية، لإقامة مناسباتها داخل المراكز، وتعزيز الموارد المالية للمناطق، وإقامة المعارض الفنية والتراثية.

إنهاء التعثر

عانت مشاريع المراكز الحضرية بدورها من كثير من العقبات والتعثر، وأدى ذلك إلى سحب عدد من مشاريعها من المقاولين المنفذين، فمقابل 12 مشروعا تم تنفيذها في منطقة جازان على سبيل المثال، هناك 5 مشاريع تم سحبها، بينما هناك 5 مشاريع تحت التنفيذ.

وأكدت أمانة منطقة جازان لـ«الوطن»، أن مشاريع المراكز المسحوبة تبلغ 5 مشاريع، وعدد المشاريع تحت التنفيذ 5 مشاريع أيضا، بينها مشروعان منتظمان، و3 مشاريع متعثرة، مضيفة أن نسبة المشاريع تحت التنفيذ، هي الطوال بنسبة 25 %، وفرسان 62 %، والشقيق 15 %، والحقو 9 %، وضمد 8 %، وأن التعثر جاء حصيلة لتأخر وتعثر المقاولين، وأنه تم اتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم.

وكانت أمانة جازان قد استملت ابتدائيا 12 مشروعا، ممثلة في المراكز الحضارية بمدينة جازان، ومحافظات العارضة، وفيفاء، والداير، والدرب، والعيدابي، وأحد المسارحة، وضمد، وفرسان، وأبوعريش، ومركزي الموسم والحقو.

ويعد مركز الأمير سلطان الحضاري بمدينة جازان واجهة حضارية مميزة للمنطقة، ولوحة جمالية تعكس التطور والنماء، وقد تم افتتاحه قبل عامين، وبلغت تكلفته المالية نحو 141 مليون ريال.

دور تنسيقي

أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام بإمارة منطقة جازان، عادل زائري لـ«الوطن»، أن «المراكز الحضارية تتبع أمانات المناطق، وبلديات المحافظات» مشيرا إلى أنه «تتم الاستفادة من هذه المراكز في مختلف الفعاليات والمناسبات والاحتفالات».

وأضاف «دور إمارة المنطقة يعد تنسيقيا وإشرافيا على مختلف الفعاليات، وتعد هي الجهة المختصة لاحتضان كافة الاحتفالات والمهرجانات».

المراكز الحضارية

209

مراكز في مناطق المملكة

35

مركزا في الأحساء وهي الأعلى عدديا

أبرز أهداف المراكز الحضارية

تحقيق رؤية حضارية شاملة

تنمية الحراك الثقافي والأدبي

اكتشاف وتعزيز المواهب المختلفة

إبراز دور المناطق حضاريا

إشغال المراكز بالفعاليات والبرامج

عقد شراكات ومبادرات لإقامة مناسبات الجهات الحكومية

تعزيز الموارد المالية للمناطق

إقامة المعارض الفنية والتراثية