العلاقات التي تربط خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله ورعاه، مع قادة دول العالم علاقات وثيقة ووطيدة، وما ذلك إلا أحد الأدلة على التقدير الكبير منهم لأدواره القيادية والتاريخية في حفظ السلام العالمي، والاعتراف بدور المملكة العربية السعودية الفاعل في تحقيق التكامل المنشود بين الجميع؛ ولعل من دلائل ذلك، ما تم إعلانه في القمة الخليجية الأخيرة الـ41، التي اختتمت أعمالها الثلاثاء الماضي، بخصوص «التنفيذ الكامل والدقيق لرؤية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية، التي أقرها المجلس الأعلى في دورته الـ36 في شهر ديسمبر، من عام 2015، وفق جدول زمني محدد ومتابعة دقيقة، بما في ذلك استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة وبلورةٍ سياسيةٍ خارجية موحدة»..

الرؤية التي مضت عليها 7 أعوام، تكفلت وبحسب ما صدر آنذاك، بتعزيز التكامل بين دول الخليج، وشملت أولويات العمل الخليجي المشترك، وتسريع وتيرة التعاون وخطوات الترابط الأمني والعسكري المؤدية إلى استكمال منظومتي الأمن والدفاع بين دول المجلس، بما يُشكل سدًا منيعًا أمام التحديات الخارجية التي تواجه دول المجلس والمنطقة، وتعزيز المكانة الدولية لمجلس التعاون ودوره في القضايا الإقليمية والدولية، وإنجاز الشراكات الإستراتيجية والاقتصادية التي تعود بالنفع على مواطني دول المجلس، وعلى المنطقة.

المتابع للأحداث يدرك استشراف خادم الحرمين الشريفين، أيده الله، للمستقبل، وإصراره الكبير على تجاوز تعقيدات المرحلة سياسيًا واقتصاديًا، وحرصه البالغ على وحدة الصف، وحماية الجميع من التحديات الداخلية والخارجية، وإرادته القوية في حسن تعامل كل البلدان مع معطيات الواقع وتحولاته السياسية والاقتصادية، بما يضمن الاستقرار والازدهار للجميع، وهو ما لا يمكن للتاريخ إلا أن يحفظه له، حفظه الله بحفظه.

على نهج ملوك هذه البلاد، سار خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويسير ولي عهده الأمين، الأمير محمد بن سلمان، سددهما الله تعالى، وكل دول العالم، ودول منطقة الخليج بصفة خاصة، يشهد أهلها تفانيهما المخلص، من أجل مستقبل مشرق للجميع؛ يتميز بديمومة الصلات الطيبة، والتجاوز عما يعكر صفو الأخوة والصداقة، وتقوية العلاقات بين الحكومات والشعوب، وحسن إدارة القضايا المختلفة، والتباحث المستمر، والجلوس المشترك، والتنسيق الدائم لمواجهة التحديات والتهديدات الإقليمية؛ وقد جمع ذلك بجلاء، سمو ولي العهد، في افتتاح قمة الخليج، أثناء ترؤسه لها قائلا: «سياسة أشقائكم في المملكة، الثابتة والمستمرة، وخططها المستقبلية، ورؤيتها التنموية الطموحة» رؤية 2030 «تضع في مقدمة أولوياتها (مجلس تعاون خليجي) موحد وقوي، إضافة إلى (تعزيز التعاون العربي والإسلامي)، بما يخدم أمن واستقرار وازدهار دولنا والمنطقة».