التحكيم أصبح عنوانًا لا يحتاج لآراء ولا مقالات، أجمعوا على سوء المستوى، وتناسوا أين كان الحكم السعودي الموسم الماضي، وكيف أبعد عن المنافسات المهمة والحساسة حتى غير المهمة، كان الحكم الأجنبي هو أساس المباريات، ونسينا حتى من هم حكامنا وأين هم، ليطالبوا الآن أن يكونوا في أبهى صورة، مع العلم أن التحكيم السعودي والأجنبي دائمًا لم يكن مرضيًا لأحد، كوننا نحب أن تكون كل الأمور تسير وفق ميولنا.

لا أستغرب الأخطاء، ولا أستغرب الهجوم، فمنذ وعيت لكرة القدم وأنا أستمع لجملة «الحكم ظلمنا، الحكم نسي الكروت، الحكم متقصد فريقي»، جمل مألوفة، وربما تعودنا عليها، حتى وإن كانت الأمور تسير بشكل جيد، بات الطبيعي أن يخرج فريق مظلومًا وفريق أنصفه التحكيم، والعجيب أن يخرج الفريقان مظلومين، وكل منهما مقتنع أو أحدهما يريد التخفي وعدم لفت النظر فيحتج بأنه ظُلم.

وبين كل هذا لا أنزعج سوى من الأخ المدعو (VAR) الذي قتل متعة كرة القدم، بالعودة له على كل سقوط أو إصابة أو هدف أو تسلل، وكأن الحكم لا يرى شيئًا، وزيادة على ذلك «سوالف» حكم الساحة مع حكم (VAR)، وآخرها يذهب الحكم لمشاعدة اللقطة عشر مرات ليعود للساحة مرة أخرى، ويكون ذلك في مدة لا تقل عن 3 دقاق، وتصل إلى 9 دقائق، كما حدث مع مباراة القادسية والفتح.

بالتأكيد أننا خرجنا عن فكرة وجود هذه الخدمة المساعدة للحكم، فالدوريات العالمية المدة بين النقاش ورؤية الحكم للقطة أقل من دقيقة، ولكن «فارهم» غير «فارنا».

اليوم «فارنا» أصبح جزءًا من الملل وقتل متعة كرة القدم، وكذلك لم يرض الجميع، وأيضًا هو متهم بعدم الحياد، لنخرج إلى المحللين التحكيميين، لنشاهد تعدد الآراء لقانون واحد، وأصبحنا كمتابعين نضيع بين الآراء، لدرجة أنني فضلت الاعتماد على خبرة السنين، ولا أتابع أي رأي تحكيمي.