تلاحق العقوبات النظامية، والأمراض النفسية، والمشاكل الاجتماعية مجموعات (النسويات) و(الذكوريين) الذين ظهروا عبر وسائل التواصل الاجتماعي كمجموعات متصارعة، حيث أشار مختصون قانونيون واجتماعيون ونفسيون إلى أن «الصراع المفتعل بين الجنسين حالة غير طبيعية ومفتعلة ومخالفة للنظام».

وأظهر رصد لـ«الوطن» لعدد من الحسابات التي تتصدر تلك الصراعات عبر وسائل التواصل نموا سريعا في أعداد المتابعين وتفاعلاً كبيراً من قبلهم، مع ما يطرح عبرها، وهو ما يقابل بردود فعل من المجموعات الأخرى ذات الحسابات المناوئة بمجموعات كبيرة من المتابعين يقومون بذات الدور.

تعريفات

اصطلح على إطلاق لفظ الذكورية، وهو لفظ عام، على مجموع السلوكيات والأفكار والقوانين والتفسيرات التي من شأنها سيطرة الذكور في مجتمع ما على الإناث.

ويشير المصطلح في مفهوم آخر إلى الدفاع عن حقوق أو احتياجات الذكور والتقيد بالسمات النمطية لهم (الآراء، والقيم، والاتجاهات، والعادات) أو دعمها، كما قد يشير كذلك إلى حركات الرجال أو حقوق الرجال.

ووفقًا للمؤرخة جوديث ألن، فقد صاغت شارلوت بيركنز خيلمان مصطلح الذكورية عام 1914، عندما ألقت سلسلة محاضرات عامة في نيويورك بعنوان «دراسات في الذكورية».

واستخدمت خيلمان الذكورية للإشارة إلى معارضة الرجال الكارهين للنساء ولحقوق المرأة، وعلى نطاق أوسع للإشارة إلى وصف «الأعمال السياسية والثقافية الجماعية للرجال لصالح جنسهم»، أو ما تسميه ألين «السياسة الجنسية لمحادثات الثقافة الذكورية».

ووصفت خيلمان الرجال والنساء المعاديين لحق المرأة في التصويت بأنهم معاديين للمساواة، ووصفت النساء اللاتي تعاونّ مع هؤلاء الرجال بأنهن «نساء لن يتقدمن».

أما النسوية، فهي مجموعة من الحركات الاجتماعية والسياسية والأيديولوجيات التي تهدف إلى تعريف وتأسيس المساواة بين الجنسين، وتأخذ موقفا بأن المجتمعات تعطي الأولوية للذكور، وأن النساء يعاملن بشكلٍ غير عادل في هذه المجتمعات.

وعملت النسوية على المطالبة بحقوق مثل التصويت، وشغل المناصب العامة، والعمل، ومساواة الأجور، والملكية، والتعليم، والمشاركة في العقود، والحصول على حقوق متساوية في الزواج وإجازة الأمومة، لكنها كذلك عملت للحصول على الإجهاض القانوني والدمج الاجتماعي، والتغيير في معايير اللبس الأنثوي، وغيرها.

صراعات تويتر


تركزت أغلب صراعات تلك المجموعات المتناوئة عبر «تويتر»، ومن خلاله بدأت تبرز تلك المجموعات عبر حسابات افتراضية بأسماء وهمية تستخدم عبارات عنصرية ضد الجنس الآخر، وتتعاطى مع جميع القضايا المطروحة بصيغة ثنائية، إما ذكورية أو نسوية، لتتحول ساحات «تويتر» إلى ميادين حروب كلامية بين الطرفين يعمل كل طرف منها على كيل الاتهامات للطرف الآخر، وتصنف من خلالها القضايا المطروحة إما قضايا ذكورية أو نسوية.

وعلى الرغم من كون أغلب الحسابات المتصدرة للصراعات هي حسابات لشخصيات افتراضية بأسماء غير حقيقية، إلا أن عدد المتابعين الذي ينمو مع كل صراع يشتعل بين الطرفين أضفى شهرة كبيرة على تلك الحسابات يتم الاستشهاد بها، والرجوع لتغريداتها، والاستعانة بها لنشر القضايا وإثارتها، وهو ما جعل بعض القضايا تفقد مصداقيتها لاعتمادها على دعم تلك الحسابات.

مخالفات نظامية

يرى المحامي، المستشار القانوني هشام الفرج أن التصنيفات التي يتم استخدامها في وسائل التواصل الاجتماعي مخالفة للنظام، ويقول «يركز النظام الأساسي للحكم الصادر بموجب الأمر الملكي رقم أ/90 بتاريخ 27 / 8 / 1412، والذي يعد أسمى نظام في المملكة على الاهتمام بالأسرة الصالحة، حيث نص في المادة العاشرة على أنه ـ تحرص الدولة على توثيق أواصر الأسرة، والحفاظ على قيمها العربية والإسلامية، ورعاية جميع أفرادها، وتوفير الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم ـ فجميع أفراد الأسرة يلقون اهتماما وحماية النظام لكونهم النواة للمجتمع.

كما تنص المادة الحادية عشرة على ـ يقوم المجتمع السعودي على أساس من اعتصام أفراده بحبل الله، وتعاونهم على البر والتقوى، والتكافل فيما بينهم، وعدم تفرقهم، فتحرص الدولة على حفظ المجتمع السعودي متكافلا مجتمعا متعاونا ومحاربة جميع ما يفرقهم»، وأكدت ذلك في المادة الثانية عشرة التي ذكرت أن تعزيز الوحدة الوطنية واجب، وتمنع الدولة كل ما يؤدي للفرقة والفتنة والانقسام. «فتتصدى الدولة لجميع ما يؤدي للفرقة والانقسام ـ.

وأضاف «هذا ما قننته الدولة في نظام مكافحة جرائم المعلوماتية الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/17 بتاريخ 8 / 3 / 1428 في المادة السادسة التي تنص على أن يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على 5 سنوات وبغرامة لا تزيد على 3 ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين كلُّ شخص يرتكب أيًّا من الجرائم المعلوماتية الآتية، إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي، ويجوز تضمين الحكم الصادر بتحديد العقوبة النص على نشر ملخصه على نفقة المحكوم عليه في صحيفة أو أكثر من الصحف المحلية أو في أي وسيلة أخرى مناسبة، وذلك بحسب نوع الجريمة المرتكبة، وجسامتها، وتأثيرها، على أن يكون النشر بعد اكتساب الحكم الصفة النهائية».

وتابع «كما بيّنا بأن تنمية ملكات وقدرات أفراد الأسر من أعظم الأولويات للدولة، وحفظ المجتمع السعودي متكافلا، مجتمعا متعاونا، ومنع ما يفرقه مؤكد ومنصوص عليه في النظام الأعلى، مرتبة في سلم الأنظمة السعودية، فبالتالي من يتعرض لهذا السلم ويحاول تفرقة المجتمع بأي تصرف مثير للعنصرية كالتمييز بين المواطنين على أساس الجنس فهو يجعل نفسه عرضة للمساءلة وفق المادة السادسة المشار إليها آنفا».

جمهور مراهقون

تعتقد الأخصائية الاجتماعية سكينة السالم أن مجموعات النسويات والذكوريين ما هي إلا مجموعات مراهقين إن لم يكونوا عمريا ففكريا، وقالت «العلاقة الاجتماعية بين المرأة والرجل في المجتمع السعودي بشكل عام قائمة على الاحترام، والتقدير، والتعاون، وتوجد حالات شاذة تستخدم التعنيف، أو التمييز، ولكنها قليلة جدا، وظهور بعض النماذج عائد إلى وعي المجتمع بضرورة كشف ومعاقبة المعنفين، ولا تقاس تلك الحالات على المجتمع ككل».

وأشارت إلى أن «مجموعات النسويات والذكوريين وما يظهرونه من ردات فعل غير طبيعية نحو الحوادث وما يسببونه من صراعات غير معهودة في المجتمع، تظهر أنهم أشخاص غير أسوياء، ولكن خطرهم على الفئة الصغيرة والمراهقين الذين يشكلون نسبة كبيرة من جمهورهم، وزرع تلك الثقافة في عقولهم وتغذيتها بالصراعات يخلق بينهم وبين المجتمع فجوة كبيرة، ويسبب خللا في نظرتهم للجنس الآخر حتى لو كانوا والديهم وأخوتهم، وهذا نراه في بعض الحالات التي تطلق على أفراد أسرتها مسميات كذكوريين أو نسويات، وما يتبع تلك التسميات من تسقيط أخلاقي واجتماعي يؤثر على بنية وتكوين الأسرة والمجتمع».

خلل نفسي

توضح الأخصائية النفسانية فاطمة آل ناصر أن «من يدير حسابات الصراعات النسوية والذكورية هم أشخاص غير واعين يعانون من خلل نفسي أو معرفي، إما بسبب مواقف صادمة لم تتم معالجتها، أو بسبب قلة خبرة ووعي فيتم استقطابهم من قبل تلك المجموعات عبر أفكار بمسميات براقة لافتة غير واعين بمعانيها وبما تسببه من فرقة».

وأشارت إلى أن من «أبرز ما تسببه تلك الصراعات من آثار نفسية التوتر والانفعال وعدم ضبط المشاعر، حيث يتم التعاطي مع القضايا بشكل انفعالي بدون قياس فكري، فنرى ردات فعل غريبة إما متطرفة أو متهاونة، إضافة لحالة القلق الدائم من أن من حوله من أفراد أسرته ومجتمعه هم ضده، فهم إما»ذكوريون«أو»نسويات«، والمشكلة أن أغلب من يقعون في مصيدة هذه الشعارات هم المراهقون ظنا منهم أن هذا التفاعل مع مجموعة كبيرة ولها جمهور سيبرز صوتهم ويظهرهم كأشخاص مثقفين وكبار بالغين، لذلك نرى أن أغلب الأسماء الحقيقية المشاركة في تلك الحروب الكلامية هم مراهقون، واستمرار التفاعل مع تلك الحروب سيخلق بالتأكيد شخصيات غير سوية معادية للمجتمع وللعلاقة الطبيعية بين الجنسين، وتحتاج لعلاج نفسي وسلوكي لتهيئتهم للاندماج مع المجتمع بشكل طبيعي».

مبادئ في النظام الأساسي للحكم

- المادة العاشرة: تحرص الدولة على توثيق أواصر الأسرة، والحفاظ على قيمها العربية والإسلامية.

- المادة الحادية عشرة: يقوم المجتمع السعودي على أساس من اعتصام أفراده بحبل الله، وتعاونهم على البر والتقوى، والتكافل فيما بينهم، وعدم تفرقهم.

- المادة الثانية عشرة: تعزيز الوحدة الوطنية واجب، وتمنع الدولة كل ما يؤدي للفرقة والفتنة والانقسام.

نظام الجرائم
المعلوماتية:

- المادة السادسة: يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على 5 سنوات وبغرامة لا تزيد على 3 ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين كلُّ شخص يرتكب أيًّا من الجرائم المعلوماتية

1- إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام

2- القيم الدينية

3- الآداب العامة

4- حرمة الحياة الخاصة

5- او إعداده، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي