تواصل إدارة مكافحة الجراد والآفات المهاجرة، جهودها المضنية في مواجهة اجتياح أسراب الجراد لعدد من مناطق المملكة خلال رحلة تنقلاتها، وذلك لمنعها من التقدم أكثر ناحية المناطق الزراعية، حيث يفضي مرورها هناك إلى كثير من الخسائر.

وبين نائب مدير عام مكافحة الجراد والآفات المهاجرة في وزارة البيئة والمياه والزراعة المهندس مربع القحطاني، أن المملكة بذلت الملايين في إطار سعيها للقضاء على أسراب الجراد، ونسقت جهودا دولية في هذا الجانب، وقال «كان هناك اجتماع تنسيقي لحث الدول على بذل مزيد من الجهود للسيطرة على الآفة، وقد قدمت المملكة دعما لصندوق الطوارئ الخاص بهيئة الجراد، في المنطقة الوسطى ومقرها القاهرة العام الماضي قدره 1.5 مليون دولار «5.6 مليارات ريال».

وتضم الهيئة 16 دولة، والمملكة عضو أساسي فيها، وكان الدعم مقدماً للدول الأربع الأكثر تضرراً من الجراد».

هجرة تقليدية

قال القحطاني «حركة الأسراب الحالية هي عبارة عن هجرة تقليدية من موسم الشتاء، حيث موطنها الواقع على جانبي البحر الأحمر نحو الربيع للمناطق الوسطى والشمالية بالمملكة، ونظراً لشح أمطار الشتاء وانحسار البيئات الملائمة للتكاثر، بدأت الأسراب بالهجرة بحثاً عن الموائل الملائمة لاستمرار دورة الحياة، تزامناً مع هبات الرياح بالمسافات الطويلة سواء من غرب البحر الأحمر أو من اليمن، وجميعها نحو سواحل البحر الأحمر ومناطق الوسطى والشمال بالمملكة، مما يساعد في هجرة وانتقال الأسراب، وهذه الأسراب الغازية غير ناضجة، وهناك فرصة للحد من خطرها بالمكافحة، وما يتبقى منها ستتم السيطرة على ما يتشكل من الحوريات جراء التكاثر».

يعد الجراد الصحراوي آفة ذات تكاثر موسمي خلال الفصول الأربعة من كل عام، ولكن تختلف مواطن تكاثرها حسب الفصول، حيث تتكاثر شتاء على جانبي البحر الأحمر، وفي الربيع في المناطق الوسطى والشمالية بالمملكة، وفي محاذاة جبال اليمن، وفي الصيف في أواسط اليمن والسودان والهند وباكستان، وتنتقل أسراب الجراد عند انتهاء كل موسم نحو المواسم التالية.

ويعد موسم الصيف هو الموسم الأساسى الذي يغذي المواسم التالية، وللأسف تكمن الأسراب خلاله في بلدان ذات إمكانيات ضعيفة مثل اليمن والسودان وإثيوبيا وإريتريا، والضرر يقع على جميع المناطق بنفس المستوى تقريباً، وذلك لتنقل الأسراب بشكل سريع مع تيارات الهواء السائدة، بارتفاع قد يصل إلى 3000 قدم لتصعب متابعتها ومكافحتها.

آفة موسمية

أضاف القحطاني «الجراد الصحراوي يتكاثر في جميع فصول السنة حسب الأمطار الموسمية والتحسن البيئي الذي يليها، ولدينا في المملكة موسمان شتوي وربيعي، يبدآن من أكتوبر وينتهيان في يونيو من العام التالي تقريباً، وتتابع وزارة البيئة معلومات فورة الجراد الصحراوي عن كثب، وتعلم بغزو الأسراب من الدول المجاورة قبل وصولها، لكن لا يمكن القيام بالمكافحة وسط البحر لأسباب أمنية، ولأسباب أخرى تتعلق بالسلامة البحرية، والخشية من التلوث بالكيماويات، كما أن مقاومة الأسراب في البحر قد لا تعطي نتائج جيدة، بسبب طيران الأسراب، وكذلك الخطورة العالية لذلك».

أسباب أمنية

بين القحطاني أن المملكة من أفضل الدول التي تمتلك كوادر وطنية مدربة وإمكانيات لازمة لمواجهة أسراب الجراد، وتعد من أفضل الدول في تطبيق برنامج المكافحة الوقائية المعتمدة من منظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، كما تصنف من أولى الدول المانحة التي تقدم المساعدات الدولية، للدول المتضررة من آفة الجراد من خلال تقديم الدعم اللازم من أجهزة رش وسيارات ومبيدات وكل مستلزمات أعمال المكافحة.

تفوق وطني

أضاف القحطاني «دائماً ما تواجه المملكة غزو الأسراب من شرق إفريقيا واليمن خلال موسم الشتاء ما بين «أكتوبر وفبراير»، وخلال فترة الربيع من «فبراير ومايو»، كما تتبادل المملكة مع الدول المجاورة ومنظمة الأغذية والزراعة التحديثات، والتقارير الدورية والنشرات الشهرية عن معلومات الجراد الصحراوي، وهي معلومات مؤكدة من ضباط معلومات وطنيين مدربين وأصحاب خبرات عالية».

وأردف «لا يمكن التنبؤ بمعلومات دقيقة عن فترة القضاء على الجراد، فأسرابه تعد آفة عابرة للحدود، وفي حال التفشي في أقاليم مجاورة فإنها سوف تؤثر على الدول المجاورة، وبانتهاء الموسم الربيعي وعدم ملاءمة الظروف لاستمرار التكاثر يبدأ انحسار الإصابة والسيطرة عليها، وحالياً تتم السيطرة بشكل كبير جداً ولله الحمد والعمل مستمر والسيطرة تامة، ولكنها تستلزم الاستمرار في المكافحة، لأن التهديد بالغزو ما زال مستمراً، وبكثافات عالية جراء الفورة الراهنة في الدول المجاورة».

وتابع «الجراد الصحراوي يحل حيث يجد الظروف البيئية الملائمة عقب هطول الأمطار خصوصاً الموسمية، التي تخلّف غطاء نباتيا جيدا، وذلك يكون في فترة الشتاء خلال الفترة المذكورة سابقاً، وكذلك الأمطار الربيعية، وتتم متابعة مناطق ومواقع هطول الأمطار بالتعاون مع هيئة الأرصاد السعودية، وكذلك في المواقع المهتمة بالطقس والمناخ، ويتم الإبلاغ بشكل دوري عن مواقع تواجد الجراد عبر منصات الوزارة الرسمية».

جهود سعودية في مكافحة الجراد

5.6

مليارات ريال لدعم جهود المكافحة

16

دولة بينها السعودية ضمن هيئة الجراد

كوادر وطنية مدربة

من أفضل الدول في تطبيق برنامج المكافحة الوقائية

من أولى الدول المانحة التي تقدم المساعدات الدولية للدول المتضررة