في الوقت الذي تواصلت فيه قرارات إغلاق المقاهي، ومنع تقديم الشيش والمعسلات فيها مع استمرار جائحة كورونا، جنح كثيرون للإقلاع عنها، لكن آخرين لجأوا إلى ابتكار عدد من الوسائل لاستمرار علاقتهم معها، وسعوا إلى إشباع رغباتهم منها داخل المنازل، فاحتضنوا مستلزماتها ونقلوها إلى عرينهم داخل المنازل وفي الغرف الخاصة والأسطح والمزارع، بعدما كانوا يذهبون إليها في المقاهي والاستراحات وغيرها.

ووجدت ربّات البيوت أنفسهن في صراع جديد يتمثل بالتعامل مع روائح الشيشة التي تعشش في منازلهن، فلجأت بعضهن إلى استخدام البخور كمناظر يطرد الرائحة الكريهة للشيشة، كما لجأت بعضهن إلى رذاذ الـ«معطرات» لتغطية الرائحة التي يخلفها دخان الشيشة.

مقاه صغيرة

تحولت المنازل إلى مقاهٍ صغيرة يخنقها دخان مدمني الشيشة والمعسلات، وتنتشر في أرجائها روائح الدخان المختلفة، حيث يمكث بعض المدخنين طويلًا لتعاطيها، وسط تواجد أفراد العائلة أو تجمع الأصدقاء والأقارب.

وكشفت دراسة طبية عالمية، أن تدخين الشيشة في المنازل، يؤدي إلى انبعاث غاز أول أكسيد الكربون، وتلوث الهواء بمستويات أعلى من دخان السجائر، وتسبب ضررًا أشد خطورة مما يتوقعه كثيرون، وذلك حسب ما أكدته دراسة نشرها موقع «فوكوس أنلاين» الألماني. وقالت الباحثة تريسي بارنيت من جامعة فلوريدا إن «ضرر الشيشة كبير جدًا، حيث أنها قد تسبب التسمم بأول أكسيد الكربون، أو الإصابة بأمراض خطيرة مثل السل والهربس أو الإنفلونزا، وقد يتسبب استهلاكها بشكل منتظم، حسب الخبراء، في أمراض القلب وأمراض السرطان المختلفة. كما أن استخدام الماء لتصفية الدخان لا يزيل جميع المواد الكيميائية الضارة، حسب الخبيرة الأمريكية.وتستغرق جلسة الشيشة وفقًا لمنظمة الصحة العالمية ما ​​بين 20 و80 دقيقة في المتوسط، وخلال هذه المدة يتم استنشاق الدخان بنسبة تعادل استهلاك 100 سيجارة. كما جاء في التقرير الذي نشره موقع (فوكوس أنلاين) الألماني».

سحابة دخان

بات تدخين الشيشة في المنازل ظاهرة تعاني منها عدد من الدول، حيث تنتشر سحب صغيرة من الدخان فوق تلك المنازل، وأكدت دراسة نشرت أخيرًا ارتفاع معدلات استخدام البخور داخل المنازل في المملكة، وارتباط النساء بعلاقة وطيدة معها يوميا، وسط استخدامات مختلفة للبخور أهمها الحرص على انبعاث الروائح العطرية بدلا من الدخان. وتقول منى أحمد وهي ربة منزل لـ«الوطن»، إنها تعاني يوميًا من آثار الشيشة، بسبب تعاطي زوجها لها بشكل مستمر، مشيرة إلى أنها تحاول عزل الأطفال عنها، ومنعهم من التواجد مع والدهم أثناء تدخينه الشيشة. وأضاف «بعد انتهاء زوجي من تدخين الشيشة أعمل على تلطيف الجو داخل الغرف بالبخور، مع تهوية الغرفة ومحاولة طرد رائحة الشيشة، وغسل آثارها، وتبديل أغطية الأثاث يوميًا، وقد حاولت مرارًا إقناع زوجي بالامتناع عن تدخينها في المنزل، لكن كل محاولاتي لم تأت بنتيجة».

شر لا بد منه

يوضح نبيل محمد لـ«الوطن» أن تعاطي وتناول الشيشة خاصة المعسل داخل المنزل بات شرًا لا بد منه بعد منع تقديمها في المقاهي، وقال «أدخن الشيشة والمعسل داخل المنزل نهاية كل أسبوع، وقد اعتدت على تجهيزها بنفسي لكن لا أخفيكم أنها عرضتني لبعض المشاكل الجانبية، فقد احترقت سجادة الغرفة التي أدخن فيها في أكثر من موضع، وقد أحرجني الأمر، واضطررت أخيرًا لاستئجار غرفة خاصة ألتقي فيها مع الأصدقاء ونستمتع خلال اللقاء بتدخين الشيشة والمعسل بعيدًا عن الأهل والأطفال».

آثار سلبية

أكدت المستشارة الأسرية رابعة الشعبي لـ«الوطن»، أن «منع المقاهي من تقديم الشيشة يعد أهم إجراء احترازي، وواحد من أهم طرق منع انتقال الفيروس، لكن للأسف فإن بعض المؤتمنين على أرواح أسرهم يقومون بمضاعفة الابتلاء، ونقل ممارسة إدمان الشيشة إلى منازلهم ووسط أسرهم، وهذا تصرف لا مسؤول، وله آثار وخيمة وسلبية صحيًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا على الأسرة». وأضافت «تدخين الشيشة في المنزل يعد تلوثًا كاملًا لهواء المنزل». وتابعت «تدخين الشيشة يخلّف أثرًا نفسيًّا سيئًا على المراهقين والأطفال، ويشكل نقطة ضعف لدى المربي الذي لن يكون قادرًا مستقبًلا على منع أو إقناع ابنه بعدم التدخين»، مبينة أنه «من الناحية الاجتماعية فإن الأم الواعية لن ترضى بمثل هذا الوضع الذي قد يؤدي إصرار الأب معه إلى تفاقم المشاكل وصعوبة حلها»، مؤكدة أنه «يجب على مدمني الشيشة إيجاد الحلول، وعدم مضاعفة المشكلات، وتجنب فتح أبواب هم في غنى عنها، والتخلص من هذا الضرر للأبد، واستغلال الوقت المتاح في قضائه مع الأسرة في أجواء نظيفة وصالحة بدلا من تلك الموبوءة والمخنوقة بالدخان الضار لهم ولأسرهم».

مخاطر تدخين الشيشة في المنزل

تلوث الهواء

التسبب بحرائق

تأثر البصر والعيون

احمرار العينين

الإحساس بالحرقان

التهابات الحنجرة

نشر غاز أول أوكسيد الكربون السام

تلوث المكان برائحة الشيشة المقززة

التسبب بأمراض القلب والسرطان

تأثير مادتي السينايد والقطران داخل الدم

تلوث المياه البيضاء داخل عدسة العين

مخاطر عدة على الجهاز التنفسي

احتقان الغشاء المخاطي