فيما تحذر الجهات المعنية واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات من خطورة المادة الكيميائية المنتشر تعاطيها والمعروفة بين أوساط المدمنين بـ«الشبو»، كشف مختصون لـ«الوطن» أن هذه المادة المخدرة تعد الأخطر بين مثيلاتها، لأنها تغير سلوك الإنسان، ويستمر مفعولها ما بين 24 - 72 ساعة، مؤكدين أن لجوء المدمنين إليها يعود لتوفرها بكثرة، وسهولة الحصول عليها.

الخطورة العالية

قال مدير البرامج العلاجية في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات سابقا، الأخصائي الاجتماعي علي الشيباني لـ«الوطن» إن «الشبو من المخدرات عالية الخطورة، لأن إدمانه سريع، ومن يتعاطاه غالباً ما يتعرض إلى تشنجات وارتفاع ضغط الدم وزيادة الحرارة واضطرابات في القلب الذي يمكن أن يتوقف ويسبب الوفاة»، مؤكدا أن هذا المخدر يغير من سلوك الإنسان ويستمر مفعوله بين 24 و72 ساعة تقريباً.

وأكد أن المدمنين يلجؤون إلى هذا المخدر لأنه قوي جداً وعالي النشاطية، ويعطي نشاطاً أعلى من الكبتاجون، إضافة إلى أن الحصول عليه سهل، فهو يصنّع في الداخل، ومفعوله عال يمنح المتعاطي شعورا زائفا بالعظمة والقوة.

ولفت إلى أن لـ«الشبو» المخدر أسماء مختلفة منها «الكريستال» و«الآيس»، وهي تعد من أنواع دواء «الميثامفيتامين»، وهي عبارة عن تفاعلات كيميائية تنتج عنها غازات سامة يمكن أن تقتل الشخص الذي يقوم بتحضيرها أو من يستخدمها، إضافة إلى خطورة تصنيعها فقد تنتج حريقا أو انفجارا.. وهذه المادة كانت تستخدم في الفلبين حيثُ كان سائقو الحافلات يستخدمونها، وكذلك قائدو السيارات الكبيرة لتعينهم على رحلاتهم الطويلة.

مواد كيميائية

قال الشيباني «تأتي خطورة الشبو من تركيبته الكيمائية ومن تصنيعه بطريقة غير شرعية واستخدام الأدوية الصناعية ذات المواد الكيميائية في التصنيع، ومن هنا فإن المادة تعد غالية الثمن، وتم تصنيفها ضمن المخدرات عالية الخطورة على الإنسان لما تتسبب به من أضرار جسمية تؤثر على الأوعية الدموية والدماغ، وقد تؤدي إلى الوفاة، وقد انتشر بكثرة في الدول العربية، وهو يمنح متعاطيه نشوة تتراوح بين 20 دقيقة و12 ساعة حسب الكمية التي يتم تعاطيها».

الجرعة الأولى

كشف المختص بالإدمان والأمراض النفسية الأخصائي محمد سعيد الحارثي لـ«الوطن» أن الشبو يعد من أخطر المخدرات عامة، حيث يؤكد العلماء أن أول جرعة منه هي بداية الطريق إلى الموت، لأنه مخدر قوي على أجهزة الجسم يقوم بتدميرها ويسبب تدهورها بشكل قاتل ومميت، لافتا إلى أن الاسم الكيميائي لهذه المادة هو «إمفيتامين» والمصطلح الرائج في الاستخدام بين المتعاطين «الشبو» وهو عبارة عن مادة منبهة للجهاز العصبي المركزي للإنسان، وينضم الشبو إلى مجموعة فينيل، وهي مجموعة من المواد التي تستخدم في علاج الاضطراب الناتج عن نقص الانتباه، ويعتبر من ضمن المنشطات الجنسية والذهنية، وتم اكتشافه عام 1887 وتم بيعه وتداوله على أنه من المنشطات.

وأوضح أنه لا توجد نسبة واضحة لارتكاب متعاطي الشبو للجرائم، لكن نسبة ارتكابهم للجريمة كبيرة، مؤكدا أن مدمني «الشبو» يقدمون على ارتكاب الجرائم حين يحتاجون للتعاطي ويحتاجون للمال لتأمين شرائه، ما يدفعهم للسرقة أو السطو أو حتى القتل للحصول على المال، ناهيك عما تتعرض له أسرته من مخاطر داخل الأسرة».

وأضاف «يعمل الشبو على إتلاف خلايا المخ، مما يسبب اعتلالا في سلوك الإنسان يؤدي إلى الضلال والوساوس والشكوك واضطراب النوم، وكل هذا يؤدي إلى سلوك عدواني تجاه الأسرة والمجتمع ككل، مبينا أن مفعول المخدر يستمر حسب كمية الجرعات التي يستخدمها المدمن.

وأوضح أن «مدة العلاج والتعافي من تأثير الشبو تختلف من شخص إلى آخر، كما تختلف حسب كمية الجرعات التي تعاطاها، وعدد أشهر وسنوات الإدمان، فبعض المدمنين لا تظهر لديهم بعض الأعراض الذهانية، مما يساعده ذلك على التجاوب مع العلاج بشكل أسرع ممن تظهر لديهم الأعراض الذهانية والاضطرابات العقلية التي تسبب أمراضا نفسية مستمرة مدى الحياة، لأن مادة الشبو تتلف خلايا المخ».

وأفاد أن تكلفة علاج المدمن في اليوم الواحد تقدر بنحو 2000 ريال، وهي تكلفة باهظة جدا، وتسعى الدولة جاهدة لتأمين العلاج بالمجان للمدمنين في مجمعات إرادة والصحة النفسية المنتشرة والموزعة على مستوى مناطق المملكة.

عام مقابل 20

كشف مصدر أمني مطلع لـ«الوطن» أن مخدر الشبو هو «الأشد فتكًا على الإنسان، ومن أنواع المخدرات التي تترك أثرها مدى الحياة»، مؤكدًا أن كثيرًا من الحالات التي تصل إلى المراكز الأمنية تكون في وارد انفعال لا إرادي، وغير مبرر، حيث ينفصل متعاطي المخدر كليا عن الواقع، موضحًا أن أثر تعاطي مادة الشبو سريع جدًا، وأن تعاطيه لعام واحد يساوي تعاطي الكبتاجون لمدة 20 عامًا.

وبيّن أن هناك حالات كثيرة لشبان تعاطوا المادة يقولون ما لا يعلمون ويتوهمون برؤية أشياء ليس لها صحة، كما يصاحب ذلك نشاط بدني مبالغ فيه يصل إلى حد العنف، لافتًا إلى أن متعاطي الشبو فور استيقاظه لا يتذكر ما حدث أو بما تصرف به سواء اعتداء أو صدم أو مقاومة رجال الأمن أو غيرها، كما أن الإقلاع عنه صعب جدًا.

وأشار إلى أن الشبو يتسبب في تغيير شخصية الفرد، وقد يدفعه لارتكاب الجريمة والاستمرار فيها بشكل لا مبرر، والتواجد في مواقع غريبة، موضحًا أن هذه التجارة الخبيثة يحتكرها آسيويون، وغالبًا ما تكون بضاعتهم مغشوشة، ويتم التواصل معه بواتساب أجنبي، ومن ثم تحويل مبالغ مالية عن طريق بطاقات الدفع المسبق، وبعد التأكد يقوم البائع بإرسال اللوكيشن إلى الضحية في حي ما مع صورة توضح موقع المخدر، ووصل الحال بالمدمنين حد أخذ «كشاف» وتمشيط الأحياء العشوائية بحثًا عن المخدر.

لماذا يلجأ إليه المدمنون

لتوفره داخل المجتمع

سهولة الحصول عليه

متوفر لدى أغلبية أصدقاء السوء

الرغبة في الاستطلاع والنشوة الزائفة

كونه منشطا ذهنيا وجنسيا في بداية التعاطي

ضعف الوازع الديني

أضراره

01 على المدى القريب

اضطراب نبضات القلب.

زيادة معدل التنفس.

ارتفاع ضغط الدم.

ارتفاع درجة الحرارة.

زيادة القدرة على الاستيقاظ.

عدم الرغبة في النوم.

02 المدى البعيد

اضطراب القدرات الإدراكية.

اضطراب الذاكرة.

الارتباك العصبي.

انخفاض ملحوظ بالوزن.

تزايد مشاكل الأسنان واللثة.

الشكوك والارتياب.

الهلاوس السمعية والبصرية والحسية.

السلوك العدواني.

اضطراب وظائف الدماغ.

فرط الحركة.

الآثار الرئيسة لتعاطيه

اليقظة الزائدة

زيادة الثقة

النشاط المفرط

الابتهاج الشديد

الشكوك

العدوانية

اختلاط الأفكار