يمضي اليوم تلوَ الآخر، والساعة تتلو أختها، ومعظمنا ينتقل من برنامج لآخر، ومن تطبيق لتطبيق، وهلمّ جرا. المشكلة ليست هنا في هذا المقال - بالرغم أن إسراف الوقت على هذه التطبيقات بحد ذاته مشكلة - ولكن ما أريد تسليط الضوء عليه، أن هذا العالم الافتراضي، يأتيك بالأفكارِ العشوائية والمواقف المختلفة والنوادرالتافهة. فمن مشاهدتك لتغطية خبر إطلاق مركبة فضائية مثلاً، تجد نفسك في ثوانٍ معدودة تقرأ خبراً عن مشاجرة حدثت في شارع ما في مدينة ما، لا يهمك الحدث ولا تهمك التفاصيل، ولكن في الوقت نفسه ذهنك انصرف إليها.

ومن بحثك عن موضوع يهمك سواء دراسيا أو نحوه، تتفاجأ بإعلانٍ لمنتج زراعي لتطوير عملية اللقاح في أشجار النخيل مثلا، فإذا بك مشتت الذهن، شريد الأفكار، فاقد السيطرة على عقلك وتركيزك وانتباهك. الحقيقة أنه من الصعوبة في هذا الوقت الدخول لهذا العالم الافتراضي، لغرضٍ ما والخروج بما تبحث عنه بسهولة، لا ليس أمرً سهلا أبدا، فستواجه في طريق بحثك عشرات الروابط، وعشوائيات من الصور، وعدد من المشاكل التقنية غير المحسوبة إطلاقاً، وتجد نفسك فاقد الحماس للمضي قدما للوصول لهدفك.

أذهاننا أصبحت مشوشة إلى حدٍ كبير، من هذا البحر التكنولوجي العشوائي الضخم، فمهما حاولت المضي قدما داخله بحذر، ستجد نفسك تنازع الأمواج العاتية، لعلك تصل إلى بر السلام آمناً، ولو على حساب المعلومة التي دخلت للبحث عنها، ولكنك رجعت خالي اليدين.