وركزت الهيئة على أن أهم خصائص الرؤية المستقبلية أن تكون قابلة للتطبيق، وأن تمثل نقطة البداية للعملية التخطيطية والأنشطة التطويرية التي ستتم في المدينة، ويتطلب ذلك نشوء علاقة واضحة بين الرؤية المستقبلية للمدينة ومتطلبات ورغبات سكان المدينة والأفراد والمجتمع ككل.
محاور أساسية
تشكل المحاور الأساسية في مجموعها منطلقات تحديد معالم الرؤية المستقبلية للمدينة، وهي:
متطلبات النمو، ويتم تحديد ذلك من خلال استقراء واضح ودقيق لاحتياجات مجتمع المدينة الذي تعكسه معدلات نمو السكان وما يتبع ذلك من متطلبات لتوفير فرص العمل ومتطلبات العيش الكريم من سكن وصحة وتعليم ومرافق خدمية، وما تبعها من بنى تحتية وتجهيزات.
الدور المنوط بالمدينة والذي يتأثر بالبيئة المحيطة، وستكون الرؤية المستقبلية مختلفة في مدينة تهدف لأن تكون مركزا اقتصاديا عالميا ذا قدرة عالية لجذب الاستثمارات عن الرؤية لمدينة داخلية ذات علاقات محدودة ودور دولي محدود.
متطلبات معالجة السلبيات القائمة.
الفرص الممكنة، يتمثل ذلك في طيف واسع يشمل ما تقدمة التقنية والتطور العلمي وما تهيئه الظروف المكانية والزمانية من فرص، ومن ذلك الاكتشافات الحديثة في مجال صناعة الإسكان التي من شأنها أن تخفف أعباء التطوير وتكاليفه وتسهل حياة سكان المدينة، كما يمثل تاريخ المدينة وموروثها الحضاري وبقاياه المحسوسة مصدرا ورافدا قويين لصناعة جديدة على المدينة كالسياحة الثقافية مثلا، وقد يوفر الموقع الجغرافي أو الظروف الزمانية مميزات تنافسية ذات أبعاد عالمية تتيح للمدينة لعب أدوار تنافسية على مستوى المدن العالمية.
اكتمال التخطيط
اكتملت جميع مراحل التخطيط الاستراتيجي بدءا من تحديد الرؤية المستقبلية، وقام فريق مشروع المخطط الاستراتيجي في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بوضع عناصر الرؤية المستقبلية للمدينة، وذلك نتيجة للتحاليل والنظريات التي درست وتم تبنيها على مختلف المستويات وهي: عاصمة المملكة، مدينة إنسانية، واحة معاصرة، مركز مالي وتجاري مزدهر، مركز إشعاع علمي وثقافي، مدينة جميلة، كما ترجمت عناصر الرؤية المستقبلية إلى أهداف تمثل نتائج حاسمة يلزم تحقيقها في نهاية العملية التخطيطية.
عاصمة المملكة
الأهداف
مركز دولي للمؤسسات الدولية والإسلامية والإقليمية والسياسية والاقتصادية.
مركز وطني قيادي للمؤسسات والهيئات الوطنية الإدارية والاقتصادية.
نموذج عالمي للتنمية الحضرية المعاصرة لعاصمة وطنية في قلب الصحراء.
مركز وطني للوظائف والمؤسسات الثقافية والتاريخية.
بالإمكان تحقيق ذلك عن طريق إيجاد مثلث مكاني وظيفي يعرف بثلاث نقاط، أولها، مركز المدينة الذي يضم منطقة قصر الحكم ومركز الملك عبد التاريخي والأسواق التقليدية، وثانيها، الديوان الملكي وحي السفارات ومقر مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وثالثها، منطقة المطار القديم كمنطقة محتملة لإنشاء المتنزه العام للمدينة.
ستكون هذه الأقطاب الثلاثة بعد ربطها بالطرق المزدانة بالأشجار والحدائق والبوابات مكونات قوية وذات دلالات مهمة وعالمية، كما ستتحول المدينة من مركز أحادي إلى مدينة ذات مراكز فرعية تؤدي إلى تخفيف الازدحام في مركز المدينة، كما أن هناك عوامل عدة تدعم مكانة الرياض كعاصمة للمملكة منها الازدهار المالي وتوافر الموارد الطبيعية والمرافق التعليمية والصحية العليا والمطار الدولي.
مدينة إنسانية
الأهداف
مدينة توفر مستويات حياة مرتفعة لرفاهية جميع المواطنين.
مدينة يتماشى تنظيمها العمراني مع المبادئ الإسلامية القاضية بتوحيد فئات المجتمع ولو كانت متنوعة.
تحقق لمجتمع المدينة العمل والسلامة والأمن والخدمات والمرافق العامة والتطور الثقافي والترفيه.
تشجع قيام علاقات قوية وإيجابية بين سكان المدينة وبيئتهم من خلال توجيه تخطيط الأحياء بما يضمن حصول الجميع على احتياجاتهم الأساسية وتتاح لهم حرية الاتصال والانتقال.
تحقق للسكان حرية اختيار الأنماط المعيشية المناسبة.
تعكس مشاركة فعالة للسكان وتحفز مسؤولياتهم تجاه التنمية.
لتسهيل توزيع الخدمات في جميع المناطق بشكل متساو تم إيجاد تقسيم هرمي على أربعة مستويات:
1 ـ الحارة السكنية
2 ـ المنطقة السكنية
3 ـ مركز فرعي للمدينة
4 ـ مركز المدينة.
وتشكل المراكز الفرعية أهمية خاصة فهي توفر أماكن جذب للخدمات ذات المستوى العالي مثل الإدارة العامة والخاصة والمستشفيات ومراكز النقل وسيتيح هذا النظام لسكان المناطق النامية سهولة الوصول للخدمات فضلا عما توفره هذه المراكز من فرص وظيفية لسكان الأحياء المجاورة لها.
كما خصصت مراكز في الشمال والشرق لتركيز الأنشطة العليا مثل الجامعات والمستشفيات ومناطق الترفيه والملاعب الرياضية لتقدم في مجموعها خدمات ذات مستوى عال لسكان المناطق المجاورة.
وتمثل المدينتان الضاحيتان الابتكار الهيكلي الذي تم تضمينه بحيث تستوعب كل ضاحية نحو مليون ساكن، ووجودها في منطقة لم تقسم إلى مخططات سيسهم في كسر رتابة النظام الشبكي للأحياء ويعطي المزيد من الحرية والابتكار في تصميم الأحياء السكنية.
مركز إشعاع ثقافي وعلمي
الأهداف:
رائدة في المجالات التعليمية والصحية وعلى اتصال بشبكات عالمية للبحث والتطوير.
تستثمر في البحث العلمي والتقني في مجالات الطاقة والمناطق الصحراوية.
تطبق أفضل نماذج الإدارة البيئية في التصميم والتخطيط والتنمية العمرانية.
قاعدة للصناعات المعرفية
تمتلك الرياض عددا من المقومات الأساسية لتكون رائدة في مجال البحث والصناعات المعرفية والاتصالية نظرا لما يتوفر لها حاليا من جامعات ومراكز أبحاث ومراكز طبية متطورة وقاعدة متكاملة من المرافق الخدمية الحديثة، كما تمثل البيئة الصحراوية المحيطة بالمدينة مجالا خصبا للتفرد في الأبحاث والدراسات والابتكارات التقنية فيما يخص البيئة الصحراوية.
مدينة جميلة
الأهداف:
إثراء الشخصية العمرانية للمدينة المقتبسة من العمارة الإسلامية والأنماط المحلية.
تشجيع تنوع الأنماط المعمارية وفقا لمبادئ تصميمية واضحة المعالم.
تحقيق انسجام عمراني من خلال توزيع متناسق وعملي ووظيفي للمناطق العمرانية وعناصرها وذلك باستخدام البيئة الطبيعية والمبنية.
توفير المنشآت الكافية لاحتضان الأنشطة الاجتماعية والثقافية والاحتفالية.
إيجاد ممرات آمنة للمشاة في الشوارع والطرق المشجرة وتوفير المتطلبات اللازمة لها.
يتركز مفهوم الشكل العمراني الجمالي للمدينة في التراث المعماري والمركز القديم للمدينة، ومدينة الدرعية والديوان الملكي وحي السفارات، والمتنزه العام المستقبلي ووادي حنيفة والمقرات الحكومية البارزة والمنشآت المعمارية المميزة السكنية منها والوظيفية.
وتتطلب بلورة المعالم الجمالية لهذه العناصر ربطها بروابط بصرية ووظيفية قوية، كما يفضل تركيز المباني العالية التي تبلغ ارتفاعاتها ثلاثين طابقا في منطقة وسط المدينة وفي الجزء الجنوبي من منطقة العصب المركزي وستليها في الارتفاع منطقة المراكز الفرعية.
مركز مالي وتجاري مزدهر
الأهداف:
تنمية تتجاوب مع الاحتياجات المالية وتتكامل مع السياسات الاقتصادية.
جذب مزيد من الاستثمارات الخاصة من خلال توفير شبكة متكاملة من المرافق الخدمية المساندة.
حفز فرص الاختيار والمنافسة للقطاع الخاص في تحديد طبيعة ومواقع الاستثمار في التنمية.
توظيف ورفع مستوى الإمكانات المتاحة من الموارد البشرية.
يعتمد ازدهار المدن على مستوى الاستخدام للموارد الطبيعية ونشاط السكان، وقد خصصت مناطق للاستخدامات المكثفة في الشمال ومناطق التطوير الجنوبية والشرقية، كما توفر المراكز الفرعية بما تحويه من مرافق إدارية وخدمية فرصا جديدة لأعمال مستحدثة، كما يجري تطوير أنواع جديدة من الصناعات وفي مقدمتها الصناعات المعرفية والنشاط السياحي الذي سيستثمر مقومات البيئة وقدرات المرافق الترفيهية والمنشآت الثقافية، وخصصت أراضي جديدة في جنوب المدينة لتكون امتدادا طبيعيا للصناعات المزدهرة حاليا.
واحة معاصرة
الأهداف:
تسخير الفرص المتاحة لتنمية عمرانية في قلب الصحراء مع اعتبار المعوقات كافة.
استخدام أحدث الأنظمة لتحقيق نمو فعال لا يؤثر سلبا على الموارد الطبيعية والمعالم البيئية.
تطبيق مستويات متقدمة من أنظمة ترشيد استعمال المياه وإعادة استعمالها.
تشجيع الاستثمار والابتكار في مجال تقنية إنتاج الطاقة.
الخلو من التلوث وسلبيات النمو الحضري.
الرياض أكبر واحة عرفت للناس، وتعاني من نقص في مصادر المياه، ويفترض ألا يتجاوز معدل استهلاك الفرد اليومي 300 لتر، كما طورت اقتراحات لمواجهة النقص في المياه باعتماد أنظمة فعالة لإعادة استخدام المياه وربطها بمحطات معالجة مياه الصرف الصحي للاستخدامات الأخرى غير الشرب، وتعد إجراءات ترشيد الاستهلاك وإعادة استخدام المياه ضرورية لضمان إمدادات كافية من المياه لسكان المدينة، كما حددت جميع المناطق التي تحتاج إلى حماية من الاستثمارات وتشمل مناطق حماية البيئة والمناطق المحمية بجبال طويق والمناطق المخصصة للتعدين ومنطقة المناظر الجنوبية. إضافة إلى المناطق المفتوحة التي ستحفل بها المدينة.
العناصر الـ6
1ـ عاصمة المملكة
2ـ مدينة إنسانية
3ـ واحة معاصرة
4ـ مركز مالي وتجاري مزدهر
5ـ مدينة جميلة
6ـ مركز إشعاع ثقافي وعلمي
متطلبات وخصائص الرؤية
أن تكون قابلة للتطبيق
أن تمثل نقطة البداية للعملية التخطيطية والأنشطة التطويرية
علاقة واضحة بين الرؤية المستقبلية ورغبات سكان المدينة