رغم تعاقب الأجيال، وزيادة الوعي الجماهيري، فإن معضلة كبرى ما زالت كرة القدم السعودية تعيشها دون أن يوضع لها نهاية، ودون أن يجد الرياضيون لها حلًا جذريًا يغلق الأبواب أمام تبعاتها ومسبباتها. وتتمثل هذه المعضلة بطغيان ألوان الأندية على مشاركات المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في مختلف المنافسات الإقليمية والقارية والعالمية، فما زالت نغمة منتخب الهلال أو منتخب الأهلي أو منتخب النصر أو الاتحاد أو الشباب أو غيرها تتردد مع كل إطلالة للأخضر، ومع كل الاختيارات العناصرية له، أو خلال خوضه لمواجهاته الودية أو الرسمية، وهو ما حدث مؤخرًا دون هوادة وبشكل أكثر فظاعة، بعد إعلان قائمة الصقور الخضر التي خاضت معسكرًا إعداديًا في الرياض، وخاضت مواجهة الكويت الودية، ولقاء فلسطين الذي وقع ضمن التصفيات الآسيوية المزدوجة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023. ن

غمة متطورة

ما إن أعلنت قائمة الأخضر، وخاض الصقور مباراتي الكويت وفلسطين إلا وضجت مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدًا «twitter»، بهاشتاقات «منتخب الهلال»، لأن القائمة ضمت 8 لاعبين من الهلال للقائمة من بين 26 لاعبًا تم استدعاؤهم من مختلف الأندية، وهو ما تكرر قبل وأثناء وبعد مواجهة فلسطين التي كسبها الصقور بخماسية نظيفة منحت الأخضر الصدارة، فبدلا من التغني بالانتصار الكبير والصدارة الخضراء للتصفيات، اتجه البعض إلى التقليل من ذلك الانتصار، وأن المنتخب هو منتخب الهلال، وهذا ما لم يكن مقبولا من قبل عقلاء الوسط الرياضي، والمهتمين بالكرة السعودية، والطامحين إلى تحقيق الانتصارات الخضراء، ومواصلة المشوار نحو حضور سادس في المونديال بعيدًا عن ألوان الأندية التي باتت تطغى على كل ما هو جميل في كرة القدم السعودية.

داء مزمن

التحدث عن ألوان الأندية عند مشاركة الصقور الرسمية والودية لم يكن وليد اليوم، بل كان يتردد منذ زمن بعيد، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي زادت من فظاعة الوضع وأدت إلى انتشار المرض المزمن، ويتساءل العقلاء دائمًا هل الإنجازات تسجل باسم الوطن والمنتخب السعودي؟ أم تسجل بأسماء الأندية التي ينتمي إليها لاعبو الأندية وتحديدًا النادي الذي اختير منه عدد أكبر من اللاعبين، فهل يعقل أن يقال إن منتخب 84 منتخب النصر، أو منتخب 88 و89 منتخب الهلال، ومنتخب 94 و96 منتخب الشباب ومنتخب 98 منتخب الأهلي، ومنتخبات 2000 ـ 2003 منتخب الاتحاد، وهكذا لأن تلك الأندية كانت تضم لاعبين مميزين، يستحقون ارتداء شعار الوطن وتمثيله في المحافل الدولية.

الانتصار والانكسار

تسمية المنتخب السعودي عبر السنوات الماضية بأسماء الأندية وبألوان الأندية لم يقتصر على لحظات الانتصارات بل كان حاضرًا في وقت المحن والخسائر وتراجع المستويات الفنية، وغياب الكرة السعودية عن الإنجازات وكان البعض ولا نقول الغالبية ينسب الفشل والخسارة إلى الأندية التي ضمت قائمة الصقور عددًا كبيرًا من لاعبيها، كما حدث في نهائيات كأس آسيا 2004، وتصفيات مونديالي 2010 و2014 وغياب الصقور عن الموندياليين.

توريث الأجيال

اللافت للنظر أنه وخلال السنوات الماضية باتت الأجيال تورث هذه الإشكالية التي تقود للنرفزة والتعصب إلى الأجيال المتتالية، وباتت راسخة في الأذهان، والأولى والأجدى أن يتم وضع حد لهذه المقولات التي لا تقود إلا إلى التعصب المقيت وبث الكراهية في أنفس الجماهير، وعدم الاهتمام بالمنتخب السعودي ومبارياته وعدم مساندته بالشكل المطلوب خلال المحافل الدولية. - الجماهير تلون الأخضر بألوان الأندية

- تسمية المنتخب وكأنه ممثل لأحد الأندية امتدت لعقود

- يسمى المنتخب بالنادي الذي يضم الأخضر العدد الأكبر من لاعبيه

- الأجيال توارثت المقولة التي تقود للتعصب المقيت

- مطالبات بإبعاد ألوان الأندية عن المنتخب

- غياب الوعي الجماهيري يفقد الأخضر محبة الجماهير