بعد مقالي الأخير «للجامعات.. أعيدوا النظر في الاختبارات الحضورية» جاءتني مجموعة كبيرة من الرسائل على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» من طلاب وطالبات الكليات والجامعات، كلها تدور في فلك «نود منك فضلا لا أمرا الحديث عن إصرار الجامعات على الاختبارات الحضورية، فليس لنا - بعد الله - إلا أنت، حيث لا أحد يهتم بآرائنا في هذه الجامعة». السؤال المطروح: بصرف النظر عن موضوع الاختبارات الحضورية أو عن بُعد، لماذا يشعر الطالب والطالبة في الجامعة بأن رأيه غير مهم؟ وأن ليس لديه الحق في المشاركة في صناعة القرار الذي يرتبط به بشكل مباشر؟. البعض اعتبر هذه الاحتجاجات في «تويتر» نوعا من حملات الضغط على هيئات الجامعات لإصدار قرار الاختبارات عن بُعد، وهي حملات غير مقبولة، سواء من الطلاب أو من يدعمهم إعلاميا، فالجامعات لديها المقدرة على اتخاذ القرار السليم الذي فيه المصلحة العامة لطلابها وللمجتمع. أتفهم تماما أن مشروعية الأنظمة والقرارات هي من مهمة المؤسسات، ولكن ذلك لا يعني غياب المجتمعات عن حلبة النقاش والجدال، سواء حول سن أو تعديل نظام يمس المجتمع بشكل مباشر، وإلا ما هو الهدف من المجالس الاستشارية الموجودة في الكليات والجامعات؟، فهم يتباهون دائما بوجود هذه المجالس، لكن يبدو أنها فقط حبر على ورق، حيث إن الجامعات تضعها حتى تحصل على الاعتماد الأكاديمي لا أكثر، فهي ليست حاضرة بشكل عملي في وعي الطلبة، ولعل ما حصل في هاشتاقات «تويتر» هو شاهد حي على ما نقول. المجالس الاستشارية في الجامعات مهامها تتلخص في التالي:

1 - مشاركة الطلبة باقتراحات في تخطيط كل ما يخص العملية التعليمية.

2 - استطلاع آراء الطلبة حول الخدمات الطلابية المقدمة، والرفع بذلك بعد التحقق منها.

3 - النظر في كل ما تقدمه الطالبات من مقترحات تسهم في تحسين العملية التعليمية والبيئة التعليمية بعد دراستها والتحقق من جدواها.

4 - توصيل معاناة الطالبات المادية والنفسية، والتحقق من ذلك بالتعاون مع المرشدة الأكاديمية ومركز الإرشاد الطلابي بالجامعة، والاستفادة من الطاقات الطلابية المتنوعة في خدمة المجتمع، والتفاعل مع قضاياه.

5 - دعم البيئة التعليمية بالكلية وإدارة الجامعة بتلمس حاجات الطالبات ومشكلاتهن ومساعدتهن في حلها، وإشراك الطالبات في العملية التعليمية، وهذا من أبرز متطلبات الاعتماد الأكاديمي.​

تعالوا معي لوزير التعليم، فقبل القرار الملكي الأخير كانت هناك خطوة رائدة من الوزير بإطلاقه استفتاء الدراسة في رمضان، الذي لاقى قبولا مجتمعيا من قبل أولياء أمور الطلبة، لكن السؤال: كم جامعة سارت على هذا النهج؟، هل توجد كلية أجرت للطلبة والطالبات استفتاء حول الدراسة حضوريا أو عن بُعد؟، بل هناك أكثر من ذلك، حيث أرسلت إحدى الجامعات رسائل SMS، شعروا فيها الطلبة بأنها تختزن في داخلها تهديدا، حيث ذكرت في ثنايا رسالتها «إدارة الجامعة سترصد أي تجاوز في السلوك أو نشر مغالطات أو إساءات في حق الجامعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وستتخذ الإجراء القانوني في حق كل مخالف».

أخيرا أقول: استمزاج آراء الطلبة والطالبات في قرارات مصيرية تتعلق بهم بشكل مباشرة، خاصة في هذه الجائحة، أمر مهم ومطلوب، خاصة أنهم لا يستطيعون الاختبار وهم في حالة توجس وقلق وخوف، حيث إن كل ذلك سينعكس على درجاتهم في الاختبارات.