قرأت دراستين، إحداهما عالمية نُشرتها مجلة JAMA Internal Medicine ما إذا كان جنس الطبيب يؤثر في حالة المريض، فوجدوا بعد دراسة تحليلية لعدد يصل لقرابة 1.6 مليون حالة دخول إلى المستشفيات لمعرفة الوفيات، أو إعادة التنويم في غضون 30 يوما من دخول المستشفى أو الخروج منها، أظهرت النتائج بوضوح اختلافات طفيفة كانت لصالح الطبيبات، حيث كان عدد الوفيات لديهنّ أقل، وإعادة التنويم بعد الخروج من المستشفى أقل.
حتى بعد احتساب العديد من العوامل ذات الصلة، مثل شدة أو نوع المرض، أو نوع التدريب الطبي، أو عمر الأطباء أو خبرتهم، ظلت النتائج كما هي إلى حد كبير. استخلصوا أن الطبيبات ربما يتميزن بعناية أكبر، أو ربما كنّ مستمعات جيدات يتواصلنّ مع المرضى بشكل أفضل، ويقضين وقتًا أطول مع مرضاهنّ وهذا سيؤثر بالطبع على اختيار المريض لمعالجه.
الدراسة الثانية محلية، بحثت العلاقة بين جنس المريض واختياره لطبيبه، وهل بالفعل الذكور يفضلون الأطباء، والإناث يفضلنّ الطبيبات بالذات أن المجتمع السعودي محافظ والقيم الاجتماعية والثقافية قد تؤثر في أجزاء مختلفة من حياة الناس.
كشفت نتيجة الدراسة أن التوافق بين الجنسين أي أن المريض وطبيبه من جنسه لم يؤثر في تصور المشاركين لموقف الطبيب المعالج وكفاءته المهنية. لم يكن لدى معظم المشاركين في الدراسة أي تفضيل للأطباء الذكور أو الإناث فيما يتعلق بمصداقية الأطباء ومعرفتهم ومهاراتهم، والأفضل محادثة أو استماعًا، أوكونهم أكثر تعاونًا. من ناحية أخرى، كان «فهم العامل النفسي للمريض» السمة الرئيسة من بين أمور أخرى والتي يفضل المشاركون فيها وجود طبيب من الجنس نفسه. تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن النساء يفضلن طبيبة أثناء الاستشارة النفسية وفي أمراض النساء والولادة أو أمراض المسالك البولية، والذكور يفضلون استشارة طبيب في أمراض المسالك البولية والجراحة العامة وجراحة العظام. على الرغم من أن السعودية مجتمع محافظ، إلا أن نتائج الدراسة أظهرت أنه لا يوجد تأثير للمعايير الاجتماعية والثقافية في خيارات المرضى لجنس أطبائهم المعالجين.
الطب لا يعترف بتاء التأنيث أو الضمير الذي تقديره هو، الطب لمن يمارسه بحرفية أكثر، ولمن يستطيع أن يكسب ثقة مريضه، وهنا لا فرق إن كان الطبيب ذكرًا أو أنثى.