هل احترت يومًا ماذا تسمي طفلك؟ هل اقتنيت كتبًا لتقرأ معاني الأسماء قبل أن تسمي طفلك؟ هل قررت أن تسمي طفلك باسم شخص برًا به ومحبة له بغض النظر عن شخصيته أو مميزاته.

أحد حقوق الولد على والده أن يختار له أفضل الأسماء، وهذا هو ما حث عليه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وفي حديثٍ شريف قال صلى الله عليه وسلم (لا تسمِ غلامك أفلح ولا نجيحًا ولا يسارًا ولا رباحًا فإنك إذا قلت أثمّ هو أو أثمّ فلان قالوا لا) لأن شخصيته لم تستطع التماشي مع اسمه.

قال ابن القيم رحمه الله (لما كانت الأسماء قوالب للمعاني اقتضت الحكمة أن يكون بينهما ارتباط وتناسب).

قال شكسبير، ربما لن نكون أشخاصًا مختلفين إذا استخدمنا اسمًا آخر. ومع ذلك، قد تؤثر الأسماء في تغييرات صغيرة بالشخصية.

الأسماء جزء أساسي من هويتنا سواء أحببناها أم لا، وتشير الأبحاث إلى أن أسماءنا قد تقودنا أيضًا، وتؤثر في خياراتنا لصالح تشابه الأسماء والأماكن والأشياء.

أظهرت العديد من الدراسات النفسية أن هناك علاقة بين الاسم ومفهوم الذات، وتحديدًا مع حب الاسم وإعجاب المرء بنفسه. بالنظر إلى هذا البحث، قد يشعر الأطفال الصعبة أسماؤهم بأمان أقل، مما قد يكون له تداعيات غير جيدة على الشخص مدى الحياة. على الرغم من أن الآباء يعتقدون على الأرجح أنهم يمنحون أطفالهم أسماء جميلة وفريدة من نوعها، إلا أنهم في الواقع لا يفعلون ذلك وربما تكون أسماؤهم سببًا للتنمر أثناء الطفولة.

الأسماء هي الطريقة التي يتعرف علينا بها الآخرون، وهي واحدة من أهم أجزاء هويتنا، وربما لو كنّا باسم آخر لن نكون نفس الشخص الذي نحن عليه اليوم.

قد يُقال لا تحكم على الكتاب من غلافه أو من عنوانه، لكن أغلبنا يفعل ذلك، مظهر الوجه مهم عندما نحكم على الأشخاص، فهو يؤثر في كيفية إدراك الآخرين للشخص وحكمهم عليه فيما يتعلق بالخصائص الشخصية مثل الذكاء والقوة والهيبة والطيبة، ونقول سيماهم في وجوههم، فهل هناك علاقة بين اسم الإنسان وشكله؟

في 8 دراسات عالمية أظهرت وجود هذه العلاقة، حيث اختار المشاركون الذين يفحصون وجه شخص، الاسم الحقيقي للشخص بدقة من قائمة الأسماء، ووجدوا أن الأشخاص الذين يحملون الاسم نفسه يتشابهون في بعض المزايا الشكلية أيضًا، ومجموع الأشخاص الذين درسوهم كان 94000 وجه، ومظهر الوجه يمثل التوقعات الاجتماعية لكيفية ظهور الشخص.

تأثير الاسم ينعكس ليس على سلوك الإنسان فقط بل على شكله أيضًا حسب هذه الدراسات، ولذلك علينا أن نفكر ألف مرة قبل أن نعطي اسما لأحد أطفالنا، فلا يكفي أن يكون الاسم جميلًا في النطق بل يجب أن يجتمع جمال النطق بجمال المعنى، نسمع كثيرًا من الأسماء لا ندرك معناها إلا بعد ترجمتها، وترجمتها تحمل الكثير من المعاني فيختلف معنى الاسم في اللغة اليونانية عن معناه في اللغة التركية أو اللغة الإنجليزية، وعلى الطفل أن يحمل مزايا اسمه من كل هذه اللغات، أما شكله فلن يغيره غرابة اسمه بل حمل جينات والديه وقبيلته. اللغة العربية غنية بالمعاني والأسماء الجميلة فعلينا أن نعود إليها لنفهم معاني أسماءنا دون اللجوء للترجمة. وأخيرًا قل لي ما أسمك أقل لك من أنت.