تعد الكتابة الأكاديمية، أو الكتابة بشكل عام، أحد أهم العناصر اللازمة لاجتياز الاختبارات القياسية، كاختبار الـ«توفل، TOEFL» أو اختبار الـ«أيلتس، IELTS»، والتي يلزم المتقدم لها أن يكون لديه إلمام بعدد من المهارات اللغوية والأدبية، مما يعني أهمية الاستعداد لمثل هذه الاختبارات بالتدرب، ليس ذلك فحسب، بل إنه من المفيد جدا أن يجد المتعلم من يقدم له الاستشارة والتغذية الراجعة «feedback» أثناء تعلمه الكتابة. تقديم الدعم اللازم لمتعلم الكتابة للاختبارات القياسية يمثل تحديا، مما فتح المجال إلى ابتكار تقنيات تساهم في تقديم دعم المتعلم بشكل آلي، وهذا ما خلق مجالا من مجالات الحاسب يطلق عليه تعلم اللغة المعزز بالحاسب «Computer Assisted Language Learning» وهو مجال يعنى باستخدام التقنيات الحاسوبية لتعلم اللغة. من هذه التقنيات ما أنتجته شركة قوقل «Google» للمساعدة أثناء كتابة الإيميل، بحيث يقوم نظامها بتقديم اقتراحات للإكمال التلقائي على شكل جمل وليس كلمات فحسب، هذا إضافة للتقنيات المعروفة كالتدقيق الإملائي أو التأكد من سلامة النص المكتوب من ناحية القواعد اللغوية. ومن هذه التقنيات أيضاً ما قام به فريق بحثي من جامعة تسنج هوا الوطنية (National Tsing Hua University) بالصين، حيث قام البروفسور جيسون تشانج (Jason Chang) مع الفريق البحثي بتقديم تقنيات تساهم المتعلم في الكتابة، ولكن ما يميز ما قام به الفريق البحثي عن غيره من التقنيات، أن نظامهم يقدم دعما مباشرا وتدريبا آليا للمتعلم، بمعنى أنه وأثناء كتابة المتعلم لقطعة عن موضوع معين، فإن النظام المطور من قبل الفريق البحثي يقوم مباشرة بتقديم الملاحظات آلياً. يتكون نظام البروفسور جيسون من أربعة أجزاء، الأول يقوم بتقديم اقتراحات للإكمال التلقائي (وذلك مثل النظام سابق الذكر)، مما يساعد الكاتب في معرفة الكلمات الأكثر شيوعا أثناء الكتابة، ولكن الأجزاء الثلاث الأخرى هي ما يجعل هذا النظام محل اهتمام، حيث يقدم النظام في جزءه الثاني نقاط تقييم لما تمت كتابته، وذلك بالاعتماد على أحد المعايير العالمية، وفي الجزء الثالث منه يستطيع النظام تقديم تحليل للقواعد اللغوية المستخدمة مع تقديم مقترحات للتصحيح لأي أخطاء واردة، كما ويقدم النظام مقترحات تطويرية للكاتب وذلك بتحليل الأخطاء التي وجدت أثناء الكتابة وذلك في الجزء الرابع منه. يذكر أن النظام المطور من قبل الفريق البحثي لا يعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي، أي أن هذا النظام في أجزائه الأربع يعتمد على البحث في المعاجم وقواعد البيانات اللغوية وذلك لتفعيل الخدمات التي يتكون منها النظام.