(أ)

سرعة إيقاعات الحياة اليوم، تفرض على الإنسان مسايرتها بنفس الوتيرة، وهذا أمر قد يختلط على البعض، وعليه، فإنهم قد يقعون نتيجة لمواكبتهم لهذه التطورات في مطبات حياتية ونفسية ومالية واجتماعية ضخمة ومتعددة.

وعلى هذا الأساس تأتي عمليات التوازن لتكون هي الرافعة التي تنتشل الإنسان من هذه الدوامة التي قد تودي به إلى وضعيات مؤلمة، وأحيانًا مؤسفة.

(ب)

في كتاب قواعد الحزم للدكتور إدريس أوهلال، جاءت قاعدة (كن متوازنًا) كأحد أهم القواعد التي تجعل منك شخصية قيادية متميزة وحازمة. يرى الدكتور أن التوازن هو: عبارة عن عمليات شاملة تضم بين جنباتها الإتزان والتوسط في المشاعر والأفكار، وفي الإرادة والقدرات، وكذلك تشمل الرؤية للحياة وللقيم، والأهداف والأفعال والممارسات والواجبات. كما أنه يرى أهمية أن يتوازن الإنسان فيما يملك، وما هو عليه، وما يرغب به. ولا ينسى أن يذكّر أيضًا بضرورة توازن الحضور والغياب، والهدوء والحيوية، والمرونة والصرامة.

وعليه، يرى أن هناك تسعة مبادئ تجعل منك شخصية متوازنةً في الحياة: (1) وضوح رؤيتك. (2) انفتاحك على القيم. (3) تطبيقك لهذا الانفتاح بالشكل الأمثل (4) تحديدك لأولوياتك. (5) تخطيطك لأهدافك. (6) تنظيمك لوقتك. (7) خرقك للعادة في بعض الأحيان. (8) قولك لكلمة لا إذا اقتضت الحاجة. (9) تأملك وتقييمك المستمر لذاتك.

(ج)

التوازن في ظني هو أن تعيش دائمًا في الحياة دون تطرف في الرأي أو العمل أو الفكر. التوازن هي مرحلة فكرية مختلفة تمامًا عن النضج، حيث إن النضج يأتي كنتيجة نهائية لحياة متوازنة ومتزنة.

(د)

بعض الحزم في أحيان قد يكون ضرورة توازنية. وبعض العقوبات التي تفرضها في حياتك على بعض من حولك قد تكون أيضًا ممارسة توازنية. وابتعادك عن بعض الأشخاص في بعض الأوقات من الممكن أنه فعلاً دليل على توازنك.

التوازن ضرورة مهمة لحياة مستقرة وناجحة، ولن تصل إلى هذه المرحلة إلا بعد أن تحكّم عقلك، وتتشاور باستمرار مع من تثق فيهم، وكذلك تستمع لآراء غيرك وانتقاداته.

faissal_ms@