شكلت جائحة كورونا، والإجراءات الاحترازية التي طبقت في ظلها، فرصة مواتية لانتشار ما يسمى بـ«المطابخ السحابية» في المملكة.

والمطابخ السحابية مصطلح جديد، لم يكن معروفا سابقا، ويطلق على المطابخ الافتراضية أو المظلمة، كما يحمل أسماء أخرى مثل مطاعم الستلايت أو المطاعم الشبحية، أو المطاعم المظلمة، أو المطاعم الافتراضية، أو الكلاود كيتشن، وهي التي تمتلك أساساً واضحاً يقوم على إيجاد مطابخ كبيرة ومتعددة لتعمل على مدار الساعة وبموظفين مؤهلين، وتقوم المطاعم المختلفة بمشاركة هذه المساحة.

وتخدم هذه المطاعم عملاء التوصيل فقط عبر تطبيقات توصيل الطعام المتوافرة، من دون فتح أبوابها للجمهور.

ويسمح هذا المفهوم لمجموعة من المطاعم والعلامات التجارية المختلفة أن تقدم وجباتها من خلال مطبخ واحد ومشترك يعتمد على التكنولوجيا في الأنظمة المستخدمة في طلب المكونات والوجبات وتخزينها وتتبعها.

بداية الفكرة

بدأت المطابخ السحابية بالانتشار في عدد من دول العالم وفي مقدمتها الصين وأمريكا وأوروبا والإمارات والهند ومصر، وبدأت في الآونة الأخيرة تقتحم السوق السعودية، خصوصا من تلك التي تمتلك فروعا في عدد من دول العالم، مستفيدة من الأهمية الاقتصادية التي تشكلها السوق السعودية ومقدرتها الشرائية الكبيرة.

وأطلقت الصين النموذج الأول من هذه المطاعم عام 2016، عبر شركة «باندا سليكتد» في 2016، التي افتتحت 40 موقعاً خاصاً بها، يشمل الواحد منها عادة نحو 20 مطعماً مستقلاً.

فكرة مثالية

تعد فكرة المطابخ السحابية مثالية من جهات عدة، فهي ستوفر على ملاك المطاعم مبالغ كبيرة تنفق على إيجارات المطعم، والتي تختلف حسب موقع المطعم ومساحته، إضافة إلى رواتب العمال.

كما توفر للعملاء تنوعاً في الطلبات التي بإمكانهم اختيارها دون القلق من زيادة تكلفة الطلبات، حيث إن جميع الطلبات تأتي من مصدر واحد، حيث سيضم المطبخ السحابي مختلف المطاعم الآسيوية والعربية الأجنبية وحتى الأطعمة الصحية.

ويعتمد مشروع المطبخ السحابي فقط على عوامل قليلة لبدء المشروع، أهمها طاقم مطبخ عالي المهارة وفريق توصيل.

وباتت المطاعم السحابية حلا مثاليا في ظل تأثر المطاعم التي توقف كثير منها عن استقبال الزبائن خلال فترة الجائحة، حيث تحول معظمها إلى تحقيق 90 % من إيراداتها عبر تطبيقات التوصيل.

استثمار سعودي

ضخت المملكة نحو 1.5 مليار ريال في هذا السوق الناشئ عبر شركة «كلاود كيتشن»، وتعد جنبا إلى جنب الإمارات من أقوى الأسواق الصاعدة في هذا المجال، حيث ارتفعت عائدات المطاعم السحابية في السعودية والإمارات من 2018 وحتى 2019 نحو 160 % من قيمتها السابقة، لتبلغ أكثر من 243.75 مليون ريال حتى يونيو 2020، وفقاً لبيانات «ريدسير كونسلتنغ».

وبلغ نصيب السعودية والإمارات من سوف توصيل الطعام عبر الإنترنت نحو 14 مليار ريال في 2019 حسب موقع «ستاتيستا».

المتخصص في البيانات أن سوق توصيل الطعام عبر الإنترنت كانت تبلغ نحو 3 مليارات دولار في 2019 عالمياً، ملياران منها يمثلهما السوق السعودي والإماراتي على حدٍ سواء.

تنوع

توفر المطاعم السحابية تنوعا في برانداتها، حيث بإمكان الشباب أو البنات إنشاء براند مطعم جديد والعمل عليه بشكل ممتاز، وتعد فرصة نجاحه أفضل وأكبر كونه مشاركا في منصة تضم عددا من المطابخ الأخرى، وبتكلفة تعد أقل، إضافة إلى أنه يعد فرصة جيدة للأسر المنتجة لعرض منتجاتها بشكل أكبر وأوسع.

ويمكن إنشاء المطبخ السحابي بعدة نماذج مختلفة فعلى سبيل المثال وليس الحصر تجهيز مطعم مركزي والتعاقد مع شيف ومساعدين لتشغيل المطعم، أو تجهيز مطعم مركزي بداخله عدد من المطاعم وتأجير مساحات العمل لبراندات تجارية قائمة ومساعدتهم في التسويق والتشغيل وتقديم عدد من الخدمات المساندة، أو تجهيز مطعم مركزي وتأجير مساحات عمل لمبتدئين بالنشاط والإشراف عليهم وتدريبهم والتسويق لهم، وتقديم عدد من الخدمات والتسويق والتشغيل.

وأيضا هناك نموذج فكرته تأجير مساحات مفتوحة للمطاعم وتقسيمها فقط وتقوم المطاعم بتجهيزها حسب احتياجها من الأدوات والمعدات، كما يمكن أيضا تخصيص نموذج للأسر المنتجة حصريا وتجهيز مطبخ مركزي وتأجير مساحات يومية وشهرية وسنوية لممارسة النشاط بشكل تنظيمي أكثر.

مزايا المطابخ الافتراضية

- جاذبة لأصحاب العلامات التجارية

- يمكن البدء بها مباشرة دون انتظار فترات طويلة لتجهيز المقر.

- تزيد فعالية وكفاءة العمل

- تحسن الإيرادات والأرباح

- يمكنها تجهيز نحو 150 صنفا من الطعام خلال ساعة

- يمكنها إنهاء طلبية كل دقيقة

- تساهم في تخفيض كلفة التوصيل، لأنها تؤمن مروحة من الأصناف في مطبخ وموقع واحد

- تكلفتها التشغيلية أقل