نسمع بين الفينة والأخرى ثلة قليلة من الناس يعزفون على وتر القبلية، غير آبهين بما ينتج في ضوء ذلك من سلوكيات قد تتضمن إساءة لأنفسهم قبل الآخرين. وبكل أسف ينبري من بين هؤلاء من قد يغلب عليه جهله، الخوض في اجتهادات باطلة لمجرد إرضاء فلان أو كسب ود وثناء علان، أو الإشارة له بأنه فارس القبيلة!!.

ومن هذا المنطلق يجب أن يدرك من يتعاطى مع هذه الأفكار ويغذيها، أن المعنى السامي والشامل للقبلية، هو الانتماء للوطن، والمشاركة في تنميته، وتعزيز أواصر الصداقة والتلاحم بين أبناء النسيج الواحد، فيما يخدم المصلحة العامة، والاستشعار بأن مفهوم القبلية (جامع) لكل خير، ومضاد لكل ما قد يسبب (التعصب والفرقة) والتباغض والتهاجر.

ويقينا من يمتلك الوعي والبصيرة والمعرفة، يجد نفسه ضد التعصب القبلي المقيت، الداعي للتفرقة، والمناهض للقيم والأخلاق التي تأتي دوما مُخَالَفَة للتواصل والتآخي والتواد، وإضفاء روح المحبة والخير بين الناس.

ولو بحثنا في واقع من يمارسون هذه الأخطاء، ويسعون إلى تكريسها، لوجدناهم ممن ينطبق عليهم مصطلح (المهايطون)، أو ممن فقدوا بعضا من البريق الذي كانوا يحظون به في مكان ما، أو من الجهلة الذين لا يدركون عواقب الأمور، أو ممن قضوا وقتا من حياتهم في إثارة الشحناء والبغضاء والسعي بالفتنة والنميمة في مجتمعاتهم.