تستعد الكعبة المشرفة لارتداء ثوبها الجديد بعد نحو 37 يومًا من الآن، وذلك فجر يوم عرفة الموافق للتاسع من ذي الحجة المقبل، حيث تعكف مجموعة كبيرة من الشباب السعودي هذه الأيام على تطريز قماشها بآيات قرآنية وبخيوط من الذهب.

وتمر صناعة كسوة الكعبة بمراحل عدة هي الصباغة والنسيج الداخلي والطباعة وتطريز المذهبات وتجميع الثوب والاستبدال.

ومرت صناعة كسوة الكعبة عبر التاريخ بمراحل عدة، حيث يمتد تاريخها سنوات كثيرة إلى الوراء، كان التنافس فيها على أوده لتعظيم الكعبة التي تعد قبلة المسلمين في كل صلاة من صلواتهم، وحيثما كانوا في جميع أصقاع المعمورة.

يوضح مدير المعارض والمتاحف في رئاسة شؤون الحرمين الشريفين، سطام المطرفي لـ«الوطن» أنه «تنافس الملوك والأمراء منذ قديم الزمان على تعظيم كسوة الكعبة الشريفة، وكانت تلك الكسوة تصنع في بلدان مختلفة ثم تهدى إلى الكعبة المشرفة».

وبعد أن شرّف الله هذه البلاد المباركة برعاية ملوك آل سعود، شرعت بكل اقتدار وافتخار بصناعة الكسوة المشرفة. وأمر الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- بصناعة الكسوة المشرفة في دار خاصة في أجياد أمام دار وزارة المالية العمومية بجوار المسجد الحرام عام 1341، وكانت أول حلة مكية الصنع منذ أن كسيت الكعبة المشرفة.

وفي يوم السبت السابع من ربيع الآخر من عام 1331، وفي نقلة نوعية في تاريخ هذا الصرح الإسلامي، تم الانتقال إلى حي أم الجود بمكة المكرمة، ووضعت أولى لبنات مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة.

مجمع الملك عبدالعزيز

يضيف المطرفي «تطورت خطوط الإنتاج وشملت تحديث خطوط الإنتاج بعد أن كانت الكسوة تحاك يدويا.

وبدأ العمل في المجمع عام 1331 باستخدام أحدث الآلات المتطورة عبر طاقم فني يملك خبرة ويتميز باحترافية.

وتصنع كسوة الكعبة المشرفة من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود المنقوش عليه بطريقة الجاكارد، ويتم تطريز عبارات لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولفظ الجلالة وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ويا حنان يا منان. كما يوجد تحت الحزام على الأركان سورة الإخلاص مكتوبة داخل دائرة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية».

تطور خطوط الإنتاج

يتابع المطرفي، أنه «يبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا، ويوجد في الثلث الأعلى من هذا الارتفاع حزام الكسوة بعرض 35 سم، مكتوب عليه بعض الآيات القرآنية ومحاط بإطارين من الزخارف الإسلامية ومطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب، ويبلغ طول الحزام 41 مترا، ويتكون من 11 قطعة، وتشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة المصنوعة من الحرير الطبيعي الخالص، ويبلغ ارتفاعها سبعة أمتار ونصف وبعرض أربعة أمتار، مكتوب عليها آيات قرآنية وزخارف إسلامية ومطرزة تطريزا بارزا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب، وتبطن الكسوة بقماش خام».

آيات قرآنية وزخارف

يختتم المطرفي بالقول إنه «تستبدل كسوة الكعبة مرة كل عام خلال أداء فريضة الحج، وبعد أن يتجه الحجاج إلى صعيد عرفة يسبق ذلك احتفال كبير يتم فيه تسليم الكسوة الجديدة. ويقوم المشاركون في الكسوة باستبدالها عن طريق تثبيت قطع الثوب الجديد على واجهات الكعبة الأربعة على التوالي وفوق الثوب القديم، من خلال الاستعانة بـ41 عروة معدنية خاصة مثبتة في سطح الكعبة، وبذلك يتم فك حبال الثوب القديم من تحت الثوب الجديد إلى أن تترك الكعبة مكشوفة بالستار».

مراحل صناعة الكسوة

01 مرحلة الصباغة

تعني صباغة الثوب باللون الأسود

يتم خلالها إزالة الشمع المغلق لشلل خيوط الحرير الخام بغسل الحرير في أحواض ساخنة ومواد كيميائية ومن ثم الصباغة.

تحول شلل الحرير على مكرات لنسج كسوة الكعبة المشرفة بآلات الجاكارد المتطورة.

ينتج من التحويل طاقات قماش الحرير المنقوش والسادة.

02 مرحلة الطباعة

تتم طباعة الآيات القرآنية والزخارف على قماش الحرير السادة بواسطة شبلونات لتصبح دليلا لتطريز المذهبات.

يتم تطريز قطع الحرير بأسلاك الفضة المطلية بالذهب يدويا وتحشى بالقطن لإبراز الآيات والزخارف.

03 مرحلة الخياطة

تجميع طاقات قماش الحرير لكل جانب من جوانب الكعبة الأربعة على حدة.

توصيلها ببعضها البعض بأحدث المكائن وتثبيت القطع المذهبة عليها.

04 التركيب

في اليوم التاسع من ذي الحجة يتم استبدال كسوة الكعبة القديمة بأخرى جديدة كعادتها في كل عام.