في وقت تظن أنك لن ترى تلك السيارات القديمة إلا في لقطات عابرة في بعض أقدم الأفلام السينمائية، يفاجئك سعودي عشق هواية جمع السيارات الكلاسيكية القديمة، بأنه حول منزله متحفاً لها، جاعلا من هذه الهواية مشروعا لتقاعده.

الدكتور ناصر المسعري، عشق السيارات الكلاسيكية بشغف شديد، لكنه لم يقف عند حدود هذه الهواية، بل حوّل شغفه بها إلى خطوات عملية جعلته يجمع عددًا من السيارات القديمة جدا، مع اهتمام شديد ودقيق بتاريخ صناعة السيارات، كما أن كافة المعلومات التاريخية عن كل سيارة يقتنيها منذ بداية تصنيعها حتى وصولها إليه، وكيف كانت فكرة تصميمها، والتطورات التي شهدتها.

وأنشأ المسعري داخل منزله ورشة مصغرة لإصلاح الأعطال الميكانيكية للسيارات، حيث إن بعض السيارات القديمة ربما تكون معطلة بشكل كامل، لكنه يقوم بإصلاحها والعمل عليها حتى تعمل من جديد.

هواية تتوالد من هوايات

يبدأ المسعري حديثه عن هواية جمع السيارات الكلاسيكية، بأنها بدأت لديه منذ ما يزيد عن الأربعين عاما، وقال «بدأت بهوايتي بشكل متواضع، وقد جاءت نتيجة لهوايات أخرى فنية وتشكيلية، وبسبب حبي للجمال والفن والخطوط والألوان اتجهت أنظاري بالكامل نحو السيارة الكلاسيكية التي تتمتع بكل تلك الصفات من جمال وخطوط مثيرة وألوان جميلة وشكل وقيادة، ومن هنا أصابني الشغف بتجميع السيارات الكلاسيكية التاريخية، وأصبحت أمتلك عددا منها، بعضها نادر وفريد، وأخريات اعتبرهن جميلات على الأقل في نظري أنا فقط، حتى بات لدي متحف للسيارات الكلاسيكية».

مقتنيات فريدة

يتحدث المسعري بفخر عن سيارة يمتلكها، ويقول «لدي سيارة أفتخر أنها موجودة في المملكة، فهي الوحيدة من نوعها في العالم، وهي من طراز كاديلاك موديل 1929 بوت تيل روديستار».

وعن تاريخ هذه السيارة، يقول «إنتاج هذه السيارة كان في سنة الكساد العظيم الذي أصيبت به الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الرغم من عزوف الناس عن الشراء إلا أنه تم إنتاج سيارة كاديلاك بوت تيل روستار، وتم تصنيعها لفئة الأغنياء من المجتمع نظرًا لكونهم هم الذين كانوا يستطيعون ويتحملون تكلفة شرائها، فقد كان سعرها يعادل سعر شراء 30 سيارة فورد عادية في تلك الحقبة».

وأضاف «استطعت الحصول على السيارة بعد مجهود كبير سواء كان من الناحية المالية، حيث تم دفع مبالغ كبيرة للحصول عليها، أو من ناحية إقناع مالكها ببيعها، والجميل في تلك السيارة أنها بحالتها الأصلية من قماش ولون وتعمل بشكل ممتاز ولله الحمد».

صيانة

يرفض المسعري إطلاق صفة تالفة على قطع الغيار التي لا تعمل في السيارات الكلاسيكية، ويقول «لا يجب إطلاق صفة تالفة عليها، حيث يمكن إعادة تأهيل أي قطعة من خلال إصلاحها على أيدي أشخاص لديهم المعرفة والخبرة الكافية، وعن نفسي فأنا أعد نفسي مخضرما في هذا الجانب، وقد تعلمت في معاهد ميكانيكية متخصصة في أمريكا وإيطاليا عن الميكانيكا والكهرباء والطلاء والأجهزة وحتى التنجيد، وأمتلك كل المعلومات والمعرفة في تنفيذها، وأملك ورشة في منزلي لتصليح أي قطعة وأي سيارة»، مؤكدا أن أي سيارة كلاسيكية قابلة لإعادة إحيائها مهما كانت حالتها الراهنة.

مشروع التقاعد

عن المتحف الذي أصبح يملكه داخل منزله الآن، أوضح المسعري أن «فكرته جاءت كمشروع تقاعد حيث من الطبيعي أن كل شخص متقاعد لديه خطط ومشاريع لتمضية الوقت واستثماره بالشكل الأمثل، فالمشروع الذي بدأت به كان الهدف منه مشروع تقاعد، إضافة الى متحف يستطيع الزوار والسائحون الأجانب ومحبو السيارات الكلاسيكية مشاهدته، خصوصا أنه في السعودية حيث لا يوجد متحف للسيارات الكلاسيكية بشكل كبير أو معد بشكل مخصص ليكون وجهة سياحية». وأضاف «أعمل حاليا على إنهاء التراخيص اللازمة لإنشاء متحف خاص حيث سيتكون من الصالة التي تحتوي على السيارات، إضافة إلى قاعة محاضرات سيتم فيها إلقاء محاضرات تاريخية وفنية عن السيارات الكلاسيكية، مع إنشاء معرض تذكارات يستطيع السائح أخذها والاحتفاظ بها، وأركز في المتحف على دور السيارة في تشكيل حضارة الإنسان، حيث لعبت دورا في هذا الجانب، وعن كيف كانت السيارات قبل خمسين عاما وصولا إلى السيارات الآن، وقد يكون هذا المتحف نقطة انطلاق لإنشاء متحف كبير وضخم مختص بعرض السيارات الكلاسيكية في السعودية».

قطع تتحول إلى أثاث

بشكل جمالي يستخدم الدكتور المسعري بعض قطع السيارات بشكل مثمر ويحولها إلى قطع أثاث منزلي مثل الكنب، إضافة إلى وجود تلفزيون مخفي في مقدمة إحدى السيارات التي قام هو بتصميمها بشكل كامل.

فكرة المتحف

جمع السيارات الكلاسيكية القديمة

انبثق عن هوايات أخرى تهتم بالجمال

يضم ورشة لإصلاح السيارات

يخطط لأن يكون متحفا كبيرا يضم:

01 صالة عرض للسيارات

02 قاعة محاضرات

03 صالة لبيع التذكارات