نجاحك يستفز الساقطين، بهذه الجملة كان ردي على أحد الملهمين بالنجاح عندما اشتكى لي ما يتعرض له من مضايقات وسلوكيات مزعجة، في كل ما يطرح، وليس لأي ذنب، سوى أنه ناجح وفارق ومميز عمن يرون في أنفسهم وإمكانياتهم أنهم أقل قدرات وعطاء. وحقيقةً يظل الحل الأمثل لمعالجة مثل هذا الشعور، هو تجاهل مثل هؤلاء، وعدم الالتفات لهم، ومواصلة المسير نحو الأهداف المنشودة. وفي خضم ذلك من اعتاد على الرقي، سوف يستمر بخطوات واثقة، يحدوها الأمل ولن يحد من طموحاته صناع (الزيف)، وأصحاب التجارب المنهزمة.

ولو تأملنا في قراءة المشهد بعمق، لوجدنا أن هناك من يسعد ويفرح بنجاح الآخرين، بل ويرى في ذلك مُحَفِّزًا له، وعلي النقيض نجد هناك من يفشل في حياته وقناعاته، ويسعى جاهدا في تعميم تجربته الفاشلة على من حوله حتى لو كانت مؤذية.

وأخيرا الذي ينشد النجاح يجب عليه أن يكون صاحب قيمة وهمة عالية، وألا يكترث بمن ينسجون خيوط الأوهام الزائفة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، الذين قد ينطبق عليهم ما ذكر الشاعر عبد الواحد الزهراني في إحدى قصائده:

(الذي ما يسبق الفرسان يطعن في ظهورها).