تعاني «مقبرة السيارات» أو«تشليح الحائر»، الذي يعد الأكبر على مستوى الخليج من ناحية المساحة والبضاعة المعروضة، ويضم آلاف السيارات التالفة، من الإهمال وضعف الرقابة والسرقات، ونقص الخدمات كالماء والكهرباء.

بداية، فإن أول ما يظهر على يمين المتجه إلى تشليح الحائر، الواقع على طريق الحائر على بعد 20 كيلو مترا جنوب العاصمة الرياض، هو محلات ومستودعات المزادات، التي تستقبل السيارات التالفة بسبب الحوادث المرورية، وهي التي يعرضها أصحابها أو شركات التأمين، بعد تعرضها لتلفيات كبيرة، بحيث لم تعد صالحة للاستعمال، أو أن تكاليف إصلاحها باتت باهظة، حيث تباع بشكل كامل بطريقتين، الأولى لمن يرغب بإصلاحها وإعادتها للخدمة، حيث تنقل ملكيتها إليه، والثانية تتم بإسقاط لوحاتها وبيعها للتشليح، للاستفادة منها كقطع غيار مستعملة، وبإمكان من يريد شراءها إحضار ميكانيكي، أو فني لفحصها وهي داخل في المكان الذي تعرض فيه.

التنظيم والتميز

تتميز هذه المستودعات بالتنظيم، نظرا لأن المركبات مصفوفة بشكل متناسق، ويحضر من يرغب بشرائها والاطلاع عليها، ومن ثم تحديد ما يرغب بشرائه، وفي حال تكدس السيارات بالمستودع، يقوم أصحاب المستودعات بعمل مزادات لبيعها وتصريفها.

وعلى مسافة بسيطة لا تتجاوز بضعة كيلومترات، تجد أكبر مقبرة للسيارات في المملكة والخليج والمشهورة باسم «تشليح الحائر»، والتي تقع على مساحة هائلة تقدر بعشرات آلاف الأمتار، ويوجد فيها أكثر من 1000 محل لبيع قطع الغيار المستعملة.

أقسام متمايزة

التقينا خلال الجولة بصاحب محل لبيع قطع الغيار المستعملة، يدعى عبيد صنهات، وقد تحدث إلينا قائلا «دخلت هذا المجال منذ 30 عاما، وينقسم التشليح إلى قسمين، الأول والقريب من طريق الحائر، هو ملكية خاصة مؤجرة على أصحاب المحلات، والقسم الآخر خاص بالأمانة ويؤجر من قبلها، ونحصل على سياراتنا من شركات التأمين، وعن طريق الجوال والبيع المباشر من أصحابها، وعن مكاسب القطع، يقول عبيد «أرباحنا مجالها مفتوح، ولكن تحكمنا أشياء كثيرة، فنحن معرضون لفقدان بعض القطع، سواء بسرقتها من قبل العاملين لدينا، إن كانوا من عديمي الضمير، أو من الاعتداء الخارجي من قبل بعض المجهولين، ممن يسطون على المحل بعد مغادرتنا له، ولكن بالمجمل تصل أرباحنا إلى 30 % ولكن تحتاج منا الصبر، وزبوننا يبحث عنا إلى حين حصوله على القطعة التي يريدها».

وأضاف «أنا مستأجر في الجزء المؤجر من قبل الأمانة، ومساحته 4 آلاف متر، وإيجاره تضاعف في السنين الماضية، ولكننا نعاني من عدم وجود كهرباء، وتأخر تمهيد العديد من الطرق، التي تم البدء فيها وتوقفت السفلتة، ولم يتم تخفيض الإيجار لنا خلال جائحة كورونا، ولا نزال ننتظر أن يشملنا التخفيض، وأن تكون هناك مسارعة للاهتمام بتطوير المكان بالكامل، بما يحفظ لنا حقوقنا ويحافظ على ممتلكاتنا، ويسمح لنا بالجلوس في محلاتنا، أو وضع حراس ليليين عليها».

وختم «هناك بعض ضعاف النفوس من المتسترين، ولكن الغالبية من أصحاب المحال هم من المواطنين، وهم متواجدون باستمرار في أماكنهم ويتابعون أعمالهم، ونسبتهم تفوق الـ80 %».

سور مراقب بالكاميرات

بدوره، طالب بشير العتيبي بوضع سور مراقب بكاميرات، لضبط الداخل والخارج، وحماية المحلات من المجهولين، الذين يسطون من وقت إلى آخر على المحلات في أوقات عدم تواجد أصحابها.

وقد سألنا عبيد وبشير عن المقاطع المتداولة عبر وسائل التواصل، التي تتحدث عن تخفيضات كبرى في تشليح الحائر، نظرا لانتقاله من مكانه، وهل لهم أو لزملائهم بالمهنة علاقة بنشر مثل هذا المقطع للترويج، فأفادا بأنهما يستغربان من هذا المقطع المتداول بشكل سنوي، منذ أكثر من خمس سنوات، ولا يعلمون مصدره.

وفي ختام الجولة كان لنا لقاء مع عايض العتيبي وفهد العتيبي، في الجزء الذي تعد محلاته ملكية خاصة، ولهما ما يقارب 22 عاما يعملان في التشليح، وبسؤالهما عن حركة المبيعات، أفادا أنها جيدة وأفضل من فترة الجائحة، وقالا "نواجه منافسة من العمالة الوافدة، ونطالب بإيقافهم عند حدهم، إضافة إلى تضررنا من عدم وجود ماء أو كهرباء، ونحتاج تقوية برج الجوال، كما نطالب المسؤولين بزيارتنا والوقوف على مطالبنا، فنحن نقدم خدمة لشريحة من المجتمع، ونقوم على أعمالنا ونعيل أسرنا.

وتوجه الجميع بالشكر لقائد الدوريات الأمنية، والعاملين بالمكتب الأمني لدورهم البارز خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، لتكثيف وجود الدوريات مما ساهم بتقليص التعديات من المجهولين وغيرهم.

تشليح الحائر

ـ يبعد نجو 20 كلم جنوب العاصمة

ـ يضم مستودعات للمزاد ومحلات كثيرة

ـ يضم نحو 1000 محل لبيع قطع الغيار المستعمل

ـ يستقبل السيارات التالفة بسبب الحوادث المرورية

ـ السيارات المعروضة فيه يعرضها أصحابها أو شركات التأمين

ـ تباع السيارات فيه إما بنقل الملكية أو ببيعها كقطع.

مطالبات العاملين فيه

ـ تأمين الماء والكهرباء

ـ تمهيد الطرقات وسفلتتها

ـ تقوية برج الاتصالات

ـ تخفيض الإيجارات

ـ تأمين حراس ليليين للتشليح

ـ وضع سور مراقب بكاميرات لضبط الداخل

ـ منع مقطع فيديو يتم تداوله من سنوات ويسيء للتشليح